
تقرير – محمد يوسف
في مقابلة مع صحيفة سبورت الكتالونية، صرّح ليونيل ميسي قائد برشلونة: “لم أشكك أبدًا في الفريق الذي نملكه، وليس لدي أدنى شك في أننا نستطيع الفوز بكل ما تبقى من بطولات، ولكن ليس بنفس طريقة اللعب التي كنا نلعب بها. حاليًا، كل شخص له رأيه، وهي كلها آراء تُحترم جدا. ولكن رأيي جاء بناءً على حقيقة أنني كنت محظوظًا بالمشاركة في دوري الأبطال كل عام، وأنا أعرف أنه من غير الممكن الفوز بها من خلال نفس طريقة اللعب التي نلعب بها”.
ومع ذلك، يعتقد المدير الفني كيكي سيتيين أن الكأس الأوروبي الكبير قد يعود هذا العام إلى معسكر الكامب نو، كما صرّح في لقائه مع بي إن سبورت: “أعتقد أن كلمات ميسي خلقت جدالًا كبيرًا. نحن مقتنعون أن بإمكاننا الفوز بدوري الأبطال، علينا أن نحسن بعض الأمور، لكن بدون شك نحن مقتنعون أن الفريق لديه القدرة على الفوز بدوري الأبطال. يمكننا الفوز، بالطبع يمكننا ذلك”.
من المهم التحلّي بالواقعية!
أولًا، من الواضح أن هذا سوء فهم لتصريحات ميسي، فهو بالتأكيد لم يقصد القول بأن الفريق ليس مؤهلًا بما فيه الكفاية للفوز، بل أشار ضمنا إلى أن الأداء العام للفريق ينبغي أن يتحسن. وحتى على مستوى بطولة الدوري الإسباني، هناك المزيد من العمل الذي ينتظر كيكي سيتيين، حتى لو ظهر الفريق بصورة أفضل نسبيًا بعد رحيل فالفيردي.
ثانيًا، وفيما يتعلق بدوري أبطال أوروبا، في الوقت الراهن، وبعد توقف نشاط كرة القدم بالكامل لعدّة أشهر، لا يمكن تفضيل أي فريق على الآخر من الفرق المتبقية. وحقيقة أن ليفربول الذي كان يحظى بموسم رائع قبل أن يخرج على يد أتلتيكو مدريد، توضح أن البطولة هذا العام ليست ملك لأي فريق، ويمكن أن يحدث أي شيء.
وبالنظر إلى موقف برشلونة في البطولة، فسوف يملك الفريق أفضلية التعادل بهدف عندما يستضيف نابولي في مباراة العودة. ولكن من الواضح لأي شخص شاهد المباراة الأولى أن البارسا بحاجة إلى التحسن أكثر بكثير مما كانوا عليه حينها، مثلًا على المستوى الهجومي، وعلى مستوى إحراز الفرص المتاحة، وعلى مستوى ديناميكية منتصف الملعب. سيقع على سيتيين ومساعديه مهمة ضخمة. المدير الفني الإسباني يملك فريق مميزًا لكنه يعرف أنه يحتاج لوضع القطع معًا وحل اللغز لكي ينجح.
بالطبع، من الجميل أن يتحدث المدرب بهذه الثقة عن لاعبيه، وعن قدرتهم على الفوز ببطولة معقدة مثل دوري الأبطال، وربما يخدمه النظام الجديد إذا تم تطبيقه في باقي مباريات خروج المغلوب، من خلال لعب مباراة واحدة فقط. ولكن بالرغم من الكلام التحفيزي، هناك حاجة ملحة للفريق إلى التحلي بالواقعية. وحاليًا، يحتاج كيكي سيتيين إلى النظر في بعض الأمور إذا كان يريد لفريقه المنافسة على دوري الأبطال.
حلول للمشاكل الدفاعية
هناك مشاكل واضحة بالنسبة لدفاع البارسا، وبشكل خاص بالنسبة للظهيرين، سواءً كان جوردي ألبا أو نيلسون سيميدو أو حتى البدلاء، فالثنائي يعاني على مستوى الدفاع والهجوم كذلك. ومن أكثر الأمثلة وضوحًا كان الهدف الأول في مباراة الكلاسيكو، عندما تاه سيميدو في التمركز، وسمح لفينيسيوس أن يتقدم في المساحة من خلفه والنتيجة كانت هدفًا في مرمى شتيجن.
ستتمثل مهمة سيتيين الأولى في إيجاد حلول للمشاكل الدفاعية مع المدافعين المتاحين. وللأسف، ليس لديه العديد من الخيارات في الخلف من أجل التبديل أو التجربة، خصوصا بعد إعارة المدافعين الشباب خلال نافذة الانتقالات الشتوية.
زيادة المردود الهجومي واستغلال الفرص
بالتأكيد، عندما تملك ميسي يمكنك نسيان الجانب الهجومي، لأنه يتولى كل شيء تقريبًا، لكن مع إصابة لويس سواريز الأخيرة، واللعب بجريزمان كمهاجم، بدأت تظهر بعض المشاكل الهجومية. زادت صناعة الفرص، لكن المشكلة كانت في استغلالها وتحويلها إلى أهداف.
ومن الواضح أن الاعتماد المفرط على ميسي كلف الفريق كثيرًا، وعندما يبذل الفريق المنافس جهدًا إضافيًا لإيقاف الأرجنتيني فسوف يؤثر هذا على المهاجمين الآخرين. وحتى مستوى لويس سواريز في دوري أبطال أوروبا كان ضعيفًا بشكل واضح، ويجب أن يتغير هذا الوضع بعد عودته. وبينما بذل جريزمان جهدا للاستقرار في المراكز التي يلعب بها، عليه أيضا أن يتحسن أكثر عندما تبدأ البطولة من جديد.
وربما يكون الأمل في عودة عثمان ديمبيلي، والذي يمكن أن يعود في أغسطس. وإذا لم يتعرض لإصابات أخرى، فربما يكون خيارًا ممتازًا على الأجنحة بالنسبة لكيكي سيتيين، وهو ما يعاني منه البارسا في الفترة الأخيرة أيضًا في الجانب الهجومي.
إذا تمكن سيتيين من معالجة المشاكل بشكل واقعي، فربما يكون تصريحه بالقدرة على الفوز بدوري الأبطال منطقيًا. والمميز أن كل التوقعات حاليًا لن تجدي نفعًا!