التواصل الاجتماعي ومستقبل التسويق الرياضي

توووفه – لؤي الكيومي

تُعتبر وسائل التواصل الاجتماعي في عصرنا الحالي، إحدى أبرز الواجهات الرئيسية التي تعمل عليها المؤسسات بكافة أنواعها، وتحظى بالاهتمام والرعاية والعناية لما لها من أهمية بالغة في الوصول إلى المتابع أو المتلقي والمستهدف، حيث أصبح هذا الفضاء الواسع المرجع الرئيسي للأخبار الرسمية والحصرية وكل ما هو جديد لتلك المؤسسات، إضافةً إلى أنه يُشكل حلقة وصل بين المؤسسة والفرد.

ولم تكن المؤسسات الرياضية المتمثلة في الاتحادات والأندية على وجه الخصوص ببعيدة عن مشهد الإعلام الرقمي ومواقع التواصل الاجتماعي، إذ تمتلك معظم المؤسسات حساباتٍ رسمية تُطل من خلالها على الجماهير والمتابعين بكل ما هو جديد داخل أسوار النادي كالبيانات الرسمية والتصريحات الصحفية وتفاصيل الاجتماعات الدورية، والقرارات الهامة وأخبار التعاقدات والتدريبات والمباريات والحملات الترويجية وغيرها الكثير.

وتعمل الفرق الإعلامية المسؤولة عن حسابات الاتحادات والأندية على إيجاد مواد تجمع بين الحقيقة والبساطة ومحاولة إخراج الصورة والخبر في إطار إبداعي، حيث يساهم ذلك في زيادة عدد المشاهدات والمتابعات والنشر والتفاعل معها إضافة إلى أنها تراعي الفئات العمرية المختلفة التي يصل إليها الخبر نظير انتشار وتواجد الأجهزة الذكية وحسابات التواصل الاجتماعي لدى معظم شرائح المجتمع وبمختلف فئاته.

وأصبحت قضية عدد المتابعين للحسابات الرياضية والمتفاعلين معها ترتبط ارتباطا وثيقاً بشعبية النادي وحجم جماهيريته والمُهتمّين بشؤونه، حتى وصل الأمر إلى وجود منافسة من نوع آخر عبر مواقع التواصل الاجتماعي تختلف كلياً عن تلك التي في المستطيل الأخضر والمدرجات، وذلك من خلال أعداد المتابعين والمغردين والمتفاعلين مع حسابات الأندية الرياضية.

وتستعين الأندية الرياضية بالحسابات الرسمية الخاصة بها وأعداد المتابعين لإيجاد مصدر دخل “مضمون ومهم” وتُدر على خزائنها الأموال الطائلة، إذ تطرق الأندية أبواب رجال الأعمال والشركات للرعاية والإعلان مستشهدة بهذه الأرقام المهولة من المتابعين كونها أحد أعمدة التسويق الرياضي في الوقت الحاضر كما هو الحال لدى الأندية الكبرى على مستوى العالم، فعلى سبيل المثال لا الحصر قام نادي يوفنتوس الإيطالي ببيع 500 ألف قميص لنجمه كريستيانو رونالدو خلال اليوم الأول فقط عقب توقيعه عقد الانضمام، وذلك بفضل تسويق المتجر الإلكتروني للنادي عبر حسابات النادي الرسمية في مواقع التواصل البالغ متابعيها 60 مليونا عبر المنصات المختلفة.

وتختلف في وقتنا الحالي أشكال جذب المتابعين للحسابات الرسمية، على سبيل المثال تعمل معظم الأندية العالمية وحتى القارية على إطلاق صفحاتها بلغات مُختلفة لتربط فريقها بالعالم أجمع وتصبح الحسابات مصدر التقاء لجماهيره ومحبيه بمختلف أعراقهم، بالإضافة إلى إطلاع جماهير النادي على التفاصيل الدقيقة والصغيرة لما يجري داخل أروقة النادي وغرف الملابس وصولاً إلى تحركات اللاعبين وصور من حياتهم الخاصة.

على المستوى المحلي واكبت الأندية الرياضية هذا التطور وعملت على إنشاء الحسابات الرسمية لها والتي تُدار من قبل المراكز الإعلامية أو المنسقين الإعلاميين، ويتزعم ظفار الأندية العمانية على موقع تويتر بواقع 22,500 متابع يليه صحم بـ18,500 متابع وفنجاء بـ17,100 متابع والنهضة بـ16,500 متابع والعروبة بـ16,100 متابع، ويحتل صحار المركز السابع بواقع بـ12,600 متابع يليه الرستاق بـ9,330 متابعا ونادي عُمان بـ7,626 متابعا ومسقط بـ4,372 متابعا والسيب بـ3,933 متابعا ومرباط بـ3,228 متابعا وبهلاء بـ3,152 متابعا والسويق “حساب حديث” بـ887 متابعا.

والسؤال الذي تطرحه “توووفه” ، هل تعمل الأندية العُمانية على الجانب التسويقي لحساباتها من خلال صناعة محتوى مميز ومختلف ومبتكر إضافةً إلى جذب المتخصصين في مجالات الإعلام الرقمي ومن أصحاب الأفكار الإبداعية لزيادة أعداد المتابعين، وذلك تمهيداً لدخول عالم التسويق الرياضي وإستغلال هذه المنصات لدر الأموال على خزائنها واعتبارها مصدر دخل مهم كما هو حال معظم أندية العالم؟

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى