يوفنتوس ساري ورونالدو.. رهان يوضح مدى إهمال الأندية الخارقة!

تقرير – محمد يوسف

في عام 2015، قاد ماكسميليانو أليجري يوفنتوس إلى الفوز بالثنائية المحلية، ثم فعل نفس الأمر في عام 2016، ثم من جديد في عام 2017، وأخيرًا في عام 2018، وفي عام 2019، لم يفز يوفنتوس بالثنائية مع أليجري، بالرغم من أنه قادهم إلى لقب سكودتو الثامن على التوالي.

بالطبع لم يكن الفشل في الفوز بكأس إيطاليا الموسم الماضي هو السبب وراء الإطاحة بأليجري من قيادة الفريق. ربما كان سيتم استبداله حتى لو كان قد حصل على الثنائية الخامسة في خمسة مواسم على التوالي، لأن هذه هي درجة السخافة التي وصلت إليها كرة القدم الأوروبية، حيث يمكن للمدير الفني أن يفوز بخمسة ألقاب في الدوري، وأربعة في الكأس خلال خمس سنوات، بالإضافة إلى الوصول مرتين إلى نهائي دوري الأبطال، ثم يقرر ناديه أنه لم يقدم ما يكفي ويتخلى عنه.

من السهل أن تحدد استحقاقًا يسيطر على أندية النخبة في كرة القدم الحديثة، حيث يتم إقالة المدربين لفوزهم بالدوري فقط، فقد استبدل برشلونة إرنستو فالفيردي في ظروف مماثلة في يناير الماضي، ولكن من وجهة نظر الأندية الكبرى فهذا أمر منطقي تمامًا.

عندما تفوز بلقب الدوري التاسع على التوالي مثل اليوفي، أو الثامن خلال إحدى عشر عامًا مثل برشلونة، أو الثامن على التوالي مثل بايرن ميونخ، أو السابع خلال ثماني سنوات مثل باريس سان جيرمان، حينها ربما لا يمثل لك الدوري تحديًا جديرًا بالاهتمام بعد الآن.

ماوريسيو ساري

يوفنتوس وبرشلونة يحتاجان بشدة للفوز بدوري الأبطال، وقرر كلاهما أن كرة القدم التي كانا يلعبان بها تحت قيادة مدربيهما السابقين لم تكن ديناميكية بما يكفي، وليست حديثة بما يكفي لتحقيق تلك البطولة. ربما يكون هناك أمر مثيرًا للإعجاب بشأن هذه الدرجة من القسوة، ليس فقط على المستوى الذي وصلت له من تراكم للبطولات التي توقفت عن الاهتمام بها، ولكن لا يوجد ما هو مثير للإعجاب حول الطريقة التي تصرف بها أي منهما.

كان نابولي تحت قيادة ماوريسيو ساري في قمة مستواه فريقًا يمارس فلسفة كروية معقدة ومثيرة للغاية، قد تكون قادرة على السيطرة على أوروبا. كما أن موسم ساري مع تشيلسي لم يصل أبدًا إلى ما حققه مع نابولي، وربما كان مستوى كرة القدم أقل أيضًا، لكنه على الأقل جلب كأسًا أوروبيًا، لذا فإن تعيينه لم يكن أمرًا غريبًا أو غير منطقي.

لكن ما كان غير منطقيًا بالفعل هو تعيينه مع نادي يوفنتوس بينما بقي كريستيانو رونالدو مع النادي، وهو الذي كان الرهان السابق على الفوز بدوري أبطال أوروبا.

لا يزال رونالدو لاعبًا جيدًا للغاية بالطبع، لقد سجل 31 هدفًا في الدوري هذا الموسم، ولا يزال في حالة ومستوى جيد بلا شك. ولكن دفع مبلغ انتقال بقيمة 100 مليون يورو، وعقدًا مدته أربع سنوات بقيمة 31 مليون يورو سنويًا، للاعب يبلغ من العمر 33 عامًا كان إنفاقًا لا يحمل أي معنى اقتصادي، حتى قبل مشاكل الوباء الحالي الاقتصادية.

من الخارج، بدا الأمر وكأنه فعل يدل على اليأس، كأنه رمية أخيرة للزهر لمحاولة تحقيق الأهداف والتدخلات في اللحظات المهمة والتي ستحقق أول لقب أوروبي للنادي منذ عام 1996.

كريستيانو رونالدو

ولكن، رونالدو يُملي على الفريق طريقة لعب محددة، حتى في ذروة مستواه الفني والبدني، لم يكن يضغط باستمرار على مدافعي الخصم، ولم يكن يراقب الظهير على جهته، ولهذا السبب قرر السير أليكس فيرجسون أن يشركه في مركز المهاجم بدلًا من الجناح في المباريات الأوروبية. وفي هذه الأيام، لا يقوم رونالدو بالضغط أيضًا.

من المستحيل مع وجود رونالدو في فريق ساري أن يعيد انسيابية وسرعة خط هجوم نابولي الذي كان يملكه، من خوسيه كاليخون ولورينزو إنسيني ودريس ميرتنز، مع تقدم الظهيرين وكذلك خط الوسط من مارك هامشيك وبيوتر زيلينسكي أو آلان. كل شيء في اليوفي يمر عبر رونالدو، ولهذا السبب تمكن لاعبين آخرين فقط من تسجيل أكثر من ثلاثة أهداف في الدوري هذا الموسم.

هذا الكلام ليس المقصود منه تشويه سمعة رونالدو أو ساري، من الواضح أن رونالدو يمثل ظاهرة، على الأقل في دوري الأبطال، والتي حقق فيها نجاحًا ضخمًا لريال مدريد. بينما قدّم ساري كرة قدم مثيرة في الدوري الإيطالي من قبل، لكنه لم يفعل ذلك بلاعب ثابت في الهجوم يجب أن يمر من خلاله كل شيء. ببساطة، الاثنان لا يتناسبان معًا.

كيكي سيتيين

في نفس الوقت تقريبًا، استغنى برشلونة عن فالفيردي بينما كانوا يتصدرون جدول الدوري الإسباني، وبعد أن فازوا باللقب في الموسمين السابقين. لا يمكن التظاهر بعدم وجود مشاكل في خط الوسط بالطبع، كما رأينا في انهيارات الفريق في دوري أبطال أوروبا أمام روما وليفربول، لكن تم اتخاذ قرار إقالته دون أي خطة واضحة لمن سيخلفه في مقعد التدريب.

كان كيكي سيتيين، في أفضل الأحوال، هو الخيار الثالث في القائمة، وكانت النتيجة هي تسليم الدوري لريال مدريد على طبق من ذهب، ويجب على برشلونة الآن التعامل مع كل المشاكل والقضايا الهيكلية التي أصابت الفريق منذ سنوات، ولكن مع مدربًا لا يصلح سوى في منصب المساعد على أقصى تقدير.

يحاول يوفنتوس العودة من الخسارة بهدف مقابل لا شيء أمام ليون، والذي كانت خسارته التنافسية الوحيدة في الأشهر الخمسة الماضية هي خسارة كأس فرنسا يوم الجمعة بركلات الترجيح ضد باريس سان جيرمان. وبرشلونة أيضًا من المتوقع أن يتغلب على نابولي في كامب نو، بعد تعادله في إيطاليا بهدف لمثله.

ربما من المؤكد أن الثمانية المرشحين في دوري أبطال أوروبا سيكون لهم مظهر مألوف، وإن كان ذلك مع إضافة عناصر جديدة مثل لايبزج وأتالانتا.

عند الشعور بالملل مما يملكونه بالفعل، يمكن لأندية خارقة، مثل اليوفي والبارسا، أن تسعى بتهور لتحقيق حلم أكبر، وبغض النظر عن مدى الارتباك في مقعد قيادة الفريق، من المحتمل أن يكون النادي الخارق قد جمع ما يكفي من اللاعبين الجيدين للحصول على فرصة أفضل من الوصول إلى دور الثمانية في دوري أبطال أوروبا.

 

*تقرير مترجم من جوناثان ويلسون في الجارديان

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى