حديد الكرة العمانية بوزن الذهب

توووفه- لؤي الكيومي

يعد واحدا من أبرز من أنجبت الكرة العمانية في خط الوسط التي تعج بالأسماء الرنانة، دخل قلوب العمانيين دون استئذان بعد أن أصبح الرقم الثابت في تشكيلة المنتخب، دفعته موهبته وعمله الجاد إلى تطوير مهاراته وبلوغ المكانة التي يستحقها في الملاعب الآسيوية.

أحمد حديد أو كما يحلو لعشاقه في المملكة العربية السعودية تسميته بـ “أحمد ذهب” ضابط الإيقاع في أكثر المناطق أهمية وحساسية داخل أرضية الملعب على المستوى الفني وهو وسط الميدان، حمل على عاتقه النسبة الأكبر في ظهور منتخب السلطنة بشكله المميز وهو رمانة الجيل الذهبي للأحمر العماني.

عنصر لا غنى عنه في خطط المدرب الذي يلعب أحمد حديد تحت إمرته ويتحرك حسب توجيهاته، بكل تأكيد لا يمكن القول بأن حديد اللاعب الأوحد في تشكيلة الفريق، ولكنه كان الساعد الأيمن وحامل اللواء في أرضية الملعب والوجه العبوس فنياً أمام المنافس أياً كان لما يمتلكه من مقومات وإمكانيات لو نجح أي مدرب في بلورتها بالشكل المناسب فإنه سيرى نسخة لاعب من طراز رفيع.

رأى أحمد حديد نور الحياة في 18 يوليو عام 1984 بمدينة صور العمانية، المدينة الحالمة التي تتنفس كرة القدم وتعج أزقتها وقُراها بمواهب مدفونة تحتاج فقط إلى من يكتشفها ويراهن عليها ويبرهن على نجاحها، كما تشهد شواطئها الساحرة صوراً عجيبة وهي تكتظ بممارسي اللعبة الشعبية الأولى في العالم وكأنها شواطئ برازيلية لا تتحدث سوى عن كرة القدم، بدأ حديد مسيرته الكروية الزاخرة بالتجارب في نادي الطليعة “الفاتني” أحد أعمدة الولاية العريقة بجانب العروبة وصور.

آمن التشيكي العجوز ميلان ماتشالا بقدرات نجم الفاتني وعمد إلى ضمه في تشكيلته التي توجهت لخوض منافسات كأس الخليج السادسة عشر بالكويت والتي كانت المحطة التي سجلت الانطلاقة الصاروخية لفارس خط الوسط، ليصبح بعدها واحداً من الركائز الأساسية في تشكيلة الأحمر خصوصاً في فترات الجيل الذهبي الذي وصل إلى نهائي كأس الخليج 3 مرات متتالية في الدوحة وأبوظبي وأخيرا مسقط التي شهدت اللقب الأول للمنتخب العماني، ولعب تحت إشراف عدة مدربين بجانب التشيكي ماتشالا أبرزهم كالديرون وكلود لوروا وبول لوجوين.

نجومية أحمد حديد التي سطعت في الملاعب الخليجية مع المنتخب العماني كان لابد لها أن تكتب قصة نجاح مختلفة على مستوى الأندية وهو بالفعل ما حدث، إذ طلب نادي الشمال القطري خدمات اللاعب الدولي موسم 2006 وظل يحمل شعاره لمدة موسمين وفشل الفريق في البقاء ضمن أندية الدرجة الممتازة ليصل اللاعب العماني إلى نادي أم صلال الذي لم يستمر معه طويلاً.

شهد منتصف العام 2008 بداية مسيرة حافلة بالإنجازات والتميز لأحمد حديد وتحديداً مع نادي اتحاد جدة السعودي وذلك بتوصية من المدرب الذي سبق وأن أشرف عليه مع المنتخب العماني وهو الأرجنتيني كالديرون، مسيرة حديد رفقة النادي السعودي كانت رائعة للغاية وسجل حضوراً مميزاً في قلوب جماهيره العريضة حيث ساهم في الفوز ببطولة الدوري والتأهل لنهائي دوري أبطال آسيا موسم 2009 لكنه خسرها في الأراضي اليابانية.

تأقلم أحمد حديد في صفوف عميد الأندية السعودية سريعاً وثبت أقدامه في التشكيلة الأساسية بقوة، حيث شكل ثنائياً رائعاً مع الدولي السعودي سعود كريري وصنف خط وسط الاتحاد آنذاك بالأقوى في الدوري السعودي، مميزات حديد في الربط بين خطي الدفاع والهجوم والسلاسة في أداء الأدوار المختلفة كان أحد أسباب تشكيل هذه القوة، كما ساهم اللاعب في تسجيل الأهداف وصناعتها في عدة مناسبات لتطالب جماهير النادي بالتجديد له عدة مواسم أخرى إلا أن الظروف وقتها حالت دون ذلك.

خاض أحمد حديد عدة تجارب أخرى بعد التجربة المميزة مع الاتحاد السعودي كان أبرزها مع نادي الجيش في الدوري القطري تحت قيادة المدرب رازفان لوشيسكو، ليعود الطائر المهاجر إلى الدوري المحلي عبر محطتين كانتا مع صور وفنجاء.

فضّل اللاعب الدولي السابق شق طريق الإدارة بعد الاعتزال، حيث تم تعيينه مدير شؤون اللاعبين بالمنتخب الأول، المسيرة الحافلة للاعب الهادئ طباعاً والمشاكس أمام الخصوم كانت مستحقة بكل تأكيد لما يحمله من إمكانيات كبيرة.

ترك أحمد حديد قميص المنتخب العماني مع الكثير من الذكريات الجميلة أبرزها أداؤه اللافت والمميز في بطولة أمم آسيا “الصين 2004” خاصة في مواجهة إيران والتي انتهت 2-2، وفي المجمل العام 103 مباراة دولية في الفترة (2003-2013) وهو ضمن 6 لاعبين فقط في تاريخ الكرة العمانية المسجلين بنادي المائـة.

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى