الحكم نايف البلوشي في حوار لـ توووفه يكشف الواقع والطموحات

حاوره- خليل التميمي

مهندس في عمله، وفي إدارة المباريات المحلية، قدم اسمه بقوة في مدة قصيرة لا تزيد عن 6 سنوات في المستطيل الأخضر، وصل إلى العالمية سريعا، ولا يزال متواجدا بقوة في إدارة مباريات هامة على مستوى القارة الآسيوية، رفقة جميع الحكام الدوليين في نخبة اسيا، ناهيك عن أن الاتحاد الآسيوي يسند مباريات نهائية وقوية للحكم العماني.

يتحدث المهندس نايف البلوشي في حوار حصري لتوووفه عن مسيرته في مجال التحكيم وأبرز النقاط التي يجب أن يلتزم بها الحكم قبل المباراة، كما تطرق إلى تقنية الفار والحكم الخامس.

بداية حدثنا عن مسيرتك في مجال التحكيم؟

أقدم الشكر والتقدير لكم على هذا الحوار الذي يسعدني كثيرا، المهندس نايف عبد الله سليمان البلوشي، حكم درجة أولى بالاتحاد العماني، بدأت مشوار التحكيم عام 2013، عندما أقيمت دورة للحكام المستجدين في المجمع الرياضي بصحار، حيث تخللت الدورة بعض الاختبارات البسيطة والتدريبات العملية، تم تكريمي في هذه الدورة وفق الدرجات النهائية.

متى كانت البداية الفعلية في التحكيم؟

بنهاية 2013 بدأت الموسم التحكيمي في دوري الناشئين والشباب للموسم 2013/2014، حيث ادرت أول مباراة لي بين السويق وصحم بدوري الناشئين، وفي العام التالي تم تصعيدي إلى حكم درجة ثانية، أدرت العديد من المباريات في دوري الأولمبي وبعض المباريات في الدرجة الثانية آنذاك ومباراة واحدة بدوري عمانتل للمحترفين وتم تكريمي موسم 2014/2015، كأفضل حكم بالدرجة الثانية في الحفل الذي يقيمه الاتحاد العماني للمجيدين.

حدثنا عن تدرجك في مجال التحكيم؟

عام 2015 تم ترشيحي للمشاركة خارج البلاد بالتجمع الآسيوي للبراعم في المملكة العربية السعودية، وفي 2016 تم تصعيدي إلى حكم درجة أولى، أدرت في ذلك الموسم مختلف المباريات بدوري عمانتل للمحترفين آنذاك ودوري الدرجتين الأولى والثانية وبعض مباريات كأس جلالة السلطان قابوس المعظم، وفي 2017 تم ترشيحي للالتحاق بأكاديمية الاتحاد الآسيوي لحكام النخبة بماليزيا.

ما مراحل البرنامج الأكاديمي؟

يمر البرنامج الأكاديمي بأربع مراحل خلال أربع سنوات، في كل مرحلة يسافر الحكم أربع مرات إلى العاصمة الماليزية كوالالمبور، يتم من خلالها صقل الحكام من خلال المحاضرات النظرية والتمارين البدنية يتخللها بعض المباريات التي تختلف مستوياتها من مرحلة لأخرى، وفي نهاية كل سنة تقام اختبارات تقييمية لتحديد مستوى الحكم ومدى نجاحه وجاهزيته للمرحلة القادمة، حتى يصل للسنه الرابعة التي يشترط فيها أن يكون الحكم حاصلا على الشارة الدولية ببلاده لكي يتم تخرجه ودخوله مباشرة لحكام النخبة بآسيا ومنها يمكن إسناد مباريات آسيوية له، يعتبر البرنامج الأكاديمي من أهم البرامج على المستوى العام حيث إن الاتحاد الآسيوي هو الوحيد في العالم الذي يمتلك أكاديمية لحكام النخبة.

متى تم ترشيحك لمعسكر حكام النخبة القطري؟

عام 2018م تم ترشيحي ومجموعة من الحكام للمشاركة بمعسكر حكام النخبة القطري بتونس لمدة 21 يوما، وفي 2019 شاركت بدورة MA كورس المقدمة من قبل الاتحاد الدولي لكرة القدم بصلالة.

لماذا اخترت مجال التحكيم؟

كان والدي السبب الأول في التحاقي بسلك التحكيم، حيث نصحني بالالتحاق بالدورة من باب الاستفادة الثقافية وأخذ المعلومات عن قانون اللعبة، فقد كنت لاعب كرة آنذاك، لعبت لمدة تسع سنوات متتالية متدرجا في جميع المراحل بالنادي ابتداء من البراعم إلى الفريق الأول، وعندما التحقت بالدورة رأيت في نفسي بعض الصفات القيادية التي من الممكن أن تتماشى مع سلك التحكيم، أعجبت بالتحكيم وقررت بقناعة الاستمرار به وترك لعب كرة القدم.

ماذا يحتاج الحكم حتى يدير المباراة بنجاح؟

الحكم من أهم الأساسيات التي من خلالها يمكن إقامة مباراة، ولكي يقود الحكم مباراة بأية مرحلة، لابد أن يكون جاهزا من جميع النواحي ويكون حاضرا متأخذا القرار الصحيح.

حدثنا عن النقاط الهامة التي تساعدكم كحكام في إدارة المباريات بنجاح؟

على الحكم أن يجهز نفسه منذ تلقيه رسالة تعيين للمباراة حيث يقوم بالتغذية الصحية على الأقل ثلاثة أيام قبل المباراة، ويجب أن يقوم بالتجهيز البدني من خلال تمارين مختلفة شاملة وهذا يعتمد على جدول المباريات، كما يجب عليه التفكير الإيجابي بالمباراة مهما اختلفت المسابقات، وأن يكون حاضرا ذهنيا قبل الاهتمام بالجانب البدني لكي يستطيع التركيز في جميع القرارات، وعليه أن يجهز معداته الأساسية قبل المباراة بيوم أو يومين وهذا يساعد على عدم التشتت الذهني، ويتواصل مع الطاقم قبل المباراة وينسق معهم للاستعداد البدني والذهني وإعطاء بعض الثقة للطاقم، هذا أسلوب ناجح لنجاح المباراة، والاجتماع الفني مع الطاقم قبل المباراة وإعطاء الصلاحيات والواجبات والتركيز على بعض الأمور المهمة وتوقع الأحداث، وعلى الحكم أن يركز منذ انطلاق صافرة البداية حتى النهاية، وعليه التواجد قرب جميع الحالات في الملعب وخلق الزاوية المناسبة التي تعطيه القرار الصحيح، وعدم الاستعجال في اتخاذ القرار حيث التريث في اتخاذ القرار غالبا يعطي القرار الصحيح، كما يعتبر التعاون بين الطاقم في إدارة المباريات أحد العوامل الأساسية في النجاح، ويجب عدم التفكير في الأخطاء التي قد تصدر أثناء سير اللقاء ونسيانها يعطي الحكم الإيجابية لاتخاذ قرار صحيح آخر، وأخيرا وهو الأهم، على الحكم أن يثق بنفسه وبطاقمه في جميع القرارات.

كيف ترى مستوى الحكم العماني؟

ما نراه من تطور ملحوظ خلال السنوات الماضية دليل على العمل والجهد الذي تقوم به لجنة الحكام بالاتحاد العماني سعيا منها لوصول الحكم العماني لأعلى مستوى، وذلك بقيادة رئيس اللجنة الأستاذ سيف الغافري والخبير الفني عمر البشتاوي والأستاذ سالم البطاشي مدير الدائرة وأعضاء اللجنة ومدرب اللياقة البدنية الأستاذ عبد الله الهلالي لتسهيل وتوفير كل ما يتطلب ليكون الحكم العماني جاهزا فنيا وبدنيا.

حدثنا عن مراحل تطور الحكم العماني؟

إن تطور الحكم العماني مر بمراحل عديدة انعكست نتائجها في عدة أمور من بينها مشاركته في مختلف البطولات القارية والدولية لاسيما دوري أبطال آسيا وتصفيات كأس العالم التي تعتبر اهم المحطات للحكم قبل كأس العالم، ناهيك عن البطولات الفرعية التي يشارك فيه الحكم العماني تحت مظلة الاتحاد الآسيوي، إن إسناد مباريات حاسمة لطاقم عماني في تصفيات دوري أبطال آسيا لم يأت من فراغ، كما أن دخول الحكام الدوليين لنخبة آسيا والذي يحصل لأول مرة في تاريخ التحكيم العماني يعتبر ثمرة عمل وجهود، كذلك وجود ستة حكام بالأكاديمية الآسيوية ممثلين للسلطنة ومنافسين للحكام في آسيا أتى من إعداد الحكام محليا ليكونوا جاهزين للمشاركة، إن نجاح الحكام في اختبارات اللياقة البدنية المحلية والدولية ثمرة عمل لجنة الحكام ممثلة في مدرب اللياقة عبد الله الهلالي، جميع ما سلف دليل على أن الحكم العماني تطور خلال الفترة السابقة وأصبح ينافس محليا ودوليا.

بطولة تتمنى المشاركة فيها؟

البطولات التي ينظمها الاتحاد الآسيوي أهمها بطولة دوري آسيا وتصفيات كأس العالم وطبعا المشاركة بكأس العالم وهو هدف الأكاديمية التي تسعى لإيصال حكامها لكأس العالم.

هل التحكيم أفضل مع وجود جماهير أم العكس؟

الجماهير متعة كرة القدم، أفضل حضور الجماهير التي تعطيك انطباعا مميزا أثناء إدارتك للمباراة.

ما طموحك القادم في مجال التحكيم أو بشكل عام؟

طموح كل حكم على مستوى العالم المشاركة في كأس العالم ولكن عليه أن يبدأ بما يتوفر أمامه ثم يرفع سقف الطموح وهكذا إلى أن يصل، طموحي الآن التخرج من الأكاديمية والحصول على الشارة الدولية ثم دخولي نخبة آسيا، بعدها سيكون طموحي المشاركة في جميع البطولات التي ينظمها الاتحاد الآسيوي أهمها بطولة دوري أبطال آسيا ثم تصفيات كأس العالم.

هل ساعدكم الحكم الخامس، في إدارة المباريات؟

وجود أي حكم في طاقم مباراة يساهم في إنجاحها ولمساعدة الطاقم في القرارات خصوصا داخل منطقة الجزاء وشخصيا ومن خلال تجارب وكون الحكم الخامس حكم ساحة فإنني استفدت منه في قرارات عديدة أهمها تلك المتعلقة بمخالفات داخل منطقة الجزاء قرب خط المرمى وبما أنه ليس لدينا تقنية فار الآن فإن وجود الحكم الخامس يخدم اللعبة.

ما رأيك في تقنية فار؟

خدمت كرة القدم بشكل ملحوظ وساعدت على تقليل الأخطاء في مباريات عديدة، ولكن لكل شيء إيجابيات وسلبيات فلو نظرنا للأمر الإيجابي الأساسي فإن التقنية تتدخل فقط أثناء وجود خطأ تحكيمي واضح مؤثر وهذا يعطي الحكم فرصة لتصحيح الخطأ، ولكن بلا شك تغيير القرار بعد الرجوع للفار ربما يؤثر سلبا على الحكم في الوقت المتبقي في احتساب القرارات الأخرى، أيضا فرحة اللاعبين بتسجيل الأهداف قد تقتلها التقنية لحين التأكد من صحة الهدف.

هل تقنية فار عادلة؟

بلى، عندما نتحدث عن قرارات تحكيمية فإننا نتحدث عن بشر وهم معرضون للخطأ رغم أن الحكم يبذل قصارى جهده لأخذ القرار الصحيح ولكنه يخطئ أحيانا، وهنا تكمن عدالة التقنية لتصحيح الخطأ.

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى