أبطال أوروبا.. نهائيات فريدة وإجراءات صحية مشددة

(د ب أ)-توووفه

يرفع الستار غدا الأربعاء على فعاليات نسخة فريدة من منافسات الأدوار النهائية لبطولة دوري أبطال أوروبا حيث تقام بداية من الغد وعلى مدار 12 يوما منافسات الأدوار النهائية للبطولة على شكل بطولة مجمعة في العاصمة البرتغالية لشبونة.

وتنطلق غدا فعاليات دور الثمانية للبطولة بالمواجهة بين أتالانتا الإيطالي وباريس سان جيرمان الفرنسي ثم تقام المباريات الثلاثة الأخرى في هذا الدور على مدار الأيام الثلاثة التالية بواقع مباراة واحدة في كل يوم.

ويلتقي لايبزج الألماني فريق أتلتيكو مدريد الإسباني بعد غد الخميس ثم يصطدم برشلونة الإسباني ببايرن ميونخ الألماني يوم الجمعة فيما يلتقي مانشستر سيتي الإنجليزي مع ليون الفرنسي يوم السبت المقبل.

ومن بين الفرق الثمانية التي شقت طريقها إلى هذه البطولة المجمعة، سيكون برشلونة وبايرن هما فقط من سبق لهما الفوز باللقب فيما تطارد الفرق الستة الأخرى اللقب الأول لها في دوري الأبطال الأوروبي.

وسبق لكل من برشلونة وبايرن الفوز باللقب خمس مرات سابقة ، ولكن أحدهما لن يستطيع الوصول للمربع الذهبي الذي سيشهد ثلاثة فرق لم يسبق لها التتويج بلقب البطولة.

وقد تكون الفرصة سانحة أخيرا أمام أتلتيكو مدريد للصعود إلى منصة التتويج باللقب بعد فشله في ذلك في ثلاث مرات سابقة بلغ فيها المباراة النهائية.

كما تبدو الفرصة سانحة أمام فريقي مانشستر سيتي وباريس سان جيرمان المدعومين بأموال المستثمرين القادمين من الخليج.

وفي الوقت نفسه، قد يستغل أي من أتالانتا ولايبزج وليون إقامة مباريات كل من دور الثمانية والمربع الذهبي من مباراة واحدة في هذه النسخة الفريدة من البطولة لبذل جهد مضاعف وانتزاع مقعد في النهائي على استاد “دا لوز” أو “النور” في لشبونة والمقرر في 23 آب/أغسطس المقبل.

وأثارت أزمة تفشي الإصابات بفيروس “كورونا” المستجد حالة من الارتباك والفوضى في الروزنامة الرياضية على مستوى العالم.

وتقام فعاليات البطولة المجمعة للأدوار النهائية لدوري الأبطال خلال الأيام المقبلة في لشبونة وسط إجراءات احترازية ووقائية مشددة عن طريق وضع كل الفرق المتأهلة لهذه الأدوار النهائية في “فقاعة” صغيرة إضافة لإقامة المباريات بدون جماهير.

ورغم هذا، مازال القلق يساور البعض بعدما أعلن أتلتيكو مدريد يوم الأحد الماضي أن اثنين من الأعضاء الـ92 بالفريق والمتأهبين للسفر إلى لشبونة ثبتت إيجابية عيناتهما الخاصة بالكشف عن مرض كوفيد-19 الناجم عن الإصابة بفيروس “كورونا” المستجد وتم عزلهما وهو ما سيؤجل السفر إلى لشبونة.

ولكن كل الفرق التي وصلت لدور الثمانية لديها طموح كبير للفوز باللقب. وقال توماس مولر مهاجم بايرن بعد وصول الفريق إلى معسكره في البرتغال أمس الأول الأحد: “لسنا في نزهة”.

ويبدو بايرن هو الأكثر استعدادا من بين جميع الفرق الثمانية التي وصلت للأدوار النهائية، ويتطلع الفريق لتكرار إنجاز الثلاثية (دوري وكأس ألمانيا ودوري أبطال أوروبا) الذي حققه في 2013.

وتوج الفريق بالفعل بلقبي الدوري والكأس المحليين كما حافظ على سجله خاليا من الهزائم في جميع البطولات منذ كانون أول/ديسمبر المقبل.

وخلال هذه الفترة، حقق الفريق 26 انتصارا في 27 مباراة خاضها كما يقود هجوم الفريق النجم البولندي الدولي روبرت ليفاندوفسكي الذي يتصدر قائمة هدافي دوري الأبطال الأوروبي في الموسم الحالي برصيد 13 هدفا.

وبرهن بايرن على ترشيحاته القوية وجاهزيته من خلال الفوز الكبير 4-1 على تشيلسي في إياب دور الستة عشر يوم السبت الماضي ليتأهل إلى دور الثمانية بالفوز على تشيلسي 7-1 في مجموع مباراتي الذهاب والإياب.

ويمتلك بايرن أيضا مدربا يمكنه التعامل مع هذه النهائيات القوية ، وهو هانزي فليك الذي كان مدربا مساعدا بالمنتخب الألماني عندما فاز الفريق بلقب كأس العالم 2014 بالبرازيل.

ولكن سجل بايرن في السنوات الماضية لا يقف في صف الفريق حيث خرج من البطولة أمام فريق إسباني خلال خمسة من المواسم الستة الماضية ، وكان منها خروجه أمام برشلونة بالذات في 2015 عندما توج برشلونة بأحدث ألقابه الخمسة في دوري الأبطال الأوروبي.

وفي المقابل، لم يكن برشلونة مقنعا في الموسم الحالي حيث فقد لقب الدوري الإسباني لصالح منافسه التقليدي العنيد ريال مدريد.

ولكن الفريق الكتالوني اجتاز دور الستة عشر في دوري الأبطال على حساب نابولي الإيطالي بالفوز 3-1 إيابا يوم السبت الماضي و4-2 في مجموع المباراتين.

وخلال مباراة الإياب يوم السبت الماضي ، برهن الأرجنتيني ليونيل ميسي مهاجم برشلونة أنه لم يفقد بريقه وسحره حتى الآن.

وقال جينارو جاتوزو المدير الفني لنابولي إن برشلونة لم يعد نفس الفريق الذي كان عليه في الماضي.

وفي المقابل، دافع كيكي سيتين المدير الفني لبرشلونة عن نفسه وفريقه قائلا: “بايرن فريق رائع ولكننا هكذا أيضا”.

وأكد الأوروجوياني الدولي لويس سواريز مهاجم برشلونة: “كل شيء يمكن أن يحدث في مباراة واحدة” في إشارة إلى أن الفريق يمكنه الفوز على بايرن خلال المباراة المرتقبة وبلوغ مباراة المربع الذهبي المقررة في 19 آب/أغسطس الحالي أمام الفائز من المواجهة بين مانشستر سيتي وليون.

وفيما يبدو باريس سان جيرمان هو الأكثر زخرا بالنجوم في مختلف المراكز، يحظى أتالانتا بالتعاطف الأكبر قبل مباراة الغد نظرا للعدد الكبير من الوفيات التي شهدتها مدينته بيرجامو نتيجة الإصابة بفيروس “كورونا” المستجد إضافة إلى البصمة الرائعة التي تركها الفريق هذا الموسم من خلال احتلال المركز الثالث في الدوري الإيطالي وتسجيل 98 هدفا في الدوري الإيطالي خلال الموسم المنقضي.

وقال جامبييرو جاسبريني المدير الفني لأتالانتا : “التواجد في دور الثمانية إنجاز مدهش” في إشارة إلى أنها المشاركة الأولى على الإطلاق للفريق في دوري الأبطال الأوروبي.

وأوضح: “نحن سعداء لمواجهة باريس سان جيرمان وسنستغل فرصنا بأفضل شكل ممكن. لأنه من الممكن أن تكون لدينا بعض الفرص”.

وخاض سان جيرمان مباراتين فقط منذ آذار/مارس الماضي حيث توقفت فعاليات الدوري الفرنسي بسبب فيروس “كورونا” ثم تقرر عدم استكمال الموسم مع تتويج الفريق باللقب.

وكانت مباراتا سان جيرمان في نهائي كأس فرنسا وكأس الرابطة الفرنسية ، وفاز الفريق بكليهما.

ويقود البرازيلي نيمار هجوم الفريق الباريسي كما قد يلعب إلى جواره المهاجم الفرنسي الشاب كيليان مبابي الذي اختير ضمن قائمة الفريق للسفر إلى البرتغال رغم الإصابة التي تعرض لها في كاحل القدم خلال مباراة الفريق بنهائي كأس فرنسا.

ويلتقي الفائز من هذه المواجهة في المربع الذهبي يوم 18 آب/أغسطس الحالي مع الفائز من المواجهة بين أتلتيكو ولايبزج.

ويتطلع أتلتيكو بقيادة مديره الفني الأرجنتيني إلى محاولة جديدة نحو المجد الأوروبي بعدما أطاح بفريق ليفربول الإنجليزي حامل اللقب من دور الستة عشر للبطولة.

وخسر أتلتيكو النهائي أمام جاره ريال مدريد على استاد “دا لوز” نفسه في 2014 ثم خسر نهائي 2016 أمام الريال أيضا فيما سبق له خسارة نهائي البطولة عام 1974 أمام بايرن ميونخ.

وهذه هي المرة الأولى التي يخوض فيها لايبزج فعاليات دور الثمانية في البطولة. ويعاني الفريق من رحيل مهاجمه الخطير تيمو فيرنر إلى تشيلسي الإنجليزي لكنه يصر على تحقيق الاستفادة القصوى من هذه الفرصة الفريدة.

وتأسس لايبزج بدعم من شركة “ريد بول” لصناعة مشروبات الطاقة في 2009 ، وهو نفس العام الذي فاز فيه المدرب الإسباني جوسيب جوارديولا المدير الفني الحالي لمانشستر سيتي بأول لقبيه كمدرب مع برشلونة في دوري الأبطال الأوروبي.

ولكن جوارديولا لم يفز باللقب الأوروبي منذ رحيله عن تدريب برشلونة حيث فشل في ذلك خلال ثلاثة مواسم قاد فيها بايرن ميونخ ثم خلال مسيرته مع مانشستر سيتي.

وعبر مانشستر سيتي إلى دور الثمانية في البطولة هذا الموسم بفوز ثمين يوم الجمعة الماضي على ريال مدريد الإسباني صاحب الرقم القياسي في عدد مرات الفوز باللقب الأوروبي برصيد 13 لقبا.

ووصف جوارديولا الإطاحة بالريال بأنها “خطوة أولى مهمة لثقتنا ولمستقبلنا”.

ورغم إدراكه لصعوبة المهمة التي تنتظره في الأدوار المقبلة بداية من مواجهة ليون، الذي أطاح بيوفنتوس الإيطالي في دور الستة عشر ، قال جوارديولا يوم السبت الماضي: “نحن هنا للفوز بدوري الأبطال الأوروبي”.

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى