لايبزيج يواصل صحوته الأوروبية!

تقرير – أحمد مختار

تفوق لايبزيج على أتليتكو مدريد بالطول والعرض. داخل الملعب ووفق مجريات اللعب، الفريق الألماني كان أفضل على طول الخط. ناجلزمان مدرب فاهم ولديه حضور كبير، مع تمديد الملعب بالوينج باك مع سابيترز وكامبل في الارتكاز قتل أتليتكو مدريد، شمال أنخيلينو كرة الجول التاني، اليمين وعرضية أولمو الجول التاني، قضى على أتليتكو بمرونة 3-5-1-1في الهجوم و4-2-3-1 من دون الكرة.

فريق مثل أتليتكو يلعب دائما بـ 4-4-2 Narrow أي داخل الملعب، لذلك فإن المساحات تكون قليلة بل معدومة في وبين الخطوط بالعمق، مما يجعل الحل عن طريق الأطراف فقط، المهم أن تعرف كيف تنقل اللعب من الوسط إلى الأجنحة، وألا تخسر بدنيا وعدديا في منطقة الارتكاز،

إنها المعادلة الصعبة التي حققها الشاب ناجلزمان.

جوليان ناجلزمان

المرونة يعني لايبزيج في كل تفصيلة بالملعب، 3-5-2 هي الأساس لكن مع مشتقات عديدة.

الخطط فعليا مجرد أرقام، المهم تحقيق التفوق النوعي والعددي خلف خطوط المنافس، وهذا ما فعله ناجلزمان بالنص، سواء في الفوز بالصراعات الثنائية في الوسط وقنص الكرة الثانية باستمرار، مع تواجد ثنائي محوري بقيمة كامبل ومارسيل سابيتزر، الأول صاحب مجهود دفاعي خارق، والثاني نموذج رائع للبوكس تو بوكس، الذي يعود للمساندة بالخلف ولديه ميزة القطع المفاجيء إلى الأمام، سواء بالتسديد أو التمرير.

لايمار على اليمين، ونكونو على اليسار، وأنخيلينو مثل الظهير الوهمي، الذي يلعب من دون الكرة بالقرب من كامبل وسابيتزر في الوسط، لخلق موقف

3 ضد 2 أمام ارتكاز أتليتكو، وفي الهجوم يتحول إلى دور الجناح أو “الوينج باك” على اليسار، مع دخول نكونو في العمق كمهاجم إضافي بالقرب من أولمو، وخلف بولسن مباشرة.

3-5-2 فعلا على الورق، لكن هجوميا تصبح 3-4-2-1 ودفاعيا تتحول إلى 3-3-3-1 أو 5-4-1.

في الشوط الثاني، راهن ناجلزمان على الأطراف بشكل واضح، مع استمرار أتليتكو بنفس الطريقة، حيث التمركز في العمق والدفاع أمام مرماه، لذلك كانت خطته واضحة وسلسة، فيما يعرف بقلب اللعب من جهة لأخرى.

كامبل، حيدرة، وسابيتزر في العمق، ثلاثي قوي يساندهم البديل باتريك شيك الأقرب إلى دور المهاجم المتأخر، مما يجعل هناك تفوق عددي في قلب الملعب، ليس الغرض منه شيء سوى إجبار لاعبي أتليتكو على التموقع أكثر في المركز وترك الأطراف بعض الشيء،

بالبلدي كده، إجبار أظهرة أتليتكو على الدخول للعمق من أجل مساندة الدفاع، أو إجبار الجناحين يمينا ويسارا على الدخول للعمق لمساندة لاعبي الارتكاز، المهم أن يتواجد أكبر عدد من السيقان في منطقة واحدة، ومن ثم ضرب كل هؤلاء بتمريرة عمودية أو قطرية إلى الأطراف، تجاه اللاعب الحر الثالث الهارب من الرقابة،

هذا ما يعرف تكتيكيا باللعب التموضعي أو الـ Positional play

في الهدف الأول، سابيتزر حصل على الفراغ المطلوب يميناً، ليمرر كرة حولها أولو في الشباك.

في الهدف الثاني، أنخلينو كان هو الرجل الحر الهارب من الرقابة يسارا، ليمرر كرة بالعرض ويستلها الظهير الأيمن المقبل أدامز، ليسدد وتسكن الشباك بعد لمسة عكسية. كرة قدم كما يقول الكتاب، بدون زيادة أو نقصان.

يمزج ناجلزمان في طريقة لعبه بين الكرة الهجومية والضغط، ليسير على خطى سابقيه باتباع استراتيجية “الكونتر برسينغ” أو الضغط العكسي، بمحاولة حصار المنافس في نصف ملعبه، وغلق زوايا التمرير أمام لاعبيه، من أجل قطع الكرة وتنفيذ هجمة سريعة تنتهي بهدف، وفي حالة التعذر في فعل ذلك، فإنه يحصل على اللعبة ويهاجم بهدوء دون خوف إذا تطلب الأمر، وبالتالي فإنه مرن إلى حد كبير دون تعصب لمسار واحد.

أمام باريس سان جيرمان، لا يزال الأمل ممكناً. صحيح أن الفريق الفرنسي أقوى من أتليتكو هجومياً، ولديه أسلحة لا تخطيء مثل مبابي ونيمار، لكن أيضاً لايبزيج أفضل بكثير من أتالانتا على سبيل المثال، لأن النادي الألماني منظم إلى أقصى درجة، يملك دفاع أفضل، ولديه وسط يعرف كيف يدافع ومتى يهاجم، لذلك من الممكن أن يسبب متاعب حقيقية لتوماس توخيل.

مما لا شك فيه أن غياب ماركو فيراتي سيضعف سان جيرمان في حال تأكد ذلك، فالإيطالي مميز جداً في الحيازة والبناء من الخلف، وبدونه ينقسم باريس إلى نصفين، نصف دفاعي صريح ونصف هجومي مع مبابي ونيمار، مما يجعل الفردية هي السمة السائدة. ومع وجود خط وسط بقيادة سابيتزر وكامبل في لايبزيج، رفقة أوباميكانو في الخلف، وعناصر الهجوم مثل أولمو ونكونو والبقية، فإن كتيبة ناجلزمان يمكنها مواصلة المغامرة، وتحقيق المفاجأة الأكبر بالوصول إلى نهائي دوري أبطال أوروبا، في حال قدرتهم على هزيمة سان جيرمان في النصف.

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى