الحبسي.. مهاجم سطر مسيرة حارس انحنت أمامه كل الأرقام

توووفه– وليـد العبـري

الأبطال لا يصنعون في صالات التدريب.. الأبطال يصنعون من أشياء عميقة داخلهم، هي الإرادة والحلم والرؤية، هكذا كُتب عن هوية الأبطال، وحينما يتحدث أي أحد في أي مكان عن اسم “علي الحبسي” فهو يختزل معاني الإرادة والحلم والرؤية، لأنه أيضا بطل، والبطل قرر بكل شجاعـة، وبعد تأن ودراسة اعتزال كرة القدم بشكل نهائي بعد مشوار استمر لأكثر من عقدين مع المستديرة.

توووفه تنشر مسيرة علي الحبسي وتستعرض أبرز محطاته.

مهاجم مروض للشباك

مع نهاية الألفية الماضية كانت الطموحات تطارد علي الحبسي وهو لازال يافعا شابا يقود هجوم فريق النجوم الأهلي التابع لنادي المضيبي وتألق، سجل كثيرا، بعد ذلك استمع للنصيحة التي غيرت مجرى حياته حينما اقترح عليه شقيقه الأكبر التفكير جديا في مركز حراسة المرمى الذي يتناسب مع إمكانياته البدنية، الأمين أخذ ماقاله شقيقه بعين الاعتبار وبدأ في مركزه الجديد وتألق باكرا ووصل للمراحل السنية بنادي المضيبي سريعا، ولعب لأول مرة مع الفريق الأول عام 1998.

تألق الأمين بشكل لافت في الظهور الأول مع منتخب الشباب 1999 بتصفيات أمم آسيا في لبنان دون 20 عاما، وقاد المنتخب للتأهل للمرة الأولى لبطولة إيران 2000.

2001 بداية الانطلاقة ولقب أول

بعد أن شارك في نوفمبر 2000 ببطولة أمم آسيا للشباب بإيران كان الأمين يخطو بثبات بين الخشبات الثلاث، ولفت أنظار البرازيلي الراحل كارلوس ألبيرتو توروز مدرب الأحمر آنذاك واستعان به في المنتخب الأول بالرغم من أنه كان يلعب في المضيبي بدوري الدرجة الثالثة موسم 2000-2001، وشارك لأول مرة مع المنتخب الأول أمام فنلندا خلال مباراة ودية بمسقط تاريخ 20 فبراير 2001، أي أن الأمين لعب للأحمر الأول وهو بـ19 ربيعا و50 يوما فقط.

رغم غياب الحبسي عن المنتخب بتصفيات مونديال 2002 لاعتبارات فنية إلا أنه واصل خطواته مع نادي المضيبي، وكافئه المدرب رشيد جابر على ثباته واصطحبه لخليجي 15 بداية عام 2002 وأشركه في آخر مباراة أمام البحرين والتي انتهت 1-1 وهو الظهور الخليجي الأول للاعب بعمر 20 عاما ليصبح بعد ذلك أسطورة حراسة المرمى للبطولـة.

انتقل الحبسي بعد ذلك لنادي النصر والذي كان حينها الأبرز على الساحة المحلية وكان حلم أي لاعب أن يمثله، وكان الأمين في الموعد بنهائي كأس جلالة السلطان أمام الجار ظفار وبفضل تألق قفاز الحبسي توج النصر بأغلى الكؤوس.

 

رحلة الصبر في النرويج

قبل الحديث عن رحلة الصبر في النرويج، وبفضل مدرب الحراس جون بودجي اختبر الحبسي إمكانياته في قطبي مدينـة مانشستر مع المدربين السير أليكس فيرغسون وكيفن ميجان بالإضافة لنادي بولتون الذي أعجب به كثيرا بالإضافة للمان سيتي، ولكن ضوابط الاحتراف المعقدة التي وضعتها رابطة الدوري الإنجليزي والتي تستند لتصنيف منتخب البلد وأيضا عدد المباريات الدولية، عبست في وجه الحبسي ليتخلى “مؤقتـا” عن فكرة الاحترف في أقوى وأشرس دوريات العالـم،
ولأن الاحتراف كان يجري في شريان الحبسـي فلم يرض بالعودة للخلف بل بحث عنه من خلال مكان آخر في أوروبا واتجه شمالا نحو مملكة النرويج الساحـرة وسط منطقة الاسكندناف حيث الهدوء والثلج معا، انتقل الأمين في 2003 إلى نادي لين أوسلو النرويجي ومعه كبرت الآمال، ولكن قبل كل ذلك عليه إثبات الذات وتجاوز كل الصعاب، على مدار ثلاثة مواسم لعب الحبسي 73 مباراة مع الفريق النرويجي وحصل على أفضل حارس عامي 2004 و2005 وحقق كأس النرويج، على صعيد الدوري لعب الحبسي مع لين 62 مباراة وفي الكأس 9 مباريات بالإضافة لمباراتين في الأدوار التأهيلية لكأس الاتحاد الأوروبي عام 2003.

البيج سام يحقق حلم الأمين

لطالما كان حلم الأمين هو اللعب في أعتى دوريات العالم “الدوري الإنجليزي” تحقق حلمه في يناير 2003 بواسطة سام ألاراديس “البيج سام” في عقد استمر لثلاث سنوات مع بولتون، الأمين اصطدم بعناد البيج سام والحارس الفنلندي يوسي ياسكيلاينن ولم يتمكن من الظهور أساسيا في أول موسمين، ولكن سنحت الفرصة نهاية موسم 2007-2008، حيث أصيب الحارس الفنلندي ولعب الحبسي 10 مباريات لا تنسى في أقوى دوريات العالم والجميع توقع أن الأمين سيجد مكانا له فيما بعد ولكن في الموسمين التاليين لازم مقاعد البدلاء وانتقل لويجان على سبيل الإعارة 2010، لعب له 18 مباراة فقط منها 10 في الدرجة الممتازة و4 في كأس الاتحاد الأوروبي ومباراة في كأس الاتحاد ومثلها في كأس الرابطـة.

من مُعار إلى رمز للنادي

كتب الحبسي تاريخا من ذهب بعد أن تألق في مستهل مواسمه في 2010-2011 حيث كان معارا ولعب حينها 40 مباراة خلال الموسم، منها 34 في البريميرليج ولقاءان في كأس الاتحاد وأربعة مباريات في كأس الرابطـة، ليشتري الفريق الإنجليزي عقده ويلعب له 4 مواسم أخرى لتصل الحصيلـة النهائية مع ويجان لـ155 مباراة رسميـة منها 101 في البريميرليج و35 في الدرجـة الأولى و10 في كأس الاتحـاد و9 مباريات في كأس الرابطـة المحترفـة.

تجدر الإشارة إلى أن الحبسي لعب مباراة واحدة أيضا معارا لنادي برايتون في منتصف موسم 2014- 2015،
وفي أغسطس 2019 اختير الحبسي ليكون أفضل حارس في آخر عقدين في اللاتيكس بحسب تصويت الجماهير ليكون ضمن رموز النادي التاريخية.

موسمان للتاريخ

بنهاية موسم 2014-2015، توقع الجميع أن نجم الأمين بدأ في الأفول ولكنه استجمع كل قواه ونهض من جديد في فريقـه السابق ريدنج وبعد موسمين حصل على جائزة أفضل لاعب تواليا بالفريق، بالرغم من أن بدايـة موسمه الأول لم تكن باعثـة بأمل مشرق حيث بدأ احتياطيا وكان ضحيـة لعدم الاستقرار الفني بعد تغيير المدربين، حتى ثبت أقدامـه منتصف موسمـه الأول وواصل السير بثبات لينهي موسمه الثاني كأفضل ما يكون ويترك ريدنج وقد لعب 91 مباراة رسمية منها 81 في دوري الدرجة الأولى و6 في بطولة كأس الاتحاد و4 في كأس الرابطـة.

تجربة استثنائية

وفي رحلة استثنائية لم يتوقعها الكثيرون غير الحبسي بوصلته من القارة الأوروبية نحو منطقة الخليج في تجربة ستظل للتاريخ مع أعرق أندية المنطقة والقارة الآسيوية نادي الهلال ولعب له بمختلف البطولات المحلية والقاريـة، مثل الحبسي الهلال في 44 مباراة خلال موسمين، خرج منها ب11 مباراة نظافة شباك، وحقق مع الفريق بطولتي الدوري السعودي موسم 2017-2018 وكأس السوبر 2018 وترك مكان محفور في قلوب الهلاليين .

وفي بداية موسم 2019-2020 انتقل الحبسي لنادي ويست بروميتش ألبيون ولكنه لم يلعب مع الفريق ليعلن نهاية مشوار حافل ومرصع بالذهب والألقاب في مسيرته الاحترافيـة.

135 مباراة دوليـة

وكان الحبسي قد أعلن في بداية يناير من هذا العام اعتزاله اللعب الدولي بعد مشوار استمر لقرابة 20 عاما، خاض خلاله 135 مباراة دولية خلال الفترة من 2001-2019، وشارك مع المنتخب في استحقاقات عديدة وهو من قادة جيل الذهب الذي تأهل لأول مرة لنهائيات أمم آسيا وحقق اللقب الخليجي عام 2009.

وتطرزت مسيرة الحبسي بعدة إنجازات فردية أبرزها أفضل لاعب في كأس الخليج 4 مرات متتالية (خليجي16-17-18-19)
أفضل حارس في الدوري النرويجي 2004-2005،
أفضل حارس عربي في 2004
لاعب العام مع ويجان أثلتيك موسم 2010-2011
لاعب العام مع ريدينج مرتين موسم 2015-2016، 2016-2017.

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى