إنييستا يقدم آخر دروسه الكروية في “كلاسيكو الأرض”

 

  •  (إفي) – توووفه 

 

في إحدى المشاهد النادرة التي لا تتكرر كثيرا في تاريخ مواجهات “كلاسيكو الأرض” بين برشلونة وريال مدريد، كانت مواجهة الأحد الماضي بين قطبي إسبانيا غير مؤثرة في تحديد مسار الليجا بعدما حسمها الفريق الكتالوني منذ الجولة الماضية، إلا أنه كان هناك نجم خطف الأضواء كعادته ولكن هذا المرة ليس بسبب تمريرة أو أداء داخل الملعب، ولكن بسبب أنها المرة الأخيرة التي سيعيش فيها أجواء الكلاسيكو، وهو قائد البلاوجرانا أندريس إنييستا.

ولم تستطع الأرقام القياسية التي يريد البرسا تحقيقها باستمرار مسلسل اللاهزيمة هذا الموسم، ولا المنافسة الأزلية بين أفضل لاعبين على كوكب الأرض الأرجنتيني ليونيل ميسي والبرتغالي كريستيانو رونالدو، سحب البساط من تحت أقدام إنييستا الذي تركزت عليه الأضواء في أمسية الأحد.

وعاش “الرسام” أياما صعبة وعاطفية خلال الأيام الأخيرة، بداية من إعلانه أن هذا هو الموسم الأخير له بقميص برشلونة بعد مسيرة حافلة امتدت على مدار 22 عاما، ثم الفوز بلقب الليجا التاسع في مسيرته بعدها بيومين على ملعب (الريازور)، والاحتفال مع الفريق في شوارع برشلونة بالثنائية المحلية (الليجا وكأس الملك)، وختاما مع مشهد الكلاسيكو الأحد الذي حاول خلاله رسم إحدى لوحاته الفنية أمام الغريم التقليدي.

ولم يجر إرنستو فالفيردي أي تغيير على التشكيل الذي خاض به مواجهة نهائي الكأس أمام إشبيلية، باستثناء الحارس الألماني تير شتيجن، وقطعا إنييستا الذي لم يرغب في تفويت فرصة خوض الكلاسيكو الأخير له.

وبدأ برشلونة اللقاء بحيوية كبيرة ومارس ضغطا كبيرا على جميع خطوط الميرينجي، وكانت مسألة تسجيل الهدف الأول مجرد وقت لا أكثر، حيث جاء بعد 10 دقائق من صافرة البداية إثر لعبة رائعة بدأت من عند سيرجي روبرتو ناحية اليمين لينطلق بالكرة حتى حدود منطقة الجزاء ويرسل عرضية متقنة على قدم لويس سواريز مباشرة في شباك كيلور نافاس.

إلا أن سيناريو اللقاء تحول لدفة الريال الذي لم يتأخر سوى 5 دقائق بهدف التعادل بقدم النجم البرتغالي كريستيانو رونالدو بعد هجمة مرتدة سريعة.

وسيطر الريال على اللقاء بعد الهدف وكانت له الأفضلية في الفرص التي كانت كفيلة بخروجه متقدما على الأقل بفارق هدف قبل الاستراحة.

وكانت اللمسة الأبرز لإنييستا خلال هذا الشوط في الدقيقة 39 عندما استقبل كرة طويلة من تير شتيجن بلمسة فنية بكعب القدم مرت من بين لاعبين اثنين لريال مدريد.

وحظي ‘دون أندريس’ بالحفاوة الأكبر في ليلة الكلاسيكو الذي كان متوترا داخل المستطيل الأخضر بطريقة غير مفهومة على الرغم من عدم تأثير نتيجة المباراة على تحديد اتجاه اللقب، ليسدل الستار على الشوط الأول بمشهد يعبر عن أجواء اللقاء باحتكاك بين سيرجي روبرتو ومارسيلو أسفر عن بطاقة حمراء في وجه لاعب البرسا الشاب.

وجاءت الدقيقة 58 من عمر اللقاء لتعلن عن الظهور الأخير لإنييستا الذي خرج من الملعب وسط تصفيق حار من الجماهير وترك شارة القيادة التي طالما لازمت ذراعه الأيسر منذ رحيل تشافي هيرنانديز للأرجنتيني ميسي.

وعلى الرغم من أن إنييستا لم يستطع إنهاء مسيرته مع برشلونة في آخر كلاسيكو بانتصار، إلا أن فريقه خرج على الأقل بالتعادل مع الوضع في الاعتبار خوضه الشوط الثاني كاملا منقوصا من لاعب.

وبعد 16 موسما مع الفريق الأول، يغادر إنييستا (الكامب نو) من الباب الكبير، حيث حقق مع البرسا في بطولته الخاصة أمام الميرينجي في جميع المسابقات، 16 انتصارا و10 تعادلات و12 خسارة.

وخلال الـ38 مواجهة أمام الغريم التقليدي، سجل “الرسام” 3 أهداف وصنع ثمانية أخرى، ويعود ظهوره الأول لـ20 نوفمبر 2004 على ملعب (الكامب نو)، حين فاز الفريق الكتالوني بثلاثية نظيفة حملت توقيع الكاميروني صامويل إيتو والهولندي جيوفاني فان برونكهورست والبرازيلي رونالدينيو، ودخل إنييستا في هذا اللقاء كبديل قبل 19 دقيقة من النهاية.

وبين أول وآخر ظهور لإنييستا في مواجهات “الكلاسيكو”، لا شك أن جماهير البرسا ستفتقد كثيرا لأحد أفضل اللاعبين الذين أنجبتهم مدرسة لا ماسيا عبر تاريخها.

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى