‎2021.. من صاحب الكرة الذهبية؟

كتب – محمد مبارك

تتغير مقاييس إسناد الكرة الذهبية من سنة إلى أخرى فتارة تقاس بالأداء الفردي وطورا بالألقاب المكتسبة، لكن الحقيقة الكامنة أنها دائما كانت تقدم لأساطير كرة القدم وهذا ما يعطيها قيمتها الذهبية.

فخلال عقد من الزمن انحصرت الجائزة بين الأسطورتين الأرجنتيني ليونيل ميسي والبرتغالي كريستيانو رونالدو لتشكل سابقة تاريخية لم تعرفها كرة القدم ولم يسبق إليها أحد، حتى إن حلاوة هذا التنافس تمنينا ألا ينقطع وأن يظل حتى اندثار  هذه اللعبة.

إلا أن هذا الأمر الذي كدنا نؤمن أنه لن يتزعزع قطع بشكل أثار الاستغراب بتحول الكرة الذهبية من خزائن الأسطورتين إلى خزينة لوكا مودريتش الذي أكاد أجزم أنه هو نفسه لم يكن ليسند لنفسه هذه الجائزة في ظل استمرارهما على المستطيل الأخضر.

لا يعني هذا أن مودريتش لا يستحقها لكن بالنظر لإحصائيات اللاعب الكرواتي في ذلك الموسم بين التسجيل والصناعة لا تكاد تسعفه ليتوج بهذه الجائزة التي لطالما منحت لعظماء اللعبة، فاللاعبون الجيدون كثر لكن الأساطير وعباقرة اللعبة يعدون على رؤوس الأصابع وإلا لكان انييستا وتشافي وريبيري وغيرهم أحق بها في سنوات خلت.

في الحقيقة أن آخر كرة ذهبية أي قبل جائحة كورونا قد طاف عليها طائف وأهلها نيام لتتسلل إلى الأذهان الشائعات التي تقول إن وجهة الكرة الذهبية حولت بفعل بفاعل بعد أن غادر رونالدو ريال مدريد متوجها إلى يوفنتوس الإيطالي في صدمة لم يتوقعها كل عشاق كرة القدم، فهو الأحق بها دون غيره.

الخوف هنا أن تعاد الكرة وأن يتم العبث بترشيحات الجائزة لتؤول إلى غير مستحقيها وهذا لا يعني تقليلا من قدرة أي نجم عالمي، لكن الترشيحات منذ البداية صبت في صالح ليونيل ميسي ومن خلفه جورجينيو ونجولو كانتي وروبرت ليفاندوفسكي، نظرا لما قدمه كل لاعب منذ بداية الموسم..

هؤلاء الأحق بها بالترتيب وغير ذلك فستكون سرقة مكررة مع سبق الإصرار، مع ضرورة أن يتم إعادة الجائزة للموسم الماضي وتسند للبولندي ليفاندوفسكي فهو جدير بها ولنقل إنه منذ سنوات لم يكن لاعب يستحقها في وجود ميسي ورونالدو إلا هو.

حتما ستمارس الضغوط الإعلامية والتصريحات التي تملؤها العواطف وتعج مواقع التواصل الاجتماعي بالترشيحات وكل يدفع باتجاه حتى موعد حفل التسليم لكن الأكيد أن مصداقية هذه الجائزة ستكون على المحك إذا تكرر تحويل وجهتها.

للكرة الذهبية صاحب لن تخطئ طريقه ولن يخطئها وهي تعرفه وهو يعرفها وهو معلوم لدى الجميع إلا إذا دبر أمر لا يقدر أحد على رده.

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى