
كتبت- ترياء البنا
خبير الكرة الآسيوية، هذا ما يمكن أن نطلقه على الكرواتي برانكو إيفانكوفيتش، المدير الفني للمنتخب العماني، فالرجل الذي ولد 28 فبراير 1954، يملك من الحنكة والخبرات مع الكرة الآسيوية ما لا يمكننا تغافله، ولكن قبل اللقاء الهام أمام الصين التي تشحذ كافة أسلحتها للدفاع عن فرصتها في التأهل لمونديال كأس العالم قطر 2022، هل نستطيع الرهان على إيفانكوفيتش، ليعبر بنا إلى حلم طال انتظاره؟
بالنظر إلى مسيرة إيفانكوفيتش التدريبية، سنجدها متخمة بالخبرات والإنجازات، فهو من المدربين أصحاب التاريخ الطويل داخل القارة الآسيوية وخارجها، حيث تولى القيادة الفنية لعدة أندية أوروبية وآسيوية مثل دينامو زغرب الكرواتي، برسبولس الإيراني، الوحدة الإماراتي، كما تولى منصب مساعد منتخب كرواتيا الأول سنة 1998، وقاد منتخب إيران في نهائيات كأس العالم بألمانيا 2006، بالإضافة إلى تجربتين في الملاعب السعودية مع الإتفاق والأهلي.
وحصل إيفانكوفيتش على الخبرة آسيوياً بعد قيادته منتخب إيران تحت 23 عاما للفوز بذهبية دورة الألعاب الآسيوية، والصعود إلى مونديال 2006، وعاد إلى بلاده كرواتيا ليفوز بالدوري الكرواتي مرتين مع دينامو زغرب عامي 2007 و2008، وكأس كرواتيا والسوبر الكرواتي.
ثم عاد برانكو من جديد للقارة الآسيوية من خلال الصين، ليحقق لقب الدوري الصيني مع شاندونج لونينج 2010، وينتقل لتدريب بيرسبوليس الإيراني الذي فاز معه بعدة بطولات محلية مثل الدوري والكأس أكثر من مرة، كما حصل على وصيف دوري أبطال آسيا 2018، بعد الوصول للنهائي والخسارة أمام كاشيما أنتلرز الياباني.
وسبق للمدرب الكرواتي التواجد في السعودية مرتين، الأولى مع الإنفاق موسم 2011-2012، الذي خاض معه 29 مباراة في جميع المسابقات، محققاً الفوز في 13 مباراة و9 تعادلات و7 هزائم، لكنه لم يحصل على أية بطولة رسمية، كما تولى تدريب الأهلي موسم 2019-2020 خلال 5 مباريات فقط، قبل أن يرحل سريعاً بسبب سوء النتائج بالفوز في مباراتين مع خسارتين وتعادل، لتتم إقالته سريعاً، ثم يستقطبه الاتحاد العماني في 20 يناير 2020، لتولي القيادة الفنية خلفا للهولندي إيروين كومان، من أجل هدف واضح ومحدد بالوصول إلى نهائيات كأس العالم 2022.
تعرض الكرواتي في بداية المسيرة العمانية، لعواصف خلفتها جائحة كورونا، توقفت على إثرها كل المخططات والاستراتيجيات التي كان ينوي البدء بتنفيذها، وأصيبت الكرة العمانية بشلل تام.
لكن برانكو لم يستسلم للأمر الواقع، ورغم الشائعات بأن الرجل ينوي الرحيل عقب توقف النشاط، عمل برانكو في صمت، وبما أتيح أمامه من إمكانيات، اقتصرت على تجمعات داخلية، ومعسكرات خارجية تفتقر لما يضيف الكثير فنيا وخططيا.
نجح برانكو في التأهل لبطولة كأس العرب، وكذلك في التأهل للمرحلة النهائية من تصفيات كأس العالم، حين حل الأحمر بالمجموعة الخامسة من التصفيات الأولية ثانبا، خلف قطر بفارق 4 نقاط، بـ 18 نقطة، من الفوز في 6 مباريات، وخسارتين، خلال 8 مواجهات.
مع إيفانكوفيتش، حقق الأحمر الفوز الأول والتاريخي على اليابان داخل معقلها، في لقاء تسيده نجومنا أداء ونتيجة، لكننا لم نفرح كثيرا بعد ذاك اللقاء، حيث تبعته هزيمتان، أمام السعودية( 0/1) وأستراليا(1/3)، تواليا، ليعود الأحمر للواجهة من جديد ويحيي الآمال في التأهل بالفوز على فيتنام 3/1، وتعود الثقة في الفريق مرة ثانية.
الآن ، نحن أمام لقاء مفصلي، ربما يعني الفوز به تجديد الثقة الكاملة بمجموعة اللاعبين، وكذلك المدير الفني، الذي نضع عليه جميعنا، الآمال في وضع خطة تضمن عبور العائق الصيني، الذي لن يكون بالسهولة التي توقعناها قبل بداية التصفيات، والسؤال حاليا، هل يمكننا الرهان على خبرات برانكو الآسيوية التي حان وقت عصرها جيدا ليخطو مع الأحمر بحلمنا خطوة جديدة نحو الدوحة؟