كتبت- ترياء البنا
جاء الفرنسي هيرفي رينارد إلى السعودية من أدغال أفريقيا التي قضى بها سنواته التدريبية، اكتسب خلالها الشراسة، وحدة البصر، والتركيز على نقاط ضعف الخصم، وفرض أسلوبه الخاص بالملعب، وقبل كل هذا إدراكه الجيد لمعايير اختيار العناصر التي ستطبق فكره داخل الملعب، كما أن من أهم مميزات رينارد اختيار أكثر من لاعب بنفس المركز وبنفس الجودة تحسبا لخسارة أي عنصر في أية مواجهة، قد تربك حساباته.
نجح رينارد في إعادة الهيبة للمنتخب السعودي وسط كبار آسيا، وأسس منتخبا قويا، وطور كثيرا في أداء اللاعبين، وهو ما ظهر جليا على أرض الملعب خلال 5 جولات بالتصفيات المونديالية الحالية، فيما كان الأخضر يعاني من قبل تحت قيادة الأرجنتيني أنطونيو بيتزي وتعرض لانتقادات لاذعة، حين خرج من كأس العالم روسيا 2018، من دور المجموعات بفوز وحيد على المنتخب المصري، ثم خرج من دور الـ16 ببطولة أمم آسيا الإمارات 2019، على يد اليابان.
يملك رينارد أرقاماً مميزة مع الأخضر السعودي منذ توليه المهمة في يوليو 2019، حيث بدأ الفرنسي مسيرته رسمياً أمام اليمن في 10 سبتمبر 2019، في إطار تصفيات كأس العالم 2022، وانتهت بالتعادل الإيجابي 2/2، ولعب الأخضر 12 مباراة دولية رسمية تحت قيادة رينارد سواء في تصفيات المرحلة الثانية أو النهائية، نجح خلالها في تحقيق 10 انتصارات، وتعادلين دون أية خسارة.
وسجل السعودي 30 هدفاً طوال مشوار التصفيات بالكامل مع استقبال شباكه 7 أهداف فقط خلال المدة ذاتها، ليتصدر ترتيب مجموعته بالتصفيات الثانية برصيد 20 نقطة وبفارق 5 نقاط كاملة عن أوزبكستان، وبعدها واصل تصدره للمجموعة الثانية بالتصفيات المؤهلة إلى كأس العالم برصيد 12 نقطة بعد 4 مباريات، وبفارق 3 نقاط عن أستراليا، أقرب منافسيه، في المقابل، تعرض الفريق السعودي لثلاث خسائر تحت إشراف رينارد، لكنها كانت على مستوى كأس الخليج العربي لكرة القدم حيث خسر في خليجي 24، أمام منتخبي الكويت في دور المجموعات 1/3 ثم البحرين في النهائي 0/1، وعلى مستوى المباريات الودية الدولية التي خاضها الأخضر مع رينارد، فكانت 4 مواجهات، فاز فيها على الكويت بهدف دون مقابل، وفاز على جامايكا بنتيجة 3/0، ثم خسارة أمام نفس المنتخب 1/2، وتعادل سلبياً ضد باراجواي.
كذلك لا نستطيع إنكار أن المنتخب السعودي أفضل محطات الفرنسي رينارد على مستوى الانتصارات، فالفرنسي يملك نسبة نجاح في الفوز مع الأخضر تصل إلى 71.4%، بالفوز في 15 مباراة من إجمالي 21، رسمية وودية، مع عدم خسارته أية مباراة رسمية دولية حتى الآن بالتصفيات، فرغم نجاحه في التأهل مع منتخب المغرب إلى نهائيات كأس العالم 2018 بعد غياب طويل، فإن رينارد يملك نسبة انتصارات مع أسود الأطلس تبلغ 53.4%، بالفوز في 23 مباراة، وتعادله في 9، وخسارة 11 خلال 43 مواجهة، بينما يملك نسبة فوز وصلت إلى 57% مع ساحل العاج، بفوزه في 8 مباريات و3 تعادلات و3 هزائم في 14 لقاء دولياً، بالإضافة إلى نسبة 47.8% مع زامبيا في 23 مواجهة، مما يؤكد أن مسيرته مع الأخضر السعودي هي الأنجح حتى الآن.
وكان رينارد حقق كأس الأمم الأفريقية مع منتخب زامبيا عام 2012، وحققها ثاتية مع ساحل العاج في 2015، وقاد المغرب إلى نهائيات كأس العالم 2018، قبل أن يتولى تدريب الأخضر السعودي ويصل معه لنهائي خليجي 24، ويقترب بشدة من التأهل إلى نهائيات كأس العالم 2022، مع وجود بطولات أخرى في الأجندة الدولية المقبلة، مثل كأس العرب ثم كأس آسيا 2023.
أضاف رينارد الكثير للكرة السعودية، وهي أيضا أضافت الكثير لسجله التدريبي، فأين تلك المعادلة المتوازنة في كرتنا العمانية؟
السعودية الآن قاب قوسين أو أدنى من التواجد وسط كبار العالم بمونديال قطر للمرة السادسة في تاريخها، خبرات تراكمية وتجربة متميزة، لا يعيبنا التمعن بها ودراستها جيدا والاستفادة قدر الإمكان من محاورها ومعطياتها، لنتمكن قريبا من الظفر بنتائجها.
