
كتب- محمد بن عبدات
الكل يعرف ان أول انطلاقة مميزة في عالم تدريب كرة القدم للكابتن محمد حسن علي البعداني، وهذا اسمه الرباعي، كانت مع نادي سلام الغرفة قبل نحو عقدين من الزمن في أول رحلة لابن القلوعة وشمسان خارج مدينة عدن، طبعا حين وصل مدينة الغرفة أتذكر كيف ظهر في أول تمرين للفريق الكروي للنادي، وكيف كان استقبال اللاعبين والجماهير لنظرة وفكر هذا المدرب
وتوقعت له حينها أن يكون له شأن كبير حتى أنني كعضو في الهيئة الإدارية حينها للنادي، طالبت أن يكون مدربا للنادي لموسم اخر، ووجدت موافقة من الجميع وأولها من الأخوين صالح الحجلة ومحمد منقوش، رحمة الله عليهما، وكان يشغلان رئيس ونائب رئيس النادي في تلك الفترة الزمنية وتحديدا 2000/2001، التي صعد فيها نادي السلام لمصاف الدرجة الثانية قبل أن يصل بعدها لمصاف الدوري الممتاز عام 2010، وتشرفت حينها أن أتقلد منصب نائب رئيس النادي.
وكانت تلك الفترة التي تقارب العشر سنوات من صعود النادي للدرجة الثانيه ثم الممتاز، كان الفريق السلامي يزخر بمواهب كروية كثيرة لعل أبرزها الحارس صالح موسى ومحمد مسعود وأمين بالذياب وماجد إدريس ونبيل صالح ورمضان محبوب وعادل بن عبدات ومحمد الكلدي وفهمي البرقي وفهمي سلمان وعبود باصحيح وعبود معيبد ثم الحارس محمد باعنتر وعاطف سند ومن بعدها أتى المدافع العملاق علي الفقيه والنجم عماد منصور وغيرهما ربما لاتسعفني الذاكره لسردهم هنا.
المهم كانت فرصة كبيرة للبعداني أن يعمل من تلك المواهب توليفة كروية مميزة قادت نادي السلام لتحقيق كثير من الانتصارات والإنجازات وأصبح نادي سلام الغرفة من أبرز أندية كرة القدم في البلاد.
وطبعا لبصمة البعداني الأولى الأثر الكبير في مسيرة السلام، وهو الذي وصل بفريق النادي ذات موسم إلى ربع نهائي كأس رئيس الجمهورية بعد أن هزم التلال والصقر وأندية أخرى كبيرة..
اليوم، البعداني يكرر نفس ماصنعه ولكن بعد سنوات من التجارب والخبرة لهذا كان الإنجاز أكبر حين بلغ بفريق نادي فحمان أبين، القادم لنا من مدينة مودية وهي مدينة يجمع بينها وبين مدينة الغرفة تشابه كبير، رغم أنهما مدينتان ريفيتان، ليس لها اهتمام وتسليط أضواء كثيرة إلا أنهما قدمتا تاريخا نضاليا مشهودا، وكثير من الإعلام والمشاهير والأسماء البارزة التي خدمت الوطن في مجالات شتى، ولهذا لاغرابة أن يصنع ناديا المدينتين اسما وتاريخا مميزا، وإن كان السلام لم يصل لمبتغاه حين وصل لمصاف الممتاز لظروف تكالبت عليه يطول شرحها بعد أن قدم موسما قويا هزم البطل الصقر والوصيف التلال وأهلي صنعاء الثالث..
ولكن كان هناك من لا يريد لناد ريفي أن يظل في معمان أندية النخبة، لهذا كنت أشعر بداخلي أن البعداني وفحمان أتيا ينتقمان لما حصل للسلام وغيره من أندية المدن الريفية ويعرفا الجميع أن هذه الأندية بمقدورها أن تتحدى الصعاب وتصنع المستحيل وتصل إلى أعلى الطموحات..
فهنيئا لفحمان هذا الإنجاز وهنيئا لمدينة مودية وأهلها الكرام ماحققه أبناؤها في ميدان رياضة كرة القدم، وهذا بطبعية الحال ليس بغريب على مدينة قدمت لنا من قبل نجوما كبار مثل عنبري عرفان وهيثم التلال وغيرهما.
ولاننسى أن مودية هي ضمن جغرافية أبين المعروفة بمنبع المواهب الكروية.
أخيرا هذا البعداني وهذا تاريخه الذي صنعه بكفاح وصمود وتحد، بدأ به من مدينة النضال والتاريخ المشرف الغرفة وواصله إلى مدينة النضال والمناضلين مودية، فكل الأماني إن يتوج ابن البعداني مع الكتيبة الفحمانية بالذهب ويعتلي منصات الأبطال وحينها سوف أشاركه أفراحه من على بعد كون ظروفي الصحية ربما لن تساعدني للذهاب لملعب المباراة يوم تتويج بطل الدوري اليمني.