
كتبت- ترياء البنا
بلاد أكاد، بابل، وآشور، أقدم حضارات التاريخ الإنساني التي يجري بها نهرا دجلة والفرات، تلك البقعة التي شهدت تقدما منذ الحضارة السومرية التي حققت ما يمكن أن نطلق عليه معجزات في ذاك الزمن البعيد، حيث بنيت القصور والمعابد، وعرفت القبوات للمرة الأولى بالتاريخ، وظهر التعدين، وابتكر لحم الذهب.
بلاد اهتمت منذ ما قبل الميلاد بالوحدة، تنظيم الجيش، بل ووضع قانون العقوبات، القانون المدني، وقانون الأحوال الشخصية، يشهد على ذلك شارع الموكب، بوابة عشتار، والحدائق المعلقة.
وبعد سنوات طوال من التاريخ، أنشأ بنو العباس درة المدن بغداد، لتكون عاصمة لدولتهم، والتي كانت أكبر مدن العالم وحاضرة العلوم والفنون.
وكما تصدرت بلاد الرافدين المشهد في شتى المجالات، فلم تغب شمسها أيضا عن الرياضة العربية والخليجية، فحين نذكر البطولة العربية يلتصق بالذهن مباشرة كأس البطولة وعلم العراق، صاحبة الرصيد الأكبر من ألقاب البطولة(4 ألقاب تواليا)، التي انطلقت نسختها الأولى عام 1963 ببيروت، دون مشاركة العراق، والتي شاركت في النسخة الثانية، التي ضمت أيضا الكويت( المضيف)، ليبيا، لبنان، والأردن، وحقق أسود الرافدين اللقب، بعد الفوز في 3 لقاءات، وتعادل وحيد، وجاء النجم العراقي هشام عطا والذي قضى مسيرة قصيرة مع المنتخب العراقي لم تتجاوز 4 سنوات، هدافا لتلك النسخة.
ولم تنتظر العراق كثيرا لاستضافة البطولة، فنظمت النسخة الثالثة 1966، بمشاركة 10 منتخبات، وتصدرت مجموعتها، وحققت الفوز في النهائي على نسور قاسيون 2/1، كما حصد النجم العراقي شيدراك يوسف جائزة أفضل لاعب.
ولما عادت البطولة والتي لم تكن تحت مظلة الاتحاد الدولي، بعد سنوات طويلة، بنسختها الرابعة عام 1985، في ضيافة السعودية، بمشاركة 6 منتخبات فقط، تفوق منتخب العراق وحقق اللقب الثالث تواليا، وتألق أوزيبيو العرب، عناد عبد طويرش، مسجلا 5 أهداف، ليصبح هدافا للبطولة.
ولما أقيمت النسخة الخامسة بالأردن 1988، لم تغب شمس العراق، التي أبت إلا أن تحقق اللقب الرابع على التوالي، ثم غابت العراق لثلاث نسخ 1992، 1998، 2002، لتعود في نسخة 2009، التي لم تستكمل.
ثم شارك أسود الرافدين في النسخة الأخيرة للبطولة 2012، واكتفى بالمركز الثالث والميدالية البرونزية.
خمس مشاركات بأربعة ألقاب والبطولة تحت مظلة الاتحاد العربي، ولكننا الآن على أعتاب نسخة تاريخية هي الأولى تحت مظلة الاتحاد الدولي( فيفا)، وسبق أن حققت الأجيال الذهبية لأسود الرافدين الإنجازات في الفوز بكأس آسيا( 2007)، وذهبية دورة الألعاب الآسيوية(1982)، وكأس الخليج لثلاث مرات( 1979، 1984، 1988)، وبطولة اتحاد غرب آسيا(2002)، والمشاركة في نهائيات كأس العالم 1986، وخمس مشاركات بدورة الألعاب الأولمبية، كما أن الاتحاد الآسيوي اختار منتخب العراق الفريق الوطني للاتحاد الآسيوي لثلاث مرات(2003،2007، 2013)، وهو الفريق الوحيد من غرب آسيا الذي حصل على هذه الجائزة.
فهل الجيل الحالي، والذي يشهد تذبذبا في المستوى والأداء، ظهر جليا بالمرحلة النهائية للتصفيات المؤهلة إلى كأس العالم قطر 2022، ويحتل المركز الخامس بالمجموعة برصيد 5 نقاط، كما اعتذر مديره الفني الهولندي ادفوكات عن مواصلة المشوار قبيل أيام من انطلاق كأس العرب، قادر على وضع العراق بمكانها الطبيعي، لتتصدر المرشحين للفوز باللقب؟