
كتبت- ترياء البنا
حدث ينتظره عشاق الساحرة المستديرة دائما، إنه حفل التتويج بالكرة الذهبية، حيث يظل الجميع قبل الموعد، يحسب الحسابات، ويمنطقها ليرشح من يستحق الجائزة، ثم تأتينيا النتيجة بما يخالف كل التوقعات، فعلى أي أساس يتم الاختيار؟ وما هو المعيار الثابت لتحديد من يستحق الأفضل على مستوى العالم؟.
قبيل أيام قليلة من حفل الكرة الذهبية 2021، خرجت التنبؤات بأن الجائزة في طريقها للمرة السابعة إلى الساحر الأرجنتيني ليونيل ميسي، ورغم تردد تلك الشائعات بقوة( ربما كانت تمهيدا لكل من نفى وبشدة استحقاق ميسي للجائزة)، لكن أحدا لم يتوقع أبدا أن يحصدها ميسي، الذي لم يلعب فترة طويلة مع الأرجنتين عقب التتويج بكوبا أمريكا، كما أنه لم يأت بالمعجزات مع باريس سان جيرمان، حيث إنه سجل هدفا واحدا فقط بالدوري، وثلاثة أهداف بدوري الأبطال، وهذا ما ينطبق أيضا على كريستيانو رونالدو، حيث كان الاثنان( منطقيا) بمنأى عن حصد اللقب.
لا أحد في العالم يستطيع إنكار أن ميسي أحد أعظم اللاعبين في تاريخ الكرة الذين يعدون على أصابع اليد الواحدة، وهو الذي حقق الكرة الذهبية لستة مواسم سابقة(2009، 2010، 2011، 2012، 2015، 2019)، لكنه هذه المرة لا يستحق الجائزة، وربما هذا ما سيشكل ضربة قوية لمصداقية الجائزة ويقلل من قيمة الكرة الذهبية، لأنه يؤكد بما لا يدع مجالا لأي شك، أن الأداء الجيد على مدار موسم كامل لم يعد معيارا لاختيار الأفضل، وأن معايير أخرى رددها البعض فيما قبل( وكان دائما ينفيها الاتحاد الدولي)، تأكد أنها من تحدد اللاعب الذهبي.
ولم تكن هذه المرة الوحيدة التي يثار فيها الجدل باختيار ميسي، حيث شهد عام 2010، لغطا كبيرا بحصول ميسي على الكرة الذهبية لأن ويسلي شنايدر كان الأحق بها، خاصة أنه قدم موسما أسطوريا مع إنتر ميلان وحقق الثلاثية التاريخية للنادي الإيطالي، كما وصل مع هولندا لنهائيات كأس العالم.
كذلك في 2012، أثيرت أيضا ضجة كبيرة عقب حصول البرغوث الأرجنتيني على الجائزة، في وقت كان الجميع يرشح إنييستا الذي قدم موسما رائعا مع برشلونة ومنتخب إسبانيا، وقاده إلى التتويج بكأس الأمم الأوروبية.
على أرض الواقع، منحت فرانس فوتبول، في حفل بالون دور ميسي اللقب للمرة السابعة في تاريخه، متفوقا على غريمه كريستيانو رونالدو( 5 ألقاب)، ومنقدما على وصيفه ليفاندوفسكي بـ 33 نقطة، حاصدا 613 نقطة، ليدخل البرغوث الأرجنتيني التاريخ من أوسع أبوابه.
ربما يبرر المسؤولون عن منح الجائزة، اختيارهم بأن ميسي أحرز 40 هدفا في 2021( 28 لبرشلونة، 4 لباريس سان جيرمان، و8 للأرجنتين)، وأنه أول لاعب في التاريخ يسجل 20 هدفا في 13 موسما على التوالي، بالدوريات الخمس الكبرى، وحصوله على كأس ملك إسبانيا، ولقب هداف الدوري الإسباني، وكوبا أمريكا كأول لقب دولي له.
أخيرا.. بكل مقاييس العدالة التي نعرفها في كرة القدم، كان لا بد من أن تنحصر الجائزة بين ليفاندوفسكي( والذي أراه الأحق بها من وجهة نظري الشخصية)، وجورجينيو وكريم بنزيما، وكيليان مبابي.