
كتبت- ترياء البنا
أن تترك قالبا لقدمك على ممشى المشاهير بموناكو، حدث سيذكره التاريخ، أمر لم يحققه العرب من قبل، وحققه الأفارقة مرتين فقط، دروجبا ( 2013)، وإيتو( 2015)، ليأتي الفرعون المصري محمد صلاح كأول عربي، وثالث أفريقي، تحقيقا للقب القدم الذهبية.
جائزة استحدثت في 2003، وفاز بها للمرة الأولى الأسطورة الإيطالية روبيرتو باجيو، وفاز بنسختها الماضية كريستيانو رونالدو( 2020)، ومر عليها نجوم الكرة الذين أبدعوا داخل المستطيل الأخضر، بافيل نيدفيد 2004، أندريه شيفيشنكو 2005، الظاهرة رونالدو 2006، ديل بييرو 2007، روبيرتو كارلوس 2008، رونالدينيو 2009، توتي 2010، رايان جيجز 2011، إبراهيموفيتش 2012، إنييستا 2014، بوفون 2016، كاسياس 2017، كافاني 2018، مودريتش 2019.
حفر صلاح اسمه بحروف من نور وسط كوكبة نجوم العالم عبر تاريخ كرة القدم، حين حصد الجائزة متفوقا على نجوم أوروبا، راموس، وسيرجيو أجويرو، ميسي، وليفاندوفيسكي، في جائزة ذات معايير واضحة لا تشوبها شائبة، فهي تمنح للاعب بشرط أن يبلغ 28 عاما، وصاحب قدرات كروية خاصة على المستويين، الفردي والجماعي، وكذلك سمعته الشخصية وتقدير الجمهور له، وتألقه أيضا في أمور أخرى بعيدة عن كرة القدم.
حقق صلاح الـ جولدن فوت، الجائزة التي تمنح للاعب مرة واحدة في تاريخه، (والتي استعصت حتى الآن على صاحب الكرة الذهبية ليونيل ميسي)، بعد تصدره ترتيب هدافي الدوري الإنجليزي للموسم الحالي، كما كان وصيف الهداف هاري كين الموسم الماضي بفارق هدف وحيد.
وفي سابقة فريدة من نوعها سلم داني الفيس الجائزة لزوجة محمد صلاح، في رسالة من فخر العرب إلى العالم كله مفادها أن وراء كل رجل عظيم امرأة، ليدين صلاح في تلك اللقطة بالفضل للمرأة التي تدعمه وتشاركه مسيرة النجاح، في مشهد انتصر فيه، على مرأى ومسمع العالم، للمرأة العربية.
أثبت يا صلاح وبكل جدارة أن لنا الحق في أن نفخر بك خير سفير ومشرف للعرب والمسلمين في القارة الأوروبية، وفي الوقت الذي أهدر حقك في المنافسة على الكرة الذهبية أنصفتك موناكو بالقدم الذهبية، وأنت الأحق بها بلا منازع لأنك بشهادة كل النقاد والرياضيين صاحب القدم الذهبية.