مواجهة للتاريخ

كتبت- ترياء البنا

تشهد الجمعة المقبلة مواجهة تاريخية أولى بين المنتخبين العماني والتونسي، في أول مباراة رسمية تجمع الفريقين، وتأتي ضمن منافسات الدور ربع النهائي لبطولة كأس العرب قطر 2021.

لم يواجه منتخبنا الوطني نسور قرطاج إلا مرة واحدة في لقاء ودي شهده استاد السيب في 29 مارس 2011، وانتهى بفوز الأحمر 2/1، أحرز الهدفين أحمد مبارك كانو من ركلتي جزاء، فيما أحرز سامي العلاقي هدف تونس.

مواجهة ستكون مختلفة تماما بالنسبة للاعبي الأحمر، فالكرة الأفريقية مغايرة تماما للكرة الآسيوية، خاصة منتخبات شمال أفريفيا، كما أن تونس تدخل هذه البطولة بتحد كبير لتحقيق اللقب، ثأرا لكرامتها بعد غيابها عن منصات التتويج منذ الحصول على لقب الأمم الأفريقية 2004 بالفوز على المغرب2/1، ولم تسجل تونس بعدها أي إنجاز سوى الوصول لنصف نهائي البطولة القارية 2019.

كما تعتبر تونس البطولة العربية اختبارا هاما يسبق بطولة الأمم الأفريقية والمرحلة الحاسمة من تصفيات كأس العالم قطر 2022، ويسعى نجوم نسور قرطاج لإثبات هويتهم لحجز مكان في قائمة المنتخب (لكأسي أفريقيا والعالم)، الذي يعج بأسماء كبيرة مثل: المهاجم القناص سيف الدين الجزيري( صاحب أول أهداف البطولة العربية أمام موريتانيا)، والهداف فخر الدين بن يوسف، ويوسف المساكني، وفراس بلعربي، فرجاني ساسي، حنبعل، وعلي معلول.

قبل المباراة يحتاج لاعبونا لمشاهدة المنتخب التونسي جيدا، الذي يعتمد عادة تشكيلة 4/3/3، وفي أحيان أخرى 3/5/2، وتركز بشكل كبير على الاستحواذ والسيطرة على منتصف الملعب وخلق فرص متعددة للمهاجمين، خاصة أن خطي المنتصف والهجوم هما نقطة القوة لدى الفريق، على عكس خط الظهر الذي يعاني بعض الشيء ربما لغياب الانسجام بين عناصره.

كما أنه يعاني من التسديد على المرمى وهو ما ظهر خلال مواجهة سوريا من خلال الهدفين اللذين جاءا من تسديدتين أولاهما في الدقيقة الرابعة لأوليفر فسكو، والثانية لمحمد عنز.

من وجهة نظر شخصية، أعتقد أن التكتيك الذي انتهجه برانكو إيفانكوفيتش في مباراة البحرين هو الأفضل والأنسب لمواجهة تونس، تنويع اللعب على الأطراف، التمرير السريع أثناء الاختراق، والتسديد على المرمى، والأهم ستكون الموقعة الأصعب في الخط الخلفي، حيث تمتلك تونس مهاجمين أقوياء لا بد أن تكون الرقابة حرة وليست لاعبا للاعب، حتى لا يتخلخل دفاع الأحمر، وكذلك حارب السعدي وصلاح اليحيائي سيكونا صاحبي المهمة الصعبة في الدفاع المتقدم لتخفيف العبء عن لاعبي الارتكاز.

تدخل تونس اللقاء بطموح التأهل لنصف النهائي لتحقيق لقب البطولة التي لم تفز بها سوى في النسخة الافتتاحية، وطموحنا الفوز في لقاء للتاريخ هو الرسمي الأول بين المننتخبين، وتأكيد قدرتنا على العبور للدور القادم وأن وصولنا للدور الثاني لن يظل حدثا استثنائيا، لتسجيل مشاركة أولى متميزة للأحمر العماني بالنسخة المتميزة لكأس العرب تحت مظلة فيفا للمرة الأولى.

أخيرا.. حين أراد منتخبنا الفوز وأصر على تحقيقه حققه، فلم يكتف بهدف أمام البحرين ولم يتراجع في أي من أوقات اللقاء، ما منحه الأفضلية طيلة 90 دقيقة، وهو قادر على تكرار ذلك أمام منتخب تونس الذي صعد للدور الثاني أيضا بعد معاناة وكان قاب قوسين من الخروج في دور المجموعات بعد الخسارة التي لم يتوقعها أكثر المتشائمين أمام سوريا بهدفين نظيفين وأداء جيد لنسور قاسيون، لذا نحن أمام اختبار ليس صعبا سيمكننا الظفر به من تسطير مجد للكرة العمانية بالبطولة العربية.

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى