
كتبت- ترياء البنا
لا شك أن كل المؤسسات والهيئات المعنية بإنجاز تخصصها من الأعمال ترتكز على أسس محورية، هي عماد العمل الذي يحدد أطره وأهدافه ونتائجه، بمعنى آخر فن تنسيق عناصر العمل والمنتج من أجل الاستدامة، ويكون ذلك بتوجيه كافة الجهود داخل المؤسسة أو الهيئة لتحقيق كافة الأهداف خلال المدى الزمني الذي حدد لها سلفا، وهذا بشكل مبسط هو مفهوم الإدارة الفاعلة.
والإدارة الرياضية جزء متأصل ضمن هذا الإطار، والغرض منها توجيه كافة الجهود داخل الهيئة الرياضية لتحقيق أهدافها وإخراج المنتج الرياضي بصورة منظمة، ولكن كيف يمكن تحقيق ذلك على أرض الواقع؟.
حتى الآن، النظام الرياضي العربي الحالي يعمل بدون استراتيجية محكمة، وهذا بالطبع لا يساير النظام العالمي الحديث، حيث لا توجد صيغة للعمل الرياضي بقطاعاته المختلفة، وتحديد أهداف كل قطاع، لازال العمل الرياضي في بلادنا يدار بالفعل ورد الفعل.
لذا، أصبح من المنطقي أن تعلن أهداف الدول من خلال رياضة البطولة، التربية البدنية، الرياضة للهواة، والرياضة للجميع، وتحدد استراتيجياتها وكيفية العمل على تحقيقها.
ولكي تكون الوظيفة الإدارية في الهيئة الرياضية فاعلة، يجب أولا تحديد برامج التمويل المالي، اختيار الكوادر الفنية المتخصصة القادرة على تحقيق الأهداف، من خلال سمات شخصية للأفراد يتقدمها حس القيادة الناجحة، بالإضافة إلى خيرات تراكمية قادرة على تطوير أسلوب الأفراد في بيئة العمل، وتحسين كفاءاتهم وتنمية مهاراتهم وقدراتهم في إطار المحاور الأساسية للإدارة، والتي تشمل: القيادة، التخطيط، التنظيم، والعنصر الأهم الرقابة.
وحتى تكون الإدارة الرياضية ناجحة، يجب أن تعنى بكافة جوانب مجالات العمل، كل في حدود الاختصاص، وأن يتولى كل قسم في الهيئة جانبا من التنظيم من خلال قيامه بمهام محددة، ضمن منظومة متكاملة بين الأقسام في إطار ونسق واحد ومحدد لتحقيق الأهداف المرجوة.
ومن أهم عناصر النجاح في الإدارة الرياضية، العمل ضمن تسلسل زمني، من خلال البناء على ما تم إنجازه سابقا(حتى وإن نسب لأشخاص آخرين)، إلى جانب تحديد إطار للعمل على مديين زمنيين( حاضرا، مستقبلا)، من خلال وضع استراتيجيات تحدد أهدافا على كلا المديين، مع تقييم مستمر لبيئة العمل من حيث التأثير والتأثر.
ولكن كيف يمكن أن تصل الإدارة بالعمل إلى الجودة الشاملة، وتحقيق الأهداف المرجوة في الزمن المحدد سلفا، وبلا أي عوائق؟
العمل الناجح دائما يستند إلى مرتكزات ثابتة، أهمها: تنفيذ إجراءات العمل بشكل صحيح، الاهتمام بأسلوب العمل وطريقة تنفيذه، والتقييم المستمر لتطويره، والعنصر الأهم تنمية الموارد البشرية، من خلال العمل على رقي أداء الأفراد المعاونين، ويتحقق ذلك بتحسين الظروف المحيطة، ودعمهم معنويا لتقوية حس انتمائهم للمؤسسة، والحرص على مدهم بكل ما هو جديد من خلال الدورات التدريبية وحلقات العمل والورش المتخصصة، وهذا ما سيولد لديهم أفكارا جديدة ومثمرة على كافة المستويات، وكذلك تشجيع جهود الحصول على المعرفة من خلال المراجع والأبحاث ودراسات الإدارة الرياضية، لاكتساب المهارات بالتطبيق الفعلي.
أخيرا.. الإدارة فن له رجالاته القادرون على قيادة الدفة على أساس علمي لتحقيق التقويم والتغيير من خلال بناء هيكل تنظيمي مناسب من ناحية الحجم والمحتوى والسياسة وتحديد الاختصاصات والسلطات، مع مساندة إعلامية لوسائل مطلعة أولا بأول على النجاح في تحقيق أهداف كل مرحلة، دون ترك ثغرات أو هفوات قد تهدم أسس بناء أي عمل تخطيطي.