كتبت- ترياء البنا
سقط كوليبالي مغشيا عليه قبل دقائق من نهاية الشوط الأول من لقاء الريان والوكرة، تلك كانت اللقطة الأولى لقصة علينا الانتباه إليها جيدا ومذاكرة تفاصيلها، لأن إنقاذ حياة إنسان أعظم وظيفة قد يقوم بها شخص.
سقط عثمان كوليبالي مدافع الوكرة، توقف قلبه عن العمل، فأطلق الحكم صافرة نهاية اللقاء، ودخل الجهاز الطبي مكتمل الطاقم سريعا لإسعافه أوليا، ثم نقل إلى مستشفى حمد الدولي في غضون دقائق، وبسرعة البرق تواجد حمد بن خليفة بن أحمد رئيس الاتحاد القطري شخصيا بأرض الملعب لمتابعة الحالة، وتم إنقاذ اللاعب، الذي هو أيضا رب أسرة، ثم أصدرت مؤسسة دوري نجوم قطر بيانا صحفيا، سردت فيه تفاصيل ما حدث، شاكرة الطواقم الطبية وكل من ساهم بعمله في إنقاذ كوليبالي، وموضحة مصير اللقاء الذي سيستأنف ما تبقى من وقته لاحقا وبنفس النتيجة التي كانت تصب في صالح الريان بهدف.
هكذا تدار كرة القدم، كل يقوم بعمله على أكمل وجه، فحياة الأشخاص أولا ثم إدارة اللعبة نفسها، وأبسط حقوق اللاعب الاهتمام بحياته، فلم يرسله إليك أهله ليأتوا فيما بعد ويتسلمونه جثمانا، وإلا فعلى الدنيا السلام، ولا ضرورة أساسا لممارسة اللعبة، وأعتقد الفرق شاسع جدا وكأنه بعد بين كوكبين، بين قصة كوليبالي في قطر ومخلد الرقادي في مسقط.
وفي مثل تلك الوقائع، شخصيا لا أستثني أحدا من المسؤولية، وحتى اللاعبين أنفسهم، على المؤسسات الرياضية توفير متطلبات سلامة اللاعبين أولا، والمسؤولية الأكبر على الأندية التي لا أعلم لم تجازف بحياة اللاعبين وتتهاون في أبسط وأهم مستحقاتهم، وكيف لطاقم التحكيم أن يبدأ لقاء دون توفر سيارة إسعاف وطاقم طبي، تحسبا لأي شيء قد يحدث، وفي كرة القدم توقع الأذى مؤكد فهي لعبة التحامات، وكيف للاعبين أنفسهم أن يلقوا بأيديهم في التهلكة ويدخلون المباراة بلا حماية طبية، وهم يعلمون علم اليقين أنهم سيتعرضون لمثل تلك الحالة؟.
باختصار..المسؤولية يتحملها الجميع، وعلى الصغار المعرضين للموت اتخاذ موقف حتى يتحرك الكبار من فوق مقاعدهم، وإلا فلن يسامحكم الله وأنتم تلقون بأنفسكم في بئر عميقة، لأن هذه الحادثة لن تكون الأخيرة وستتكرر مرارا كما حدث بالأمس.