
(د ب أ)- توووفه
فيما كانت جماهير نادي الزمالك المصري تترقب فوز فريقها بلقب “الإنقاذ” من خلال نهائي كأس مصر لكرة القدم، تلقت جماهير المنافس العتيد الأهلي لطمة قوية كانت تتويجا للكبوة التي مر بها الفريق في نهاية الموسم الكروي الحالي.
وتبادل الفريقان العريقان، قطبا الكرة المصرية، أدوارهما في نهاية الموسم حيث تعرض الأهلي لكبوة مزعجة بعد تتويجه بلقب بطولة الدوري فيما أفلت الزمالك من دوامة الصدمات التي طالته كثيرا على مدار الشهور الماضية وأنهى الموسم بأفضل شكل ممكن حيث توج بلقب كأس مصر للمرة الـ26 وهي السادسة له في آخر عشرة مواسم.
ساعات قليلة كانت تفصل بين “صدمة” الأهلي على استاد “مانديلا” الوطني في العاصمة الأوغندية كمبالا و”فرحة” منافسه التقليدي الزمالك على استاد “برج العرب” في الإسكندرية.
وسقط الأهلي في فخ الهزيمة أمام كمبالا سيتي الأوغندي صفر / 2 في الجولة الثانية من مباريات المجموعة الأولى بدور الستة عشر في دوري أبطال أفريقيا ليتأزم موقفه في جدول المجموعة حيث حصد نقطة واحدة فقط من أول مباراتين له في المجموعة ليتذيل الترتيب الذي يتصدره الترجي التونسي برصيد أربع نقاط مقابل ثلاث نقاط لكل من كمبالا وتاونشيب رولرز البوتسواني.
وكانت الهزيمة بمثابة أحدث حلقة في سلسلة “الكبوة” التي مر بها الأهلي بعد حسمه المبكر والرائع للقب بطولة الدوري المصري للمرة 40 في تاريخه (رقم قياسي) .
وعلى عكس المتوقع في الأهلي بإنهاء الموسم بشكل رائع واستكمال ثنائية الدوري والكأس للموسم الثاني على التوالي، تعرض الفريق لانتكاسة قوية في الأسابيع الأخيرة وسقط في مباراته أمام الزمالك بالدوري حيث خسر 1 / 2 علما بأن المباراة تمثل بطولة خاصة لكل من الفريقين على الأقل على المستوى الجماهيري.
وازداد وضع الفريق سوءا عندما مني بعدها بأربعة أيام فقط بالهزيمة المفاجئة صفر / 1 أمام فريق الأسيوطي، حديث العهد بالدوري الممتاز، ليودع الأهلي مسابقة كأس مصر من دور الثمانية.
وجاءت مباراة الفريق أمام الترجي التونسي في افتتاح مسيرة الفريقين بدور المجموعات الأفريقي لتؤكد كبوة الأهلي حيث بدا الفريق عاجزا عن هز شباك ضيفه التونسي لينتهي اللقاء بالتعادل السلبي قبل أن يخسر أمام كمبالا سيتي في عقر دار الأخير صفر / 2 في مباراة فشل الفريق خلالها في هز الشباك أيضا.
وبهذا، فشل الأهلي في تحقيق الفوز على مدار أربع مباريات رسمية متتالية فيما كان المكسب الوحيد للفريق في هذه الفترة عندما تغلب على أياكس الهولندي وديا في الإمارات وذلك في مباراة اعتزال حسام غالي قائد الفريق.
وكشفت مباريات الفريق الرسمية عن مشكلة مثيرة للجدل بالنسبة لفريق حسم بطولة الدوري المحلي بجدارة ومن خلال خط هجوم رائع سجل 73 هدفا في 33 مباراة بمتوسط 2ر2 هدف في المباراة الواحدة فيما اهتزت شباكه 19 مرة في هذه المباريات بمتوسط أقل من 6ر0 هدف في المباراة الواحدة ليكون الأفضل هجوما ودفاعا من باقي منافسيه.
وخلال المباريات الأربع، اهتزت شباك الأهلي خمس مرات فيما أحرز الفريق هدفا واحدا فقط من ضربة جزاء.
وافتقد الأهلي في هذه المباريات الأربع جهود مهاجمه المغربي وليد أزارو للإصابة فيما أصيب زميله النيجيري جونيور أجايي أيضا في مباراة الزمالك وغاب عن المباريات الثلاث الأخرى.
ولكن غياب أزارو لا يمكن أن يكون مبررا لهذه الكبوة على مستوى النتائج لاسيما وأن الفريق عجز عن هز الشباك إلا مرة واحدة علما بأن خط هجومه يضم المهاجم الدولي مروان محسن وكذلك المهاجم الشاب صلاح محسن الذي أصبح اللاعب صاحب أغلى صفقة محلية عندما انتقل للأهلي في يناير الماضي مقابل 35 مليون جنيه (نحو مليوني دولار أمريكي) لفريق إنبي.
وفي المقابل، استعاد الزمالك اتزانه سريعا بعد حالة الترنح التي عاناها على مدار الموسم وانطلق الفريق بقيادة مديره الفني الجديد خالد جلال لينهي الموسم بشكل رائع ويحرز لقبا كان في أمس الحاجة إليه بعدما فشل في حجز مكان له ببطولة كأس الكونفيدرالية الأفريقية عن طريق الدوري المحلي.
وحجز الفريق مكانه في الكونفيدرالية بالموسم المقبل في نفس الوقت الذي تلقت فرص الأهلي في المنافسة على اللقب الأفريقي هذا الموسم لطمة قوية.
وحتى قبل فوز الفريق أمس بلقب الكأس، نال مدربه خالد جلال المكافأة على فوزه في مباراة “القمة” أمام الأهلي وفي مباراة الإسماعيلي بالمربع الذهبي لكأس مصر حيث تراجعت إدارة نادي الزمالك عن استكمال مفاوضاتها مع المدرب السويسري كريستيان جروس وأعلنت استمرار جلال مع الفريق في الموسم المقبل بعدما تولى المسؤولية أساسا بشكل مؤقت.
وقاد جلال الزمالك في ست مباريات انتهت بالتعادل السلبي مع المقاولون والفوز على الأسيوطي 2 / 1 وعلى الأهلي بنفس النتيجة في الدوري فيما فاز على الانتاج الحربي 3 / 1 بدور الثمانية في الكأس وعلى الإسماعيلي 4 / 1 في المربع الذهبي للبطولة ثم تعادل 1 / 1 مع سموحة في النهائي وحسم اللقب بركلات الترجيح.
وبهذا، يكون الزمالك الذي سجل 45 هدفا في 34 مباراة (3ر1 هدف بالمباراة الواحدة) بالدوري هذا الموسم واهتزت شباكه 30 مرة (نحو 9ر0 هدف بالمباراة الواحدة تفوق بشكل هائل على الأهلي في الفترة الأخيرة من الموسم حيث سجل لاعبوه 12 هدفا في آخر خمس مباريات (4ر2 هدف للمباراة الواحدة) واهتزت شباكه خلالها خمس مرات (هدف واحد في كل مباراة).
وفي المقابل ، لم تتردد إدارة الأهلي في قبول اعتذار حسام البدري المدير الفني للفريق عن عدم استكمال مسيرته مع الفريق في الفترة المقبلة بعد الهزيمة التي مني بها الفريق أمس لتتضارب المواقف في الفريقين أيضا على مستوى الإدارة الفنية وهي المواقف التي جاءت عكس معظم التوقعات التي سادت الناديين قبل هذه المباريات الأخيرة في الموسم وتحديدا قبل مباراة القمة التي كانت شرارة تغيير الأوضاع في كل من الفريقين حيث بثت الثقة في فريق الزمالك وأدخلت الأهلي في نفق الكبوة.
والمثير للجدل هو أداء إدارة الناديين الذي ساهم بقدر ما في هذا الوضع بكل من الناديين، ففي الأهلي، وعلى الرغم من وجود لجنة كرة تضم ثلاثة من أبرز النجوم وهم محمود الخطيب رئيس النادي ورئيس اللجنة وعبد العزيز عبد الشافي (زيزو) المدير الرياضي بالنادي وعلاء عبد الصادق عضو اللجنة، لم يكن أداء الإدارة الكروية متماشيا مع طموح النادي حيث وافقت على إعارة بعض النجوم في فترة الانتقالات الشتوية وتسببت في خلل ما بالفريق خاصة مع إعارة لاعب مؤثر مثل مؤمن زكريا.
كما تسبب التعاقد مع لاعب شاب مثل صلاح محسن بهذا المقابل المالي الضخم في إثارة نوع من الجدل داخل الفريق ودفعت هذه الصفقة بعض اللاعبين للمطالبة بمبالغ مالية كبيرة من أجل الاستمرار مع الفريق وكان في مقدمتهم أحمد فتحي الذي يمثل أحد الأركان الرئيسية في الفريق وفي منتخب مصر.
وبالفعل رضخت الإدارة لمطالب فتحي وجددت التعاقد معه بمقابل مالي ذكرت بعض التقارير أنه بلغ 13 مليون جنيه سنويا (نحو 800 ألف دولار).
واستغلت إدارة الزمالك هذا ونجحت في الحصول على توقيع اللاعب عبد الله السعيد أبرز نجوم الأهلي ودفعت إدارة الأهلي إلى الاستغناء عن جهود هذا اللاعب المهم حيث وافق اللاعب على التجديد للأهلي رغم توقيعه للزمالك قبل أن يعاقبه الأهلي على هذا التوقيع ويطرحه للبيع أو الإعارة وهو ما حدث بالفعل من خلال إعارته لأحد الأندية الفنلندية في هذا التوقيت الصعب الذي يحتاج الأهلي إلى جهود اللاعب فيه.
وفيما تمسكت إدارة الزمالك ببقاء المدرب الوطني خالد جلال بعد أن أثبت كفاءته ، لم يشفع لمواطنه البدري الفوز مع الفريق بلقب الدوري هذا الموسم أو الفوز بثنائية الدوري والكأس في الموسم الماضي وبلوغ نهائي دوري أبطال أفريقيا في الموسم الماضي حيث سارعت الإدارة بالموافقة على اعتذار البدري فيما أكدت تقارير أنها كانت في الطريق لإقالته.