
(د ب أ)-توووفه
مع بدء العد التنازلي لموعد انطلاق بطولة كأس العالم 2022 لكرة القدم في قطر ، يترقب عشاق الساحرة المستديرة في كل أنحاء العالم موعد تدشين استاد “لوسيل” والذي ينتظر أن يكون خلال الأسابيع القليلة المقبلة ليكتمل افتتاح جميع الاستادات الثمانية المضيفة للبطولة.
ويمثل استاد “لوسيل” جوهرة التاج بالنسبة لاستادات مونديال 2022 بصفته الاستاد الرئيسي للبطولة والذي سيستضيف المباراة النهائية في 18 كانون أول/ديسمبر المقبل كما أنه أكبر الاستادات المضيفة للبطولة حيث تزيد سعته الرسمية عن 80 ألف مشجع.
وكان المنظمون في قطر افتتحوا على مدار السنوات القليلة الماضية الاستادات السبعة الأخرى المضيفة للبطولة وهي استادات “خليفة الدولي” و”الثمامة” و”البيت” و”المدينة التعليمية” و”أحمد بن علي” و”الجنوب” و”974″ .
ولم يعد متبقيا سوى الاستاد الرئيسي للبطولة والذي اكتمل العمل فيه بالفعل بانتظار “ساعة الصفر” والافتتاح الرسمي ، والذي ينتظر أن يتم خلال الأسابيع القليلة المقبلة من خلال إحدى البطولات الكبيرة أو أحد الأحداث المهمة التي دأبت قطر على استضافتها خلال السنوات الماضية ضمن استعداداتها التنظيمية واللوجيستية لاستضافة المونديال.
وأصبحت كل الظروف مهيأة لافتتاح مثالي لاستاد “لوسيل” في ظل النجاح الكبير الذي حققته مختلف استادات البطولة في استضافة العديد من البطولات على مدار السنوات الماضية والتي كان أحدثها بطولة كأس العرب خلال كانون أول/ديسمبر الماضي.
وأبهرت هذه الاستادات المتابعين لاستعدادات قطر لمونديال 2022 والمشاركين في البطولة ليصبح الجميع حاليا في حالة تأهب وانتظار لافتتاح الاستاد الرئيسي للبطولة والذي يحظى باهتمام كبير من الجميع داخل وخارج قطر.
كما حرص المنظمون على توفير كل العناصر اللازمة لسهولة الوصول إلى استاد لوسيل الذي يقع بمدينة تحمل نفس الاسم (لوسيل) على بعد 20 كيلومترا من العاصمة الدوحة.
وقبل أسابيع قليلة ، بدأ التشغيل التجريبي لــ”ترام لوسيل” ، من خلال ست محطات على الخط البرتقالي ، استعدادا لاستضافة مونديال قطر 2022 .
وتدعم شبكة ترام لوسيل خدمات مترو الدوحة بالقرب من اثنين من أهم مواقع مونديال 2022 ؛ وهما استاد لوسيل واستاد المدينة التعليمية.
وقال أحمد محمد الصالح المدير التنفيذي للمشروع ، في بيان أصدرته شركة سكك الحديد القطرية “الريل” ، إن قطارات ترام لوسيل صنعت في فرنسا وتضم 28 قطارا وأن الترام يعتمد على تغذية الكهرباء الأرضية.
وأوضح الصالح أن كل قطار ترام يحتوي على 64 مقعدا ، وتتألف عرباته من فئتين للركاب، هما الاقتصادية والعائلية، وتبلغ طاقته الاستيعابية الإجمالية 209 ركاب ، كما تتوفر على متن الترام شاشات للمعلومات ومنافذ كهربائية لشحن الأجهزة مشيرا إلى أن الترام يختلف عن المترو ، حيث يوجد سائق لكل ترام الذي تبلغ السرعة القصوى له 60 كيلومترا في ساعة.
ويغلب على التصميم الداخلي للترام اللون الأزرق والخطوط المستوحاة من البيئة البحرية ، فيما استوحي التصميم الخارجي من شكل “المحمل” ، وهو المركب الشراعي التقليدي الذي كان يستخدم في المنطقة لصيد اللؤلؤ.
وينتظر أن تشهد الأسابيع القليلة المقبلة الإعلان عن البطولة أو الحدث الكبير الذي سيكون شاهدا على افتتاح استاد “لوسيل” لاسيما وأن المنظمين في قطر سيوجهون الدعوة إلى العديد من المسؤولين بالفيفا والشخصيات الرياضية البارزة من كل أنحاء العالم لمشاركة قطر هذه اللحظة التاريخية ليس فقط لافتتاح الاستاد الرئيسي للبطولة وإنما للتأكيد على اكتمال جاهزية استعدادات الدولة كلها واستاداتها قبل شهور على انطلاق أول بطولة كأس عالم في الشرق الأوسط.
وكان خالد المولوي رئيس تجربة البطولة في اللجنة العليا للمشاريع والإرث أكد مؤخرا في مقابلة مع قناة “بي إن سبورتس” الإخبارية أن التحضيرات جارية حاليا لإعلان التدشين الرسمي لملعب لوسيل.
وأكد المولوي على جاهزية قطر لاستضافة المونديال ، وقال : “نحن على أتم الجهوزية لتنظيم حدث سيكون الأفضل في بطولات كأس العالم لكرة القدم”.
ويجسد استاد لوسيل ما تحمله دولة قطر من طموح وحماس تجاه مشاركة الثقافة العربية مع العالم.
واستوحي تصميم الاستاد من تداخل الضوء والظل الذي يميز الفنار العربي التقليدي أو “الفانوس” كما يعكس هيكله وواجهته النقوش بالغة الدقة على أوعية الطعام والأواني وغيرها من القطع الفنية التي وجدت في أرجاء العالم العربي والإسلامي خلال نهوض الحضارة في المنطقة.
وبعد انتهاء مونديال 2022 سيتم تحويل استاد لوسيل إلى وجهة مجتمعية تضم مدارس ومتاجر ومقاهي ومرافق رياضية وعيادات طبية.
وسيتيح هذا المركز المجتمعي متعدد الأغراض كل ما يحتاجه الناس تحت سقف واحد ، وهو السقف الأصلي لاستاد كرة القدم وذلك في إطار اهتمام المنظمين في قطر في أن تترك البطولة ارثا مهما وكبيرا للبلاد.