
(إفي)-توووفه
اختتمت بطولة أمم أفريقيا 2021 المقامة في الكاميرون بتتويج منتخب السنغال للمرة الأولى في تاريخه على حساب المتوج سبع مرات باللقب، مصر، عبر ركلات الترجيح.
وفيما يلي أهم سبعة مشاهد من البطولة القارية التي فشل فيها أصحاب الأرض في الفوز باللقب، وودع فيها حامل اللقب، الجزائر، المنافسة من دور المجموعات.
1- تدافع الجماهير يؤدي إلى مصرع ثمانية قبل مواجهة الكاميرون وجزر القمر:.
كانت هذه أسوأ صور البطولة، والأكثر حزنا أيضا، نظرا لمصرع ثمانية أشخاص في حادث تدافع من قبل الجماهير أثناء دخول ملعب “أوليمبي”، إضافة لعشرات المصابين.
وقامت الجماهير، التي لا تملك تذاكر دخول، قبل 45 دقيقة من انطلاق المباراة، بدفع أحد الحواجز للوصول إلى الملعب، ليحدث تدافع ما أدى إلى وفاة ثمانية أشخاص، بينهم طفل، إضافة لعشرات المصابين.
وفي النهاية أقيمت المباراة، وفازت الكاميرون 2-1 لتتأهل إلى ربع النهائي.
2- زجاجة جاباسكي:.
إضافة لمحمد صلاح، كان هناك لاعب آخر احتكر الأضواء في منتخب مصر، وهو الحارس محمد أبو جبل “جاباسكي”، الذي ظهر كبطل للفراعنة في الأدواء الإقصائية، رغم أنه جلس بديلا لمحمد الشناوي في دور المجموعات، قبل تعرض الأخير لإصابة عضلية أمام كوت ديفوار في ثمن النهائي.
وفي غمار اللقاء، أنقذ جاباسكي منتخب بلاده من كرة خطيرة لإبراهيم سنجاري خلال الشوطين الإضافيين، وبعدها تصدى لركلة جزاء لإريك بايلي، ساهمت في تأهل مصر للدور ربع النهائي.
وعاد أبو جبل للتألق أمام المغرب وتصدى لأكثر من فرصة خطيرة، لكن تشنجات عضلية داهمته رفض في بدايتها الخروج من الملعب قبل أن يرضخ للتبديل، إلا أنه عاد مجددا لتمثيل المنتخب المصري في نصف النهائي أمام الكاميرون، وينجح في التفوق مجددا في ركلات الترجيح.
وخلال هذه الركلات، كان جاباسكي يقوم بشيء غريب، حيث كان يدرس محتويات زجاجة مياه وضعها أمامه على الأرض، حيث كانت هذه كلمة السر التي منحت مصر بطاقة التأهل للنهائي على حساب شغف ورغبة أصحاب الأرض والجمهور.
كان أبو جبل يراجع جيدا محتوى قصاصات ورقية ملصوقة على الزجاجة قبل كل ركلة للمنافس، رغم أنه كان يبدو عليه أنه يصلي من أجل التأهل، ونجحت خطة المصريين، حيث تصدى لركلتي كل من هارولد موكودي وجيمس سيليكي، ولم تهدر مصر أي ركلة بينما أهدر الكاميرونيون ثلاث ركلات، لتفوز مصر.
وفي النهائي واصل جاباسكي التألق وحرم السنغال من تسجيل هدف مبكر من ركلة جزاء انبرى لها ساديو ماني وتصدى لها الحارس المصري، الذي تصدى مجددا لركلة ترجيح في النهاية سددها إسماعيلا سار بفضل الزجاجة، لكن ذلك لم يكن كافيا لأن مصر أهدرت ركلتين لتخسر اللقب.
3- فنسنت أبو بكر.. على مشارف رقم تاريخي:.
في الثلاثين من عمره، حضر فنسنت أبو بكر إلى أمم أفريقيا لتمثيل بلاده دون أن يحمل الكثير من الآمال للتألق، نظرا لاحترافه في الدوري السعودي والذي لا يقدم فيه أيضا تألقا لافتا للنظر بتسجيله لستة أهداف في 18 مباراة مع نادي النصر، لكن البطولة شهدت ولادة جديدة غير متوقعة للكاميروني.
فقد سجل أبو بكر هدفين في مرمى كل من بوركينا فاسكو وإثيوبيا، وهدفا في مرمى الرأس الأخضر، وآخر في مرمى جزر القمر، وهدفين في مباراة تحديد المركز الثالث والرابع أمام بوركينا فاسو، ليسجل في المجمل 8 أهداف، ليصبح هداف البطولة ويكون على مقربة من رقم تاريخي.
فقد تساوى أبو بكر مع الإيفواري لوران بوكو (1970) في عدد الأهداف المسجلة في نسخة واحدة، وابتعد بفارق هدف عن الرقم القياسي المسجل باسم الزائيري نداي مولامبا (9 أهداف) في نسخة 1974.
4- كيروش وإيتو و”الحرب”:.
شهدت أمم أفريقيا نوعا آخر من المواجهات، لكن خارج الملاعب ومن خلال ميكروفونات وسائل الإعلام.
ومن بين العديد من التصريحات التي أدلى بها أبطال اللعبة، كان هناك اثنان أثارا الجدل: بين رئيس الاتحاد الكاميروني لكرة القدم والنجم السابق صامويل إيتو، ومدرب منتخب مصر كارلوس كيروش، وذلك قبل مواجهة نصف النهائي بين الفريقين.
وناشد إيتو لاعبيه باعتبار المباراة كما لو كانت “حربا”، بعدها رد كيروش “أعتقد أنه نسى أن هناك بعض جماهير الكاميرون ماتت في الاستاد وهو يقول إن مباراة مصر هي الحرب، وهي لا يبنى عليها أي شيء على الإطلاق.. كرة القدم لا تتعلق بشن حروب ولكن كرة القدم تتعلق بالفرحة والسعادة والاستمتاع. سنرد على هذه الحرب بكرة القدم واللعب وتقديم كرة قدم رائعة لإسعاد الجماهير، فنحن هنا لإسعادهم وليس للتسبب في وفاتهم. عندما تقول إن منتخب الكاميرون جاء للحرب والتحدي سأترك هذا الأمر للاتحاد الإفريقي لأن هذا التعليق يستحق البطاقة الحمراء”.
وفازت مصر على الكاميرون بركلات التريح وفاز كيروش بمعركته رغم تعرضه للطرد خلال المباراة على يد الحكم الجامبي المثير للجدل، باكاري جاساما.
5- غينيا الاستوائية.. الحصان الأسود:.
حققت غينيا الاستوائية إنجازا تاريخيا في أمم أفريقيا. فقد وصلت إلى البطولة كمنتخب متواضع، قبل أن تغادر البطولة محققة علامة فارقة في تاريخها الكروي.
فقد وصلت غينيا الاستوائية إلى الدور ربع النهائي للبطولة الأفريقية، حينما خسرت من السنغال 3-1، بعد أن حلت ثانية في المجموعة السادسة، وفازت في ثمن النهائي على مالي.
ولاقى منتخب غينيا الاستوائية استقبالا حافلا لدى وصوله إلى البلاد وأحاطت الجماهير المتحمسة بشكل لافت للنظر بطائرة المنتخب، لتشجيعهم على الإنجاز الذي حققه اللاعبون في الكاميرون.
6- أشرف حكيمي وأهداف لافتة للأنظار:.
على الرغم من أن منتخب المغرب لم يتجاوز الدور ربع النهائي، حينما سقط بهدفين لواحد أمام مصر في الشوطين الإضافيين، فقد كان لاعبه أشرف حكيمي أحد أفضل اللاعبين في البطولة.
وقدم الظهير الأيمن لباريس سان جيرمان عروضا رائعة خلال المباريات الخمس التي شارك فيها، وتوافق تألقه مع رغبة ناديه السابق ريال مدريد في التعاقد مع لاعب في نفس مركزه بعد إصابة داني كارباخال.
ولم يلعب حكيمي فقط بشكل لافت للأنظار، بل سجل هدفين مثيرين للدهشة. الأول في مرمى الجابون بدور المجموعات والآخر في مرمى مالاوي، وكلاهما جاءا من ركلة حرة مباشرة ومن بعيد، لتسكنا الشباك بكل أناقة.
7- فرحة ماني وبكاء صلاح:.
أسفر نهائي البطولة القارية بين السنغال ومصر عن مواجهة تاريخية بين زميلي ليفربول الإنجليزي اللذين تواجها على أرض الملعب في ياوندي: ساديو ماني ومحمد صلاح. وبحث كلاهما عن الفوز باللقب والجلوس على عرش أفريقيا في مباراة انتهت بفرحة وسعادة الأول وبكاء الثاني بعد 120 دقيقة دون أهداف وبنهائي انتهى بركلات الترجيح التي ابتسمت للسنغال لتتوج بلقبها الأول.
ونجح ماني في تسجيل ركلة الترجيح التي أهدت السنغال اللقب، بعدما كان قد أهدر ركلة جزاء في بداية المباراة ليحتفل بالتتويج وسط بهجة باقي زملائه والمشجعين على هذا اللقب التاريخي.
على الجانب الآخر انتهى الأمر بصلاح، المنهك بعد خوضه أربع تمديدات في أربع مباريات متتالية، بالبكاء بعدما كان على بعد خطوة من التتويج باللقب، وتسلطت الأضواء على كليهما: بين صورة للفائز وصورة للخاسر.