لقب تاريخي لسلة لبنان بالبطولة العربية

مسقط- توووفه
 
حقق منتخب لبنان أول لقب عربي في تاريخه السلوي بإحرازه أمس الأربعاء في صالة راشد بن حمدان بنادي النصر دبي، التي استضافت مباريات البطولة العربية الرابعة والعشرين لكرة السلة لمنتخبات الرجال، وأحرز كأس الراحل الشيخ حمدان بن راشد آل مكتوم، فقد تغلب في المباراة النهائية على منتخب تونس بطل أفريقيا ثلاث مرات وبطل العرب أربع مرات بفارق ثلاث نقاط (72-69) وسط فرحة هستيرية من الجمهور اللبناني الذي ملأ معظم مدرجات القاعة وكان له الفضل الكبير في صناعة هذا الفوز التاريخي، كما كان فاكهة البطولة ورونقها المميّز في كل مباراة لعبها رجال الأرز.

تبادل الفريقان التقدم طوال زمن المباراة في خضم تناوبهما على الفوز بأرباع اللقاء إلى أن اختارت الكأس الغالية شواطئ بيروت لتمضي فيها بقية حياتها، وأبدع اللبنانيون في الدفاع وفرضوا مراقبة لصيقة على نجم تونس الأول عمر عباده الذي اختير أحسن صانع ألعاب فأبطلوا الكثير من فاعليته ليتسلّم المهمة بعده زميله محمد حديدان،الذي اختير أفضل هداف، ويقلب الطاولة على الفريق اللبناني في الربع الثالث قبل أن يَخفُت نجمه حيال كفاح لاعبي لبنان عموماً، وبشكل خاص قائد الفريق علي حيدر، هايك والثلاثي المتألق، وائل عرقجي الذي اختير أفضل لاعب في البطولة وماجوك أفضل ارتكاز وجاد خليل أفضل رامي ثلاثيّات.

وكاد الربع الأول أن ينتهي بالتعادل 18-18 لولا ثلاثية تونسية في أعشار من الثانية الأخيرة، وفي الربع الثاني تحسّن اللبنانيون على الرغم من معاندة الحظ لهم في الرميات الحرة ما عدا عرقجي، وأنهوه في مصلحتهم بفارق ثلاث نقاط بعد أن كان في الثواني الأخيرة خمس نقاط، وفي الربع الثالث تعادل الفريقان مرة واحدة فقط بعد تقدّم لبناني وفارق وصل إلى خمس نقاط، لكن تونس انتزعت التقدم في الثواني الأخيرة بفارق نقطتين.

بعد ذلك ومنذ بداية الربع الأخير، عاش اللبنانيون وجمهورهم فترات عصيبة بعد تألّق “عباده”الذي اختير أفضل صانع ألعاب  وزميله محمد حديدان،أفضل هداف، ما أعطى الأفضلية لتونس التي تقدمت بتسع نقاط، ثم تراجع الفارق حتى صار نقطة (68-67) قبل دقيقة و14 ثانية من النهاية نتيجة تركيز لاعبيها على  الثلاثيات ففشلوا، بينما كان اللبنانيون يقلّصون الفارق نقطة نقطة بنشاط وصبر واستماتة، فتقدموا للمرة الأولى (69-68) واستلموا زمام المبادرة كلياً بدءاً من استرجاع علي حيدر الكرة قبل 54 ثانية، وريباوند دفاعي رائع من جاد خليل قبل (13,01 ثانية) إلى أن حقّقوا ما انتظروه طوال ثلاث وعشرين بطولة عربية دون طائل فحققوه في دبي إنجازاً تاريخياً بكل ما للكلمة من معنى.

الرائع وائل عرقجي كان أفضل مسجلي لبنان والمباراة بـ22 نقطة و7 ريباوند وتمريرتين.

وكان سبق المباراة النهائية لقاء لم يَخْلُ من الإثارة والقوة وتبادل الريادة لاحتلال المركز الثالث الذي كان في النهاية من نصيب منتخب الجزائر لتغلّبه على منتخب الصومال (93-79)، وعلى غرار ما قدّمته الصومال من عرض قوى أقصت به ليبيا من ربع النهائي، بدت سائرة لتكرار فعلتها إذ تقدمت في نهاية الربع الأول (19-18) وفي الثاني (44-43) ثم تعادلت في الثالث (66-66) إلى أن قلب رجال المدرب القدير أحمد بنجابو الطاولة في وجه منافسيهم وأنهوا المباراة في مصلحتهم بفارق 14 نقطة.

أفضل مسجلي الفريق الفائز والمباراة كان العملاق محمد طواطي بـ20 نقطة وثماني مرتدات ،منها 7 دفاعية، وتمريرة واحدة.

يسجل للاتحاد العربي بقيادة اللواء إسماعيل القرقاوي، النجاح اللافت الذي سجلته البطولة بحيث انقلبت توقعات الكثيرين بفشلها بسبب انسحاب 3 منتخبات منها قبيل الافتتاح، إلى إعجاب وتعجّب من تحوّلها إلى عرسٍ بهيج، وبشهادة القاصي والداني، كما يسجل لكوادر الاتحادين العربي والإماراتي الجهد الطيب الذي بذلوه لإيصال البطولة وبأحلى حلّة إلى برّ الأمان وفي مقدمتهم أمين عام الاتحاد العربي العميد عبدالله شلبي وأمين عام اتحاد الإمارات سالم المطوع ومدير البطولة محمد الزرعوني.

وقد ضمت قائمة من اختيروا أفضل اللاعبين كلاً من: اللبناني ماجوك أفضل لاعب ارتكاز ومحمد من الصومال وحامد عبد اللطيف من الإمارات لمركز الجناح.

وتنعقد ظهر اليوم الخميس الجمعية العمومية للاتحاد العربي لتنتخب مجلس إدارة جديداً ونائب الرئيس عن منطقه المغرب العربي، وكان مجلس الاتحاد الذي تنتهي ولايته اليوم عقد أمس آخر اجتماع له، ومن أهم ما ما تقرر: تسمية نواب الرئيس، دكتور مجدى أبو فريخة رئيس الاتحاد المصري نائبا عن منطقه الوسط، عبد الرحمن المسعد من المملكة العربية السعودية نائبا للمرة الثانية على التوالي عن منطقة الخليج العربي،
نديم حكيم، مرشح الاتحاد اللبناني،نائبا عن منطقه المشرق العربي.

وتُرِك للجمعية العمومية أن تنتخب اليوم النائب والعضو عن منطقة المغرب العربي، وعينت الجمعية العمومية نورة السويدي من الإمارات نائبا لرئيس الاتحاد العربي لفئة السيدات بالتزكية، ووافقت على طلب تونس استضافة البطولة ال25 لمنتخبات الرجال أواخر العام الحالي، وغرّمت كلاً من اتحادي قطر وسوريا ثلاثة آلاف دولار لاعتذارهما عن المشاركة في البطولة قبيل انطلاقها لأسباب لم تقتنع بها الجمعية، وقبلت عذر المغرب المتمثل بإصابة عدد من لاعبيه بفيروس كورونا.

وكانت الجلسة افتتحت بكلمة لرئيس الاتحادين العربي والإماراتي اللواء إسماعيل القرقاوي رحب فيها بالحضور وشكر مجلس الإدارة الحالي للاتحاد وأعضاء لجانه المختلفة على ما بذلوه من جهد في الولاية السابقة، وعبر عن أطيب تمنياته بالتوفيق للأعضاء الجدد، سواء الذين تم التوافق عليهم أو الذين يُنتَخَبون اليوم، كما أشاد القرقاوي بما أنجزته الأمانة العامة للاتحاد على الرغم من المصاعب التي نجمت عن جائحة كورونا، وأثنى على جهود لجنة العلاقات العامّة برئاسة عبدالله الجاسم. 

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى