عبدالعزيز الريامي لـ توووفه: الاتحاد في منأى والأندية في سبات.. ولهذا السبب بكيت عقب المباراة

توووفه- ترياء البنا

رجل المهمات الصعبة، دائما تتذكره الأندية وتستعين به حين تقف على شفا جرف الهبوط، وهو بدوره لا يتردد في قبول التحديات، يعيش الضغوط في كل لحظات مهماته لأنه دائما يأتي في الوقت الضائع، لا يتوقع أحد أن يفعل شيئا فالمعجزات لا تحدث باستمرار، ولكنه يفاجئ الجميع بهدوئه وشخصيته القيادية وخبراته الفنية، وينجز المهمة بنجاح، ليثبت مع كل تجربة أنه مدرب كبير وأنه لم يوضع أبدا في مكانه اللائق، تولى مهمة بهلاء مع الجولة 20، وفي الجولة 22 استطاع الفوز على بطل الكأس والدوري بثلاثية في مباراة ماراثونية بين ناد يصارع من أجل البقاء، وناد يضم معظم اللاعبين الدوليين الذين حققوا الكأس وتفصلهم خطوات قليلة عن لقب الدوري الثاتي تواليا.

إنه المدرب الكبير عبدالعزيز الريامي، الذي تستضيفه توووفه خلال هذه الأسطر، ليتحدث عن تجربة بهلاء الشاقة، وأصعب اللحظات في مسيرته، كذلك لم يخل حديثه من الصراحة حين يتحدث عن حال الكرة العمانية وسبل تطويرها.

بكيت بعد لقاء الجولة الأخيرة وحسم البقاء بدوري عمانتل، حدثنا عن الضغوط التي سبقت اللقاء؟

لا شك أنها من أصعب لحظات مسيرتي التدريبية، لك أن تتخيلي كيف تواجهين فريقا قبل موسم واحد فقط صعدتِ به إلى دوري عمانتل وتتوجين معه ببطولة الدوري، جل اللاعبين بمثابة أبنائي وتربطني بهم علاقات وطيدة، كما أن ولاية نزوى هي ولايتي وفيها أهلي وأصدقائي، ولكنها الأقدار التي ساقتني إلى مواجهة الموسم المصيرية، وأنا من يحدد هذا المصير، لتملي علي الأمانة التدريبية أن أتحمل أمانة المسؤولية الملقاة على عاتقي رغم الألم والحزن الذي كان يعتصرني.

توليت المهمة في وقت صعب، لماذا جازفت بقبولها؟ وما العوامل التي عولت عليها لإنجاز عملك بنجاح؟

أنا مدرب محترف ولم أتعود في حياتي الخوف او الهروب من أية مسؤولية، تحتم طبيعة عملي قبول التحديات والمهام الصعبة، فلدي مبدأ تحدي وتجاوز كل صعب ولا أؤمن بالفشل، طالما هناك بصيص من الأمل، ثقتي بنفسي كبيرة ولدي خبرات تراكمية وتجارب سابقة وعديدة مع كثير من الأندية التي صعدت معها أو التي حققت معها نتائج مميزة أو التي استطعت إنقاذها من مغبات وخيبات الهبوط، فكل هذا وذاك جعلني قويا أمشي بخطى الواثق الذي لا يخشى أو تهزه الخيبات.

هل ستكمل مسيرة العمل رفقة النادي خلال الفترة القادمة؟

كما أسلفت لك سابقا، يهمني الاستمرار في التدريب وكسب الخبرات وعدم رفض أية مهمة طالما توفرت عوامل النجاح سواء في نادي بهلاء أو أي ناد لديه أهداف وطموح المنافسة على البطولات.

ماذا تعد للموسم القادم؟

هذا يعتمد على أهداف النادي الذي سيربطني به عقد التدريب، فأنا جاهز لكل الاحتمالات وتحقيق هذه الأهداف التي تسعد إدارته وجماهيره ومحبيه، ولا أشترط توفير كل صغيرة وكبيرة لأنني أعايش وأعلم ظروف الأندية وما تعانيه من جوانب إدارية ومالية بل أحاول مد يد العون في كثير من الأفكار الفنية والإدارية التي تساعد المنظومة في تحقيق أهدافها ونجاحاتها متى ما طلب مني ذلك.

ما رأيك في دوري عمانتل فنيا؟

دوري عمانتل متوسط فنيا ولم يرتق للمستوى المطلوب، ولم يسبق أن تم تطويره بل على العكس من ذلك تماما، كل موسم نلاحظ قرارات يتفق عليها مسؤولو اللعبة سواء بالاتحاد الرياضي أو رؤساء الأندية لا تخدم الأهداف الفنية المأمولة من إقامته، الإعلام والنقاد الرياضيون دائما يحذرون ويبرزون أهم الأدوات التي يجب توفيرها في سبيل تطويره ولكن لا حياة لمن تنادي، الاتحاد في منأى ورؤساء الأندية في منأى آخر بل في سبات، وقد لا يلام رؤساء الأندية كثيرا لأن الأندية تعاني ماليا فكيف لها توفير المال لتجهيز فرقها بالمستوى المطلوب من تعاقدات جيدة في الأجهزة الفنية واللاعبين وتوفير الإعداد الجيد من معسكرات ومباريات قوية وتنقلات وكيف لها تفريغ لاعبيها من جهات عملهم أو منع لاعبيها من المشاركة بدوري المؤسسات الحكومية باختلاف مسمياتها وكيف لهذا اللاعب أن يلعب هنا وهناك وما هي قدرة تحمله ليتنقل بين الطرقات يقطع مئات الكيلو مترات من وإلى أماكن التدريب، كل ما ذكرته تراكمات سابفة وسوء تخطيط لم بجد للأسف حتى وقتنا الراهن أي علاج أو حتى تحسينه، بل يهوي وبتهاوى في طرقات مظلمة لا تعرف له مخرجا، وهنا لابد من تدخل حكومي على مستوى عال لحل كل هذه الإشكاليات والمعوقات إذا أردنا تصحيح المسار من حيث تدعيم الأندية بالمال الكافي لتدير أنشطتها بكل كفاءة واقتدار وخلق دوري تنافسي طويل وإعطاء دوري المراحل السنية الاهتمام الكافي كونه الدعامة الأساسية للأندية والمنتخبات الوطنية من خلال رفع الدعم المادي والمعنوي، فالتخطيط السليم بكل تأكيد يأتي بثماره ولو بعد حين، فإذا اجتمعت المادة مع الفكر الرياضي والتخطيط السليم أتت النجاحات وعم ذلك الأندية والمنتخبات الوطنية.

هل يحظى المدرب الوطني بالمكانة التي يستحقها بدوري عمانتل؟

المدرب الوطني حقق نجاحات عديدة ولا يزال يحقق، نمتلك الكفاءات التدريبية الوطنية فأغلب المدربين مؤهلين تماما لقيادة أي فريق فقط يحتاجون إلى الثقة والصبر على النتائج وتحقيق الإنجازات، متأكد سيأتي اليوم الذي لا نرى بالدوري العماني مدربا أجنبيا، متى ما كان هذا توجه رؤساء أنديتنا واتحاداتنا الرياضية.

ماذا ينقص المدرب العماني ليحقق بطولة محلية؟

لا ينقصه شيء، أغلب البطولات المحلية تحققت على أيدي مدربين وطنيين ولايزالون مستمرين، كل المدربين الوطنيين إذا أعطيتهم الثقة وهيأت لهم سبل النجاح نجحوا بامتياز، فكلمات الشكر لا تفيهم حقهم، إنهم يعملون بأقل الحقوق وبأقل الإمكانيات ومع ذلك تجدينهم ناجحين عكس المدرب الأجنبي، توفر له كل عوامل النجاح ويأتي بمرتبات وشروط جزائية كبيرة ومع ذلك لا يحقق تلك النجاحات التي يحققها المدرب الوطني.

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى