المدرب التونسي عبدالحليم الوريمي لتوووفه: المصنعة بيتي.. وأضع بين يدي المسؤولين على الرياضة في السلطنة مشروعًا أعددته لتطوير الكرة العمانية

توووفه – محمد مبارك

يعد من المدربين الذين تركوا بصمة كبيرة في كرة القدم العمانية وحققوا نجاحا يحتذى به خلال السنوات الماضية، فالمدرب التونسي عبدالحليم الوريمي بتجربته الطويلة مع نادي المصنعة هو ضمن كوكبة المدربين الأفضل الذين مروا على السلطنة. 


تجربة المدرب التونسي تعتبر من القصص التي يمكن أن تكون مرجعا للحديث عنها كلما سنحت الفرصة، إضافة إلى كونه يمتلك رؤية تطويرية لكرة القدم يضعها بين يدي الاتحاد العماني لكرة القدم ليكون هذا الحوار عصارة ما قدمه الوريمي طيلة مسيرته التدريبية.


س: بداية لو تحدثنا عن مسيرتك التدريبية ماذا يمكن أن نقول؟


بدأت كلاعب في نادي الأمل الرياضي بجربة التونسي، ثم  كمدرب لنفس الفريق، وكذلك دربت شبان الجمعية الرياضية بجربة، ثم انطلقت في تجربة تدريبية خارج تونس من ليبيا من بوابة فريق الطلائع بريقدلين، ومن هناك وصلت إلى سلطنة عمان في سنة 2010 حيث دربت نادي العروبة الأولمبي، ثم كمساعد مدرب لعدد من الأندية كالسويق والنهضة، ومدرب لجعلان، وصحم، ثم جاءت المحطة الأطول والأكثر نجاحا مع نادي المصنعة على فترتين ومن هناك ذهبت في تجربة قصيرة لتدريب نادي التقدم السعودي انتهت بعودتي لنادي عبري في تجربة لم تدم طويلا.


س: من التجارب المهمة والناجحة لك كمدرب كانت مع نادي المصنعة فكيف تتذكر هذه الفترة؟


أستطيع أن أقول أننا كنا مثل العائلة من الإدارة إلى اللاعبين إلى الجهاز الفني كل شيء كان مثاليا في المصنعة بوجود دعم مستمر من الجميع على رأسهم الشيخ راشد السعدي وعبدالله السعدي الذي كان مديرا للكرة بالنادي.


انطلقنا من الدرجة الثانية بلاعبين من شبان النادي وكانت لديهم الرغبة الكبيرة لتحقيق الإنجازات وفي ذلك الموسم 2018-2019 حققنا درع دوري الدرجة الثانية، ووصلنا في نفس الموسم لربع نهائي كأس جلالة السلطان، وكان الانسحاب من نادي مرباط الذي كان ثانيا في دوري عمانتل.


 وفي الموسم الذي يليه صعدنا لدوري عمانتل بغالبية لاعبين محليين في دوري عمانتل واصلنا النجاحات وحصدنا المركز الثاني مكرر قبل التوقف، وحافظنا على قوام الفريق مع تدعيمه بلاعبين أجانب وفق رؤيتنا في النادي ومنهم اللاعب الإيفواري إسماعيل كواكو الذي ذهب للطائي السعودي لكننا كنا الأكثر تضررا بعد ذلك بسبب وقف النشاط.


س: في نفس الإطار اليوم ما الذي بقي في العلاقة بعد هذا النجاح بينك وبين نادي المصنعة؟


إلى الآن علاقتي بنادي المصنعة متواصلة وعميقة مع الإدارة والمدرب واللاعبين، فكما قلت أعتبر نفسي ابن النادي وعند خروجي تركت لهم تقريرا فنيا والمدرب حسين موسى واصل  الطريقة النهج نفسيهما الذي اعتمدناهما دائما، وحتى اللاعبين الأجانب بيرسي ولوكو كنت من المساهمين في انتدابهم وبظروف دائما جيدة في النادي كانوا متألقين، المصنعة كان الحصان الأسود في هذا الموسم وكان يستطيع ضمن الأربعة الكبار. 


س: عندما أسمع هذا الكلام منك كابتن عبدالحليم الوريمي يأتي السؤال إذا لماذا قررت الانتقال إلى السعودية رغم هذا الجو المثالي والنجاح مع المصنعة وحتى أنك كنت تتحضر لتجديد العقد وهل تعتبر تجربة نادي التقدم فاشلة؟
 

بصريح العبارة الانتقال للسعودية كان سببه ماديا بحتا حيث تلقيت عرضا من نادي التقدم السعودي في الدرجة الثانية لكن رغم العائد المادي الكبير والذي يكون محفزا كبيرا لأي مدرب  أشعر بالندم للذهاب هناك وعدم المواصلة مع المصنعة، لكن رغم ذلك تبقى تجربة على قصرها تعلمت منها الكثير ولا أعتبرها فاشلة لأنني وصلت النادي في وقت انتهى فيه الميركاتو ولم تكن لي وجهة نظر في انتداب اللاعبين ووجدت كل شيء حاضرا.

س: عندما نتحدث عن السعودية حتما هناك الاختلاف كبير مع كرة القدم العمانية، برأيك أين يكمن الفارق ولماذا الكرة هناك أخذت في التطور دون توقف في حين مازالت الكرة تعاني للوصول إلى الاحتراف؟


لأكون واضحا في هذا الشأن وكما يقال في المثل الشعبي “المال قوام الأعمال” خاصة في كرة القدم، وهناك الدعم الحكومي كبير مع وجود صندوق خاص بالاستثمار  في الرياضة فالأندية، هناك تتحصل على دعم كبير ومبالغ خرافية من الحكومة وكذلك الشركات الخاصة وأصحاب رؤوس الأموال ورجال الأعمال، وهذا ما تتميز به الكرة السعودية عن العمانية، عدا ذلك فاللاعب العماني أكثر موهبة لكنه عند بلوغ سن معين يذهب للعمل في مجالات أخرى دون التركيز على كرة القدم وهكذا تضيع مواهب كثيرة بسبب عدم الاستقرار المادي.


س: العودة لعمان لماذا وكيف تفسر التجربة الصعبة والقصيرة مع نادي عبري عند العودة للتدريب هنا؟


تركت نادي التقدم وهو في المرتبة الثامنة، وكما قلت سابقا لم يكن لي يد في الانتدابات لذلك كانت الظروف صعبة للغالية وخاطبت رئيس النادي الذي وعد بتغيير بعض اللاعبين، ولكن هناك الإعلام والنقاد لا ينتظرون مع أول خسارة يبدأ الهجوم  والمدرب هو الضحية، ولا أعتبرها فاشلة لأنه بهكذا أجواء لا يمكن أن تقدم أكثر من ذلك.


تجربة عبري أضعها بين النجاح والفشل لأنها مشابهة لتجربة نادي التقدم السعودي أتيت في وقت الميركاتو الشتوي ولم تكن لدي فكرة عن النادي، ولكن مشكلة نادي عبري معلومة للجميع وبعدها عن العاصمة مسقط شكلت مشكلة في التحضير للتدريبات، ودائما ما كنا نتدرب في حدود السبعة لاعبين وفي بعض الأحيان كنا نتدرب من دون حراس مرمى، إذ إن هناك 14 لاعبا خارج عبري في وظائفهم في مسقط، وأحيانا تعجز عن استدعائهم رغم أن الإدارة لم تقصر من جانبها لكن هذا الأمر خارج عن نطاق الجميع.


س: ما الذي يمكن أن تقدمه من نصائح للنادي في ظل هكذا ظروف لم تخدم كرة القدم؟


لا يمكن أن تصعد بفريق وتحقق نتائج جيدة وأنت تتدرب يومين في الأسبوع ودائما بعناصر قليلة جدا، نادي عبري دائما ما كان يبدأ الموسم أولا ثم يتدهور بسبب هكذا ظروف،  وكانت النية أن أعول على أبناء النادي بسبب هذا الأمر حتى أنني كنت أجهز لاعبا ليلتحق بالفريق الأول، ثم ذهب للعمل في الشرطة في حركة مفاجئة، أكرر الإمكانيات موجودة لكن مع انعدام الانضباط. غادرت الفريق وهو في المركز الثالث وقريب من تحقيق الصعود ولا أعتبره فشلا، والدليل على ذلك بعدي حقق الفريق ثلاثة هزائم متتالية ولم يتمكن الصعود.


س: بالحديث عن هذا الأمر وهو جزء من أزمات كرة القدم العمانية الدائمة والسؤال المتكرر كيف يمكن تطوير الكرة هنا  وأيضا دائما توجد مشاكل مع اللاعبين الأجانب ولكن دعنا نبدأ من آخر سؤال ثم ننتقل لرؤيتك لتطوير قطاع الكرة؟


اللاعبون الأجانب مشاكلهم دائما ما تكون متعلقة بالجانب المادي وعملية الاختيار أيضا لها دور،  وأذكر أني ذهبت بنفسي في أحد المرات لدولة كوت ديفوار لمراقبة أحد اللاعبين وأتابع في كامل البلدان الافريقية واختار أيضا مع الوكلاء خصوصا مع اللاعبين الصغار، أتمتى أن تتحول عملية جلب اللاعبين استثمارية بقدوم لاعبين صغار ويتم تطويرهم لتستفيد منهم الأندية على غرار عدة دوريات في العالم أصبحت تمول الكرة بهكذا طريقة ولابد أن تصبر على اللاعب الأجنبي.


بالنسبة لتطوير كرة القدم العمانية أولا لابد من تظافر جهود الجميع في الدولة بما فيها الشرطة ووزارة الدفاع وموضوع تفريغ اللاعبين، وأنا حاليا أملك مشروعا على المدى القصير والطويل لتطوير كرة القدم العمانية حصيلة 12 سنة من العمل هنا وأضعه بين يدي الجميع من الاتحاد الاتحاد العماني ووزارة الثقافة والرياضة والشباب إلى كل العاملين في الشأن الرياضي ومستعد لشرحه للجميع ووضعه أمام وسائل الإعلام للتعرف عليه.


س: في الختام المدرب عبدالحليم الوريمي كيف يرى تأثير المدرسة التونسية في التدريب على الكرة الخليجية وما هي العروض التي تنتظرك للبدء من جديد؟


المدرب التونسي يملك صيتا كبيرا وأينما حل حقق نجاحا كبيرا في الكويت والإمارات وقطر وحتى في السعودية، مثال على ذلك في السعودية غالبية الأندية التي تصعد من بقية الدرجات تجد وراءها مدربون تونسيون، وفي تونس نملك تكوينا ممتازا ويكون شبيه بتكوين المدرب الفرنسي.


بالنسبة للعروض كنت أملك عرضا من أحد الأندية الكبيرة في عمان لكن لم يتم الأمر في النهاية لجأوا للمدرب الوطني، وتوجد عروض أخرى في السلطنة والإمارات وأيضا من تونس ولكن أريد هذه المرة التروي في اختيار الوجهة القادمة التي تتوفر فيها سبل النجاح التي حققتها سابقا مع نادي المصنعة، وأنا على يقين أنني قادر على إعادة التجربة مع أندية أخرى بنفس النجاح وأكثر.

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى