صرخة!!

كتب- سالم ربيع الغيلاني

هل حقًا أننا بلغنا هذا المستوى من التردي والعشوائية في قطاعنا الرياضي؟ هل هذًا حقًا يحدث هنا على مرأى ومسمع الجميع؟ رئيس اتحاد يتهجم على أحد أعضاء مجلس إدارته في مشهد غير مسبوق بكل تاريخنا الرياضي، ورئيس آخر يتغنى بإنجاز في بطولة هامشية لمجرد أنَّ فريقه تقلد إحدى الميداليات، وتجاهل أنه كان آخر الواصلين لخط النهاية في ذلك السباق الذي اشترك فيه ثلاثة فرق فقط!

منتخبات تلعب أمام فرق وهمية وتحتفل بنتائجها الكبيرة ضدها، ثم حين تعود لخوض غمار المواجهات الرسمية تصبح ممر عبور آمنا لفرقها، وأندية تجمد أنشطتها، وأخرى تنسحب من مسابقات طالما كانت جزءا أصيلا في معتركاتها! واتحاد أكمل رئيسه أكثر من ربع قرن في واجهة الرياضة ومازال إلى الآن يعدُّ تحقيق الأرقام الشخصية مناسبة للاحتفاء، ورص “المانشيتات” العريضة في الصحف.

فماذا يحدث؟ وأين تتجه بوصلة رياضتنا التي، وكما يبدو أنها تعاني من عاهات وتشوهات حادة على مستوى بنيتها الإدارية والفنية؟، وهل حقًا اتحاداتنا المختلفة أصبحت مجرد منافذ للمناصب الدولية والوجاهة الاجتماعية والرحلات مدفوعة الثمن؟، في السابق عندما كان الحديث يدور حول استفادة بعض أعضاء مجالس الاتحادات والعاملين فيها من الامتيازات التي توفرها مناصبهم، كان هناك حديث آخر يدور عن استفادة تلك الاتحادات من جهود هؤلاء في عملية التطوير وإحداث التغيير والسعي لتحقيق بعض المكاسب للرياضة العمانية، أما الآن وأمام غبار الفوضى الذي يخيم على الأرجاء كافة بتنا عاجزين عن القول، وعن الصمت، وعاجزين عن فعل أي شيء.

الحراك والصخب، الوحيدان اللذان شهدتهما رياضتنا خلال الأعوام المنصرمة كانا في فترة الانتخابات، التي استنفدت مخزونا هائلا من طاقة غالبية رؤساء اتحاداتنا الأجلاء وزملائهم في مجالس الإدارات حسبما يبدو؛ فما عاد لديهم القدرة على بذل مزيد من الجهد خصوصًا على قضايا ومشاكل خلفها سابقوهم أو التعامل مع تلك التي أوجدتها طبيعة المرحلة، فتركوا الأمر للواحد الأحد ليصرفها كيفما شاء، والتفتوا للخارج حيث ينتظرهم صراع جديد للفوز بمناصب إقليمية وقارية ودولية!

هل حقًا أن القائمين على قطاعاتنا المختلفة يرغبون في رياضة مزدهرة تنعم بالاستقرار والقدرة على التماهي مع المتغيرات العالمية والاستفادة من الفرص التي تلوح بين الفينة والأخرى لهذا القطاع الحيوي؟ بكل أسف وحرقة، ما يحدث على أرض الواقع يقول بوضوحٍ لا تشوبه شائبة لا، إنهم لا يرغبون بذلك؛ لأنه وبكل بساطة لو كانت لديهم الرغبة في انتشال رياضتنا من الهوة التي تتخبط فيها منذ عشرات السنين لما سمحوا أن يديرها أشخاص أقل ما يمكن أن يقال عنهم إنهم غير أكفاء، ولسنوا قوانين تحقق هذا المأرب.

ما يحدث في رياضتنا حقًا محزن ومحبط، وفي العديد من المناسبات مخجل، فلسان حال جمهورنا الرياضي الذي أصبح يعيش في جحيم انتظار الفرج وعودة روح رياضتنا التي ألقيت في غيابت الجب منذ سنين، يردد صارخًا “فصبر جميل والله المستعان على ما تصفون”.

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى