
(د ب أ)-توووفه
قبل 38 عاما ، شهد استاد “لوجنيكي” العريق في العاصمة الروسية موسكو السباق الرهيب بين ستيف أوفيت وسيباستيان كو ضمن منافسات ألعاب القوة بدورة الألعاب الأولمبية (موسكو 1980) .
كما أستضاف هذا الاستاد فريق “رولينج ستونز” لموسيقى الروك والمغني العالمي الشهير الراحل مايكل جاكسون خلال التسعينيات من القرن الماضي كما شهد العداء الجامايكي الأسطورة أوسين بولت في 2013 .
وبعد عمليات تحديث وتطوير تكلفت 405 ملايين دولار أمريكي ، سيكون هذا الاستاد جاهزا لاستضافة المباراة النهائية لبطولة كأس العالم 2018 بروسيا وذلك في 15 يوليو المقبل.
ويجتذب هذا الاستاد اهتمام العالم كله في منتصف يوليو المقبل حيث ينتظر أن تهتز المدرجات مع كل هدف في هذه المباراة النهائية مثلما ستهز هذه الأهداف الزعيم السوفيتي الراحل فلاديمير إيليتش أوليانوف (لينين) الذي يشتهر بأنه أبو الثورة الروسية حيث يقع تمثاله على بعد أمتار قليلة من الاستاد. ويبلغ طول هذا التمثال عدة أمتار وتظهر فيه ملامح لينن الصارمة.
وقاد لينن الثورة البلشفية في 1917 وأصبح رمزا عالميا للشيوعية. ويقف تمثاله شاهدا على هذا الاستاد العريق الذي يستضيف المباراتين الافتتاحية والنهائية للمونديال الروسي الذي تكلف مبالغ طائلة.
وشيد هذا الاستاد في 1956 وأطلق عليه في البداية اسم “استاد لينين المركزي” لكن الاستاد سيمتلئ لآن بملصقات دعاية لشركات كوكاكولا وفيزا وماكدونالدز بصفتها الشركات الراعية لماكينة صناعة المال الملقبة بالفيفا.
وعندما شيد هذا الاستاد ، كانت روسيا قائدة لاتحاد الجمهوريات السوفيتية السابق وكان ذلك عقب وفاة الزعيم السوفيتي جوزيف ستالين.
وكانت أبرز لحظات هذا الاستاد عندما استضاف فعاليات أولمبياد 1980 . وبعدها بعامين فقط ، شهد الاستاد مأساة حقيقية ضخمة حيث لقي نحو 350 شخصا حتفهم في 20 تشرين أول/أكتوبر 1982 نتيجة تدافع الجماهير خلال مباراة في كأس الاتحاد الأوروبي (الدوري الأوروبي حاليا) .
وذكرت مصادر سوفيتية رسمية أن عدد الوفيات يقتصر على 66 شخصا فحسب.
واستضاف هذا الاستاد فيما بعد المباراة النهائية لدوري أبطال أوروبا لكرة القدم في 2008 كما استضاف فعاليات بطولة العالم لألعاب القوى في 2013 .
والآن ، لم يعد من هذا الاستاد القديم سوى الواجهة والأعمدة فيما سيكون كل شيء فيه حديثا وجديدا بعد عملية التطوير الشاملة التي أجريت له في السنوات الأخيرة استعدادا للمونديال الروسي.
وقال مراد أحمدييف المهنس المعماري المسؤول عن عملية التطوير : “الهيئكل التاريخي للاستاد أدى لتقييد خياراتنا فيما يتعلق بالارتفاع والعرض. احتجنا للاستعانة ببعض الرافعات من أجل تمرير المواد أعلى الواجهة”.
وجرى تنظيف الواجهة وترميم الأعمدة. وقال أحمدييف : “ولكن كل شيء خلف البوابات سيكون جديدا تماما”.
وبعيدا عن الملامح الخارجية للبناء ، يسطع كل شيء بالداخل. وعلى سبيل المثال ، يبدو المدخل الجنوبي للاستاد مثل بهو أحد الفنادق الفخمة. هناك الكثير من التركيبات الزجاجية والأضواء ومساحات شاسعة مفتوحة. كما توجد درجات سلم واسعة وحلزونية تسير لعدة طوابق حتى منطقة كبار الشخصيات .
ومن المدرجات ، يمكن للمشجعين أن يروا الملعب بدون المضمار الأولمبي الذي أزيل تماما خلال عملية التطوير من أجل تقليص المساحة بين المدرجات والملعب. كما تم تغيير عشب الملعب.
وأوضح أحمدييف : “حفرنا مترين أسفل مستوى سطح الأرض وملأنا هذه المساحة بطبقات عديدة من الرمال والحصى”. ويوجد بالاستاد نظام صرف متكامل ممتاز.
وأوضح أحمدييف : “حتى إذا تعرضنا لأمطار استوائية ، لن نرى بركة مياه واحدة في الملعب. أعد بهذا”.
ومن خلال التحديثات والتطويرات التي خضع لها الاستاد مؤخرا ، والتي شارك فيها 1500 عامل ، جرى زيادة سعة المدرجات إلى 80 ألف مقعد.
وتبلغ المساحة الإجمالية لمجمع لوجنيكي الرياضي 221 ألف كيلومتر مربع. وتعني كلمة “لوجنيكي” في اللغة الروسية “المروج” حيث شيد الاستاد على المروج الواقعة على ضفاف نهر موسكو.
وبخلاف المباراتين الافتتاحية والنهائية ، سيستضيف استاد لوجنيكي ثلاث من مباريات الدور الأول (دور المجموعات) وإحدى مباريات دور الثمانية ووإحد مباراتي المربع الذهبي.
وخلال فعاليات البطولة ، ينتظر أن يبلغ إجمالي عدد المشجعين الذين يحضرون المباريات في هذا الاستاد أكثر من نصف مليون مشجع.
كما ينتظر أن يلتقط الآلاف منهم الصور التذكارية مع تمثال لينين رمز الثورة الروسية والذي يقف حارسا على الاحتفال الكروي الكبير.