
(د ب أ) – توووفه
قبل أربع سنوات كان رمزا لألمانيا التي كانت تستعد آنذاك للذهاب إلى البرازيل للبحث عن التتويج باللقب العالمي الرابع لها، هذا هو اللاعب المخضرم باستيان شفاينشتايجر.
واليوم وبينما يستعد زملاؤه القدامى للدفاع عن اللقب في مونديال روسيا 2018، يتجول شفاينشتايجر بأريحية في شوارع مدينة شيكاغو الأمريكية وهو يدفع أمامه عربة أطفال تحمل نجله الوحيد.
وهذه هي المرة الأولى منذ تولي يواخيم لوف المسؤولية الفنية للمنتخب الألماني، التي يغيب فيها شفاينشتايجر عن معسكر منتخب “المانشافت” في بولسانو بإيطاليا والذي يسبق دائما البطولات الكبرى سواء أمم أوروبا أو كأس العالم.
وعلى النقيض، سيكون زميله القديم فيليب لام، الذي رافقه طوال مسيرته في الكرة الأوروبية، متواجدا في مونديال روسيا 2018 كأحد أعضاء الجهاز الفني للمنتخب الألماني.
واختار شفاينشتايجر أن ينهي مسيرته الدولية مع ألمانيا بعد الظهور المخيب للآمال للأخيرة في كأس أمم أوروبا 2016، لينهي بذلك التكهنات حول مشاركته في المونديال للمرة الرابعة في تاريخه.
وقال شفاينشتايجر عقب قرار الاعتزال: “كان يجب علي أن أكون صادقا مع نفسي”.
وخاض النجم الألماني 12 مباراة دولية من بينها نهائي مونديال 2014 الذي خاضته ألمانيا أمام الارجنتين ، وفازت به 1 / صفر في الوقت الإضافي.
وأنهى شفاينشتايجر تلك المباراة منهكا و مخضبا بالدماء بسبب القطع، الذي أصيب به في الوجه على إثر الضربة التي تلقاها من مهاجم الأرجنتين سيرخيو أجويرو في مشهد لن تنساه الجماهير الألمانية.
وكان لاعب الوسط المخضرم الأفضل من بين زملائه إزاء تنفيذ تعليمات مدربه والأكثر إدراكا لكلمات لوف في غرفة خلع الملابس قبل المباراة عندما قال: “اليوم عليكم أن تقدموا ما لم تقدموه طوال مسيرتكم، وبذلك ستحصدون ما لم تحصدوه، أي أنكم ستحصلون على هذا الكأس”.
وبعد أن ابتعد عن التشكيلة الأساسية لمانشستر يونايتد وترك اللعب مع المنتخب الألماني، اختار شفاينشتايجر مدينة شيكاغو الأمريكية لإنهاء مسيرته الكروية فيها.
وقال اللاعب الألماني لدى وصوله لأمريكا: “كنت أرغب في التعرف على الدوري الأمريكي لكرة القدم”.
وعقب مرور عامين على ذلك القرار ، يبدو أن لاعب بايرن ميونخ السابق تأقلم على العيش في شيكاغو بشكل رائع، فهو يقدم مستوى جيدا، ويعد قميصه الذي يحمل الرقم 31 في نادي شيكاغو فاير هو الأكثر مبيعا في الدوري الأمريكي، كما يتجاوز راتبه السنوي مبلغ الستة ملايين دولار.
وقال فيلجكو باونوفيتش، المدير الفني لشيكاغو فاير، متحدثا عن شفاينشتايجر: “قيمته وقدرته على اللعب في مراكز مختلفة في فريقنا شيء لا يقدر بثمن، إنه لاعب متكامل داخل وخارج الملعب، وهذا أمر له قيمته الكبيرة”.
وعلى الجانب الاجتماعي، يبدو أيضا أن النجم الألماني يتمتع بحالة من الاستقرار العائلي، فقد اعتادت زوجته، لاعبة التنس السابقة آنا ايفانوفيتش، نشر صور نشاطات الأسرة على مواقع التواصل الاجتماعي المختلفة.
ورزق الزوجان شفاينشتايجر وايفانوفيتش بمولودهما الأول لوكا في مارس الماضي.
وقال شفاينشتايجر متحدثا عن شيكاغو، المدينة التي يحظى فيها بخصوصية قد لا يجدها في أي مكان آخر في العالم: “لقد كونت العديد من الصداقات في المدينة”.
ويبتعد “القائد العاطفي” لألمانيا، وهو وصف طالما أطلقه عليه لوف طوال عدة سنوات، بمسافة سبعة ألاف كيلو متر عن مقاطعة بولسانو الإيطالية التي يستعد فيها زملاؤه للدفاع عن لقب المونديال، بيد أنه لا يشك على الإطلاق في قدرتهم على تحقيق الإنجاز مرة أخرى، حتى مع غيابه عن صفوف الفريق.
واختتم النجم السابق للمنتخب الألماني قائلا: “بالطبع من الممكن الفوز باللقب في روسيا”.