حسن الذوادي: المونديال احتفى بالإنسانية ونجح في تبديد التصورات المغلوطة عن قطر والمنطقة
توووفه – الدوحة
شاركت اللجنة العليا للمشاريع والإرث في فعاليات منتدى الأمن العالمي بالدوحة التي تواصلت على مدى ثلاثة أيام، حيث استعرضت تجربة قطر المتميزة في استضافة بطولة كأس العالم، والتي أسهمت في تبديد الصورة النمطية عن الدولة المستضيفة والمنطقة العربية.
وقال سعادة السيد حسن الذوادي، الأمين العام للجنة العليا للمشاريع والإرث، إن بطولة كأس العالم FIFA قطر 2022™ شكّلت منصة جمعت المشجعين من كل مكان، وأبرزت الأثر الفاعل للأحداث الرياضية الكبرى في تعزيز التواصل بين مختلف الثقافات، وتغيير المفاهيم المغلوطة عن الآخرين، واحترام الفوارق بين المجتمعات.
وأضاف الذوادي خلال مشاركته في جلسة نقاشية ضمن فعاليات المنتدى: “بعد أن واصلنا العمل على مدى 13 عاماً تحضيراً لاستضافة المونديال؛ نفخر بالاستفادة من هذه الفرصة من خلال نهج مبتكر أتاح لنا إلقاء الضوء على أفضل ما لدينا، والأثر الإيجابي للبطولة على الأفراد والمجتمعات في قطر والمنطقة، ونجحنا في الوقت ذاته في تقديم عمليات تشغيلية استثنائية، وتنظيم أفضل نسخة في تاريخ كأس العالم.”
وتابع الأمين العام للجنة العليا: “شهدت قطر البطولة الأكثر تقارباً في المسافات، حيث تواجد اللاعبون والمشجعون ضمن نطاق جغرافي محدود، كما حققت البطولة عدداً من الأرقام القياسية منها تسجيل أكبر عدد من الأهداف في تاريخ بطولات كأس العالم، كما تابع الجمهور في أنحاء العالم مباريات مثيرة طوال مراحل المنافسات، وقد وصلت منتخبات من جميع الاتحادات القارية إلى دور الستة عشر، وشاهدنا جميعاً أفضل مباراة نهائية على الإطلاق، وأتيحت الفرصة أمام المشجعين لحضور أكثر من مباراة في يوم واحد، ولا أعتقد أن العالم سيشهد بطولة بهذا المستوى في المستقبل، فقد كانت تجربة العمر بالنسبة للكثيرين من أنحاء العالم.”
وتطرق الذوادي للحديث عن مستوى السلامة والأمن طوال أيام البطولة التي لم تشهد أية حوادث منذ اليوم الأول حتى تتويج منتخب الأرجنتين بالكأس الذهبية في استاد لوسيل، وقال: “أثيرت العديد من التساؤلات خلال مرحلة الإعداد للبطولة حول المشجعين وأعمال الشغب المحتملة والتعامل مع المخربين من الجمهور، وكان الجانب الأهم بالنسبة لنا كمنظمين هو تجنب وقوع أحداث من شأنها التأثير على الحدث، وذلك من خلال تحديد مثيري الشغب، والعمل على كيفية إدارة المواقف المحتملة ومعالجتها، بهدف ضمان استمتاع المشجعين بتجربة ممتعة دون إرباك المشهد بتواجد أمني كبير.”
وأضاف: “لا يسعني إلا الإشادة بما جرى إنجازه في استضافة هذه البطولة، وقد حصلنا على العديد من الدروس المستفادة، ونعمل الآن على نقل تجربتنا إلى الدول التي تتطلع لتنظيم أحداث رياضية كبرى في المستقبل، من خلال مناقشة التجربة، ودراسة إمكانية تطبيقها.”
وأكد الذوادي أن نجاح مونديال قطر 2022، باعتباره أول نسخة من المونديال تقام على أرض عربية، يؤكد على التأثير الهائل للعبة الأكثر شعبية في العالم، وقال: “لقد جمعنا الناس معاً وخلقنا فرصاً للاحتفال دون خوف من الناحية الأمنية، فقد كان المشجعون يدخلون الاستادات يدعم كل منهم منتخباً مختلفاً، ويخرجون من المدرجات للاحتفال معاً بغض النظر عن نتيجة المباراة، فمثلاً بعد فوز السعودية على الأرجنتين، رأينا مشجعي الفريقين يحتفلون معاً، فقد حدث تواصل مباشر بين الناس وهذه الأمور التي قد تبدو بسيطة تبني نقاط اتصال، وتصنع المعجزات لتحطيم الصور النمطية، وتعزيز الاحترام المتبادل بين الجميع من خلفيات متنوعة، وهذه بلا شك بذور مثمرة نحتاج إلى مواصلة رعايتها.”
وقال الأمين العام للجنة العليا إن المونديال نجح في توحيد العالم العربي بشكل لم يسبق له مثيل، وتابع:” لقد ألقت البطولة الضوء على قيم الكرم والضيافة وسط أجواء كرنفالية في احتفالية عمت أرجاء البلاد. لقد حطم المونديال الكثير من التصورات الخاطئة، وشهدنا النسخة الأكثر شمولية على الإطلاق، وشارك في منافساتها أربعة منتخبات عربية كأنهم يلعبون على أرضهم. كان هناك شعور بالوحدة العربية والفخر، شعرت الشعوب العربية بأن هناك من يمثلها، واستطعنا إثبات قدرة البلدان العربية على تنظيم حدث عالمي وفق أعلى مستوى وبكل أمان. احتفلنا معاً، وكونّا صداقات جديدة، وخرجنا بصورة إيجابية للغاية، لقد كان احتفالاً بالإنسانية.”
وتوقّع الذوادي مواصلة قطر رحلتها في استضافة الفعاليات الرياضية في المستقبل، وقال: “لدينا الآن ثروة هائلة من الخبرات يمكننا الاستفادة منها، ومن المقرر أن تستضيف قطر بطولة كأس آسيا أوائل العام المقبل، ودورة الألعاب الآسيوية في عام 2030، ولطالما شكّلت استضافة البطولات الرياضية الكبرى جانباً أساسياً من رؤية بلادنا، إدراكاً منها لما تمتلكه هذه الأحداث من قدرة على إحداث تغييرات إيجابية في حياة الأفراد والمجتمعات.”
يشار إلى أن منتدى الأمن العالمي 2023، الذي أقيمت فعالياته تحت شعار “إعادة رسم ملامح النظام العالمي: النزاعات والأزمات والتعاون”، ناقش العديد من المواضيع والقضايا الراهنة من بينها أزمة الطاقة العالمية، وتعزيز الاقتصادات المستدامة، وتنافس القوى العظمى، والحرب في أوكرانيا، ومكافحة الإرهاب الدولي.
وشهد المنتدى، الذي نظمه مركز صوفان وأكاديمية قطر الدولية للدراسات الأمنية، مشاركة شبكة دولية من كبار المسؤولين والخبراء، من بينهم وزراء ورؤساء لأجهزة أمنية، وخبراء بارزين وأكاديميين وصحفيين، إضافة إلى الآلاف من الحضور.