افتتاح المونديال يختبر التجربة السعودية بالدوري الإسباني

 

من المعروف في عالم كرة القدم أن أي منتخب يضم بين صفوفه لاعبين ينشطون خارج بلاده ويمتلكون الخبرة الاحترافية في بلدان أخرى يمكنه أن يقدم مستويات أفضل من المنتخبات التي تعتمد على المحترفين بالدوري المحلي فقط.

والآن ، يستطيع المنتخب السعودي لكرة القدم اختبار هذه النظرية عندما يخوض فعاليات بطولة كأس العالم 2018 بروسيا بعد مرور نحو أربعة شهور على انتقال تسعة من اللاعبين السعوديين للعب في عدد من أندية الدرجتين الأولى والثانية بإسبانيا.

ويمثل انتقال اللاعبين من خلال الاتفاقية التي أبرمتها الهيئة العامة للرياضة السعودية مع الأندية الإسبانية خطوة من الهيئة والاتحاد السعودي لكرة القدم على طريق إزالة معوقات أمام الاحتراف الخارجي لنجوم الكرة السعودية ومن ثم تعزيز قوة وخبرة المنتخب السعودي في المستقبل.

وكانت الأندية الإسبانية تلقت دعوة لمشاهدة المنتخب السعودي في مباراتيه الوديتين بالبرتغال في أكتوبر الماضي.

ورفض ناديا ريال مدريد وبرشلونة الدخول في الاتفاقية فيما أكد 16 من الأندية العشرين في دوري الدرجة الأولى بإسبانيا اهتمامهم.

كما سافر عدد من الكشافين الإسبان إلى العاصمة السعودية الرياض لمشاهدة عدد من مباريات الدوري السعودي للمحترفين.

وأسفرت هذه الخطوات عن انتقال تسعة لاعبين من السعودية في يناير الماضي للعب في إسبانيا.

وكان أبرز هؤلاء اللاعبين ثلاثة من النجوم البارزين في المنتخب السعودي وهم فهد المولد صاحب الهدف الحاسم في تأهل المنتخب السعودي للمونديال الروسي.

وانتقل المولد إلى ليفانتي الإسباني فيما انتقل زميلاه في المنتخب السعودي سالم الدوسري ويحيى الشهري إلى فياريال وليجانيس على الترتيب.

وبذلت هذه الأندية جهدا هائلا في الترحيب باللاعبين السعوديين رغم الخطأ الذي وقع فيه سبورتنج خيخون أحد أندية دوري الدرجة الثانية عندما نشر رسالة على مواقع التواصل الاجتماعي يرحب فيها باللاعب عبد الله الحمدان لكنه أخطأ في اسم النادي السعودي الذي ينتمي إليه اللاعب.

واستقبل المشجعون هذه الخطوة بحماس شديد وفضول هائل لمعرفة ما ستسفر عنه من تأثير على مستوى المنتخب السعودي في المونديال الروسي.

ولم تتحمل الأندية الإسبانية أي أعباء مالية نتيجة هذه الاتفاقية حيث تحمل الجانب السعودي المستحقات المالية للاعبين نظير ما سيحصلون عليه من خبرة في هذه التجربة.

ورغم عدم حصول اللاعبين على فرصة المشاركة مع أنديتهم الإسبانية في المباريات ، نال اللاعبون الفرصة للتعايش مع الأجواء الاحترافية في هذه الأندية.

وينتظر أن يكون المونديال فرصة لاختبار الخبرة التي نالها اللاعبون من هذه التجربة غير المسبوقة للاعبين السعوديين.

ويخوض المنتخب السعودي فعاليات الدور الأول في المونديال الروسي ضمن المجموعة الأولى التي تضم معه منتخبات روسيا وأوروجواي ومصر.

وستكون الفرصة الأولى لاختبار هذه التجربة مع ضربة البداية في المونديال الروسي حيث يخوض المنتخب السعودي المباراة الافتتاحية للبطولة أمام نظيره الروسي صاحب الأرض.

والحقيقة أن إرسال بعض اللاعبين إلى الخارج في إطار برنامج لاكتساب الخبرة ليس قاصرا على المنتخب السعودي الذي يعود للظهور في المونديال بعد غياب عن النسختين الماضيتين للبطولة العالمية في 2010 بجنوب أفريقيا و2014 بالبرازيل.

وكانت قطر ، التي تستضيف فعاليات كأس العالم 2022 ، خاضت هذه التجربة من خلال إرسال لاعبيها في سن مبكرة إلى عدد من الأندية الأوروبية من أجل إكسابهم الخبرة استعدادا لمونديال 2022 علما بأن المنتخب القطري لم يتأهل لبطولة كأس العالم 2018 بروسيا.

وعلى المدى الطويل ، يعتزم بعض المدربون الإسبان افتتاح أكاديمية لكرة القدم في مدينة جدة السعودية.

وقد تصبح هذه التجارب فرصة أيضا أمام الأندية الإسبانية بمختلف أحجامها وفئاتها للفوز بفرص تسويقية جديدة وكبيرة من خلال دخول السوق السعودي.

وقال فيرناندو سانث اللاعب السابق لريال مدريد وملقة ، والذي يتابع الكرة في منطقتي الشرق الأوسط وشمال أفريقيا لصالح الدوري الإسباني ، : “بالنسبة لأندية مثل ليجانيس وليفانتي ، التي لا تحظى بشهرة كبيرة حول العالم ، ستكون الفرصة سانحة أمامها لدخول سوق كبير مثل السوق السعودي”.


توووفه

( د ب أ )

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى