
توووفه- ترياء البنا
أعلن الاتحاد العماني لكرة القدم عن عودة دوري تحت 17 سنة، وهو ما يفتح باب التساؤلات فيما يخص منتخبات المراحل السنية، خاصة بعد سلسلة الإخفاقات المنتالية لمنتخباتنا على مستوى المشاركات الخارجية والتي جاءت جميعها سلبية.
توووفه التقت الكابتن هلال العوفي، والذي عبر بداية عن رأيه في توقيت قرار الاتحاد بإطلاق دوري تحت 17 سنة، وهل تأخر في ذلك؟، فأجاب: طبعا كما هو معروف بالنسبة لدوري المراحل السنية، كان متواجدا منذ فترات طويلة وليس من الآن، في نهاية الثمانينات وبداية التسعينات كان هناك دوري للمراحل السنية، دوري الناشئين، تحت 15 سنة سابقا ومن ثم تم تعديله ليكون تحت 16 سنة، بالنسبة للدوري الذي أطلقه الاتحاد حاليا هو دوري تحت 17 سنة، وهو نفسه دوري 16 سنة، ولكن تم تغيير المسمى فقط، فهو ليس ميلادا جديدا وإنما تغيير فقط في المسمى أو في العمر، وذلك لمواكبة مسمى مسابقة الاتحاد الآسيوي، في 2020 /2021 كانت هناك بطولتان أو ثلاث للمراحل السنية، بطولة 16 سنة وأيضا تحت 19 سنة وأيضا هناك الأولمبي تحت 23 سنة، الآن الاتحاد الآسيوي قام بتغيير بطولة الناشئين لتصبح تحت 17 سنة، لكي تتوافق مع كأس العالم التي تكون تحت 17، أيضا بالنسبة لبطولة الشباب بطولة الشباب كانت أيضا تحت 19 تم تغيير مسماها إلى تحت 20 سنة، الدوري كان موجودا منذ سنوات طويلة، للأسف الاتحاد العماني يسير المسابقات فقط وفق مسابقات الآسيوي، بعض الدول لديها ربما سبعة أو ثمانية منتخبات تحت المنتخب الأول، وبالطبع الاتحاد تأخر في إعادة المسابقة.

وحول كيفية خدمة المسابقة للأندية واللاعبين والمنتخبات، أوضح: بشكل عام وأشمل مسابقات الفئات العمرية تحت 17 أو تحت 20 أو 23 أو أي ما، هي داعم كبير للأندية والمنتخبات الوطنية، فيجب أن تكون هناك رؤى واستراتيجيات واضحة لتطوير المراحل السنية لأن أساس تطوير المنتخبات يعتمد على الأندية في المقام الأول، وكذلك نوعية المسابقات التي ينظمها الاتحاد، فكلما كان عدد المسابقات أكثر ومتنوعة للفئات العمرية سواء نتكلم حتى من تحت 14، 12، 16، 15، إلى آخره، كلها تمثل رافدا كبيرا، أولا للأندية لأن العمر التدريبي للاعب راح يزداد، وهو ما يزيد العمر التدريبي للمنتخبات الوطنية كلما كانت مسابقات الفئات السنية أكثر وفي أعمار اقل كلما كانت الفترة الزمنيه بالنسبة للعمر التدريبي للاعب يكون كبيرة، أيضا بالنسبة للاعب تساهم في اكتسابه كثيرا من الخبرات، على الجانب المهاري وأيضا النفسي، وكذلك التي تخص الجانب التنافسي، من خلال تعويد اللاعب على الجانب التنافسي، وهي مهمة في صقل اللاعب، فيما يخص شخصيته اولجوانب المهارية والتكتيكية، كلما كانت في عمر أقل كانت أجدى وأفضل، فلذلك مسابقات المراحل السنية يجب أن تكون على خطط واضحة مبنية على استراتيجية واضحة بالنسبة للتطوير، فمن المؤكد أن الأندية والمسابقات هي العمود الفقري والقاعدة الأساسية لبناء منتخبات قوية منافسة على المستويين الإقليمي والآسيوي، بالإضافة إلى إخراج أو اكتشاف المواهب في فئة عمرية صغيرة من خلال هذه المسابقات، كل هذا العمل بالنسبة للمراحل السنيه باستراتيجية واضحة وصولا إلى الفريق الأول، فيتكون لدى اللاعبين حصيلة كبيرة من المباريات والتدريبات والخبرات في جميع الأمور الشخصية والمهارية والتكتيكية، وهو ما يساعد على إخراج لاعب يمثل إضافة كبيرة على مستوى المنتخب الأول.
وبسؤاله عما إذا كان يكفي إطلاق مسابقة تحت 17 سنة أم نحتاج إلى فئة أقل؟، : لدينا حاليا دوري تحت 17 سنة، ودوري تحت 20 سنة، وفي السابق دوري تحت 23 وهو الأولمبي ولكن تم إلغاؤه خلال السنوات الماضية، من المؤكد أن هذا غير كاف لهذه الفئة فيفضل أن يكون هناك على أقل تقدير أربعة دوريات، طبعا حسب الظروف المادية وظروف الأندية، ولكنه مهم من أجل الاستمرارية في العمل واستمرار اللاعب في التدريب.
وأكد: أفضل أن تبدأ مسابقات الفئات العمرية من تحت 15 سنة لأن مشاركاتنا القارية عن طريق الاتحاد الآسيوي تحت 17 سنة، فيفضل أن يكون العمل مسبقا بسنتين، لاكتشاف اللاعبين الموهوبين في سن مبكرة وصقلهم وتنمية مهاراتهم وتطويرهم من جميع الجوانب لضمان مشاركة جيدة على المستوى الآسيوي، بحيث يكون لدى اللاعب رصيد من المباريات من خلال هذه المسابقة لمدة سنتين، ومن ثم أيضا الفئة التالية سنتين، فيمتلك رصيدا من المباريات يؤهله للظهور بشكل جيد.
وأردف: دوري 15 سنة مهم جدا ومطلب رئيسي حاليا ويفضل أن يتواكب مع المنتخبات الوطنية، فيكون لدينا منتخب تحت 15 سنة، والذي سيكون النواة الأساسية لمنتخب تحت 17 سنة بعد سنتين، مع جهاز فني مستقل وبطولات يشارك فيها.
وواصل: أغلب المنتخبات القريبة سواء الخليجية أو الآسيوية تعمل من فترة عمرية صغيرة، ولكن أعتقد أن 15 سنة جيد كدوري، لا أقول تحت 12 سنة لأن الإمكانيات المادية لا تسمح، وكذلك تباعد المسافات بين المناطق والمحافظات وهذا الشيء صعب.
وأكد: دوري تحت 15 سنة مطلب وأيضا بالنسبة تحت 17 سنة بالإضافة إلى دوري تحت 20، وأفضل أيضا عودة دوري تحت 23 سنة لعدة اعتبارات؛ كثير من لاعبي المنتخب الأولمبي حاليا يفتقدون فرصة اللعب في الفريق الأول، وبسؤاله حول إمكانية إلزام الاتحاد الأندية بمشاركة عدد محدد من الفئات السنية في الفريق الأول، أجاب: أنا ضد إلزام الأندية بإشراك عمر معين بالفريق الأول، أؤمن بأن اللاعب المميز هو من يفرض نفسه، وأعتقد أن اللاعب تحت 20 أو 21 الذي يلعب في المنتخبات يمكن أن يفرض نفسه على مستوى الفريق الأول، وإذا أردنا معالجة الأمر فعلينا على الأقل إعادة دوري تحت 23 سنة بحيث يكون دوري رديف، كما هو معمول به في كثير من الدول، مثل قطر والسعودية وحتى اليابان، دوري الرديف موجود في كثير من المنتخبات، ويجب أن يكون متوازيا مع دوري عمانتل 14 ناديا، بحيث إذا لعب الفريق الأول اليوم، يلعب الرديف في اليوم التالي لمنح الفرصة للاعبين الذين لم يشاركوا.
وتابع: المسابقات أيضا يجب ان تتطور ويزداد عددها ليزداد عدد المباريات، ما نراه الآن أن عدد المباريات قليل، بعض الأندية قد تلعب فقط 12 مباراة خلال موسم واحد وهذا غير كاف أبدا للاعب في تلك السن، علينا أيضا استحداث مسابقات في نفس الفئة العمرية، مثلا تحت 17 سنة من الممكن تواجد دوري على مستوى المحافظات، وكذلك كأس، فزيادة عدد المسابقات وتطويرها مهم جدا، ومثلما ذكرت المطلب الرئيسي الآن 4 فئات 15، 17، 20، 23.
وحول ما إذا كانت المعاناة الأساسية لمنتخبات المراحل السنية بسبب قصر العمر التدريبي للاعبين: بالطبع، العمر التدريبي شيء أكيد ومؤكد، للأسف الشديد في المنتخبات السنية نبدأ متأخرين نوعا ما، حتى نبدأ متأخرا تحت 17 سنة، نتأخر كثيرا في إعداد المنتخبات الوطنية، على سبيل المثال كانت التصفيات الآسيوية للناشئين في سبتمبر 2022، وبالعودة 6 أشهر قبل، وليكن في فبراير لم يكن لدينا منتخب، غير مولود.
وأوضح: حين نتحدث عن العمر التدريبي للمنتخبات، على سبيل المثال اليوم اليابان، لديها منتخبات تبدأ من 12 سنة 14 سنة 16 سنة، فاللاعب يمتلك أربع سنوات تدريب، لاعبونا لا يمتلكون سوى خمسة أو ستة أشهر، فالفارق كبير في عدد المباريات والحصص التدريبية، وبالتالي يكون الفارق كبيرا في المستوى، التطوير في كرة القدم يعتمد على اللاعب فإذا كان اللاعب جيدا ومبنيا على أساس وقاعدة سليمة يعطيك الإنتاجية المطلوبة، المشكله أننا نقارن لاعبينا ونظرائهم في المنتخبات الأخرى خلال 90 دقيقة وهذا ظلم شديد للاعب العماني، المنتخب الياباني بدأ العمل منذ أعمار صغيرة، حين نتحدث اليوم عن 12 سنة كمنتخبات، فقد بدأ العمل من ست أو ثمان أو عشر سنوات في الأكاديميات ومن ثم يلتحقون بعد ذلك تحت 12 أو 14 سنة في المنتخبات، ليبدأ العمل على الجوانب التكتيكية، فلذلك الفارق كبير جدا لا يمكن اختزاله في مباراة 90 دقيقة، اللاعب العماني إذا وجد الرعاية منذ الصغر سينتج وسيكون مميزا ومنافسا قويا على كل البطولات القارية.
وأضاف: كما أننا نعاني مشكلة كبيرة في ربط منتخباتنا الوطنية بالمسابقات الآسيوية، لدينا فقط منتخب تحت 17، منتخب تحت 20، لأنها مسابقات الاتحاد الآسيوي بينما منتخبات الدول الأخرى لديها منتخب لكل فئة عمرية، منتخب اليابان لديه سبعة منتخبات تحت الفريق الأول، السعودية أطلقت مبادرة أنها ستكون ثمانية منتخبات تحت المنتخب الأول، بمعنى أننا قد نرى منتخب 12 سنة، 14 سنة، 16 سنة، 15 سنة، التواصل عملية مقرونة لدينا بالمسابقات، مثلا اليوم لا يوجد منتخب الناشئين، خرج من التصفيات الآسيوية انتهى العمل، تجميعهم سيكون للسنة القادمة لمنتخب الشباب تحت 17 سنة، إذن نحن نفقد عمرا تدريبيا بالإضافة إلى فقدنا عمرا تدريبيا سابقا حين بدأنا متأخرين، الحين نتوقف وهذا التوقف يؤثر بشكل كبير على المنتخبات فيجب ألا تربط المنتخبات بالمسابقات وإنما يتواصل العمل التطويري على مدار العام، لأن الهدف الأساسي للمراحل السنية هو تطوير اللاعب وصولا إلى الفريق الأول وليس فقط المشاركة من أجل إحراز بطولة.
وعن وجهة نظره في أية سن يجب البدء بالعمل على تنمية مهارات اللاعبين، قال: المهارات الأساسية مثل التمرير، الاستلام، ضرب الكرة بالرأس والسيطرة على الكرة، المراوغة، أعتقد يجب أن تكون من عمر ست سنوات على أقل تقدير إلى تسع سنوات، قبل الجوانب التكتيكية العامة فالمهارات الأساسية هي الأهم ومكانها مراكز التدريب، فيجب أن تكون هناك مراكز أو أكاديميات يتبناها الاتحاد وتكون تحت مظلته، قد تكون في الأندية نفسها وبمتابعة الاتحاد من الجوانب الفنية والتدريبية، والبرنامج التدريبي يجب أن يكون موحدا على أساس توفر فلسفة واضحة.
وبين: تواجدت قبل مراكز في الأندية التابعة للاتحاد، لكن للأسف كلها تم إلغاؤها الآن، نعم هناك أكاديميات ولكنها خاصة وأحيانا لا تخص الأندية وانما هي تجارية، فلذلك يجب إعادة النظر في موضوع الأكاديميات، كما يجب أن تكون هناك أيضا شراكة حقيقية بين الاتحاد العماني والاتحاد المدرسي، في خطط واضحة ودوريات مشتركة.
واختتم حول تبرير رأيه بعدم إلزام الاتحاد الأندية بمشاركه لاعبي المراحل السنية في الفريق الأول: كمدرب فريق اول لدي أفكاري وقناعاتي بمميزات اللاعب الذي أختاره لينخدم أسلوبي التكتيكي، كما أنه قد يسبب تخاذل اللاعب الدولي، بأنه ضمن اللعب بغض النظر عن تطوير مستواه طالما المدرب ملزم بإشراكه، وهذا الأمر غير مطلوب، ولكن على الجانب الآخر يتوجب على الاتحاد إلزام الاندية بالمشاركه في دوري المراحل السنية وأن يقدم لها الدعم والتسهيلات، على الأقل في دوري الناشئين والشباب كما هو موجود، فللأسف الشديد معظم الأندية تبتعد عن المشاركه والعقوبات تكون سهلة.