
(د ب أ)-توووفه
واصل مانشستر سيتي الإنجليزي حلمه بالتتويج بلقب دوري أبطال أوروبا للمرة الأولى في تاريخه، عقب فوزه الكبير 4 / صفر على ضيفه ريال مدريد الإسباني مساء الأربعاء في إياب الدور قبل النهائي للمسابقة القارية.
واستفاد مانشستر سيتي من تعادله 1 / 1 مع الريال في مباراة الذهاب التي أقيمت بين الفريقين على ملعب سانتياجو برنابيو في العاصمة الإسبانية مدريد الأسبوع الماضي، ليظفر بورقة الترشح للنهائي للمرة الثانية في تاريخه بعد نسخة عام 2021، عقب فوزه 5 / 1 في مجموع مباراتي الذهاب والعودة.
وفرض مانشستر سيتي سيطرته المطلقة على مجريات الشوط الأول، الذي جاء من طرف واحد، وتسيده الفريق الإنجليزي تماما، وأهدر نجومه العديد من الفرص السهلة، بينما بدا لاعبو الريال كالأشباح في الملعب حيث ابتعدوا تماما عن مستواهم المعتاد.
وهدأ إيقاع مان سيتي نسبيا في الشوط الثاني، ليمنح الفرصة للاعبي الريال بالاستحواذ على الكرة ولكن بلا فاعلية على المرمى.
وعلى ملعب الاتحاد في مدينة مانشستر الإنجليزية، تقمص النجم البرتغالي المخضرم بيرناردو سيلفا دور البطولة في اللقاء، بعدما أحرز الهدفين الأول والثاني لمانشستر سيتي في الدقيقتين 23 و37.
وجاء الهدف الثالث لسيتي عبر النيران الصديقة، بعدما أحرز البرازيلي إيدير ميليتاو، لاعب الريال، هدفا بالخطأ في مرمى فريقه في الدقيقة 76، قبل أن يختتم البديل الأرجنتيني جوليان ألفاريز مهرجان أهداف أصحاب الأرض، بإحرازه الهدف الرابع في الدقيقة الثانية من الوقت المحتسب بدلا من الضائع للشوط الثاني.
وضرب مانشستر سيتي موعدا في المباراة النهائية، التي تقام على ملعب أتاتورك الأولمبي بمدينة اسطنبول التركية في 10 حزيران/يونيو القادم، مع إنتر ميلان الإيطالي، الذي تغلب على مواطنه وجاره اللدود ميلان، بعدما فاز عليه 3 / صفر في مجموع المباراتين بمواجهة الدور قبل النهائي الأخرى.
وبذلك، ثأر مانشستر سيتي من خسارته 6 / 5 أمام ريال مدريد في إجمالي لقائي الذهاب والعودة بالدور ذاته لنسخة المسابقة الماضية، التي توج بلقبها الفريق الإسباني.
كما رد مانشستر سيتي الاعتبار لأندية إنجلترا أمام الريال، الذي أطاح بفريقي ليفربول وتشيلسي الإنجليزيين من دوري الـ16 والثمانية على الترتيب بتلك النسخة في البطولة.
وواصل فريق المدرب الإسباني جوسيب جوارديولا سلسلة انتصاراته على ملعبه بعدما فاز في جميع لقاءاته الستة التي خاضها داخل قواعده في النسخة الحالية لدوري الأبطال.
ولم يذق مان سيتي طعم الخسارة خلال مبارياته الخمس التي خاضها على ملعبه مع ريال مدريد بالبطولة، بعدما حقق انتصاره الثالث مقابل تعادلين.
ويأمل مانشستر سيتي في التتويج بالثلاثية التاريخية (الدوري الإنجليزي وكأس الاتحاد الإنجليزي ودوري الأبطال) خلال الموسم الحالي.
ويحلق مانشستر سيتي على قمة ترتيب الدوري الإنجليزي، بفارق 4 نقاط أمام أقرب ملاحقيه أرسنال، حيث يحتاج للحصول على 3 نقاط فقط خلال مبارياته الثلاث الأخيرة في البطولة من أجل التتويج باللقب رسميا دون النظر لنتائج منافسيه.
كما يستعد مانشستر سيتي أيضا لمواجهة جاره مانشستر يونايتد في المباراة النهائية لكأس الاتحاد الشهر المقبل.
في المقابل، يأتي هذا الخروج ليشكل ضربة موجعة لريال مدريد، صاحب الرقم القياسي في عدد مرات الفوز بدوري الأبطال برصيد 14 لقبا، الذي فشل مؤخرا في الاحتفاظ ببطولة الدوري الإسباني، التي توج بلقبها غريمه التقليدي برشلونة، الذي فاز أيضا بكأس السوبر المحلي على حساب الفريق الملكي في النهائي.
وتوج الريال هذا الموسم بكأس السوبر الأوروبي في مطلع الموسم الحالي، وكأس العالم للأندية في شباط/فبراير الماضي، وكأس ملك إسبانيا في وقت سابق من الشهر الحالي.
وبدأت المباراة بهجوم كاسح من مانشستر سيتي، المدعم بمؤازرة عاملي الأرض والجمهور، وشهدت الدقيقة الثالثة التسديدة الأولى في اللقاء عن طريق كايل ووكر، لكن الكرة ذهبت ركلة مرمى لمصلحة الريال.
وتلقى إيرلينج هالاند تمريرة بينية من جاك جريليتش، لينفرد على إثرها بالبلجيكي تيبو كورتوا، حارس مرمى الريال، الذي خرج من مرماه لملاقاته، ليراوغه النجم النرويجي، لكنه تطرف بالكرة في الناحية اليسرى لمنطقة الجزاء، ليرسل كرة عرضية، لم تجد من يتابعها.
لم تمر سوى دقيقة واحدة، حتى سدد رودري كرة زاحفة من داخل المنطقة، لكن الكرة مرت بجوار القائم الأيمن، بينما سدد جون ستونز من خارج المنطقة في الدقيقة 11 لكنها أخطأت المرمى.
وأضاع هالاند فرصة مؤكدة لافتتاح التسجيل في الدقيقة التالية، حيث تلقى تمريرة عرضية من الناحية اليسرى، ليسدد ضربة رأس، لكن الكرة ارتطمت بجسد كورتوا، قبل أن يبعدها ديفيد ألابا من على خط المرمى.
ونفذ دي بروين ركلة حرة من الناحية اليسرى في الدقيقة 19، ليسددها مباشرة نحو المرمى، لكن الكرة ابتعدت عن القائم الأيمن بقليل.
ووقف كورتوا حائلا أمام اهتزاز شباكه في الدقيقة 21، بعدما تصدى لضربة رأس رائعة من هالاند، الذي تابع تمريرة بالرأس من مانويل أكانجي، واضعا الكرة على يمين الحارس البلجيكي الذي أبعدها بأعجوبة لركنية لم تستغل.
وترجم مانشستر سيتي سيطرته المطلقة على اللقاء، بعدما أحرز سيلفا الهدف الأول للفريق الإنجليزي في الدقيقة 23.
وبعد سلسلة من التمريرات بين لاعبي سيتي، وصلت الكرة إلى دي بروين، الذي مرر كرة بينية رائعة لسيلفا، الذي سدد من داخل المنطقة، دون مضايقة من أحد، ليضع الكرة على يسار كورتوا.
لم يظهر الريال أي ردة فعل على هدف سيلفا، حيث واصل مانشستر سيتي نشاطه الهجومي، وسدد هالاند من على حدود المنطقة في الدقيقة 26، لكن الكرة مرت بجوار القائم الأيسر.
بمرور الوقت، تخلى الريال عن حذره الدفاعي، وسنحت له الفرصة الأولى خلال المباراة في الدقيقة 33، عندما أرسل رودريجو تمريرة بينية لكريم بنزيمة، لكن البرازيلي إيديرسون مورايش، حارس مرمى سيتي، أمسك الكرة من أمام المهاجم الفرنسي في الوقت المناسب.
وأطلق توني كروس صاروخا مدويا من خارج المنطقة في الدقيقة 35، غير أن الكرة ارتطمت بالعارضة قبل أن يبعدها دفاع سيتي عن المنطقة الخطرة.
وجاء عقاب مانشستر سيتي سريعا على ضياع فرصة كروس، بعدما أضاف بيرناردو سيلفا الهدف الثاني في الدقيقة 37.
وتابع سيلفا تمريرة جريليش من الناحية اليسرى لإيلكاي جوندوجان، الذي سدد من داخل المنطقة، لكن الكرة اصطدمت في الدفاع، لتصل للاعب البرتغالي، الخالي من الرقابة، الذي سدد ضربة رأس، واضعا الكرة على يسار كورتوا لتسكن الشباك.
استمرت سيطرة مانشستر سيتي على مجريات اللقاء عقب الهدف الثاني، وسدد سيلفا من داخل المنطقة في الدقيقة 44، لكن الكرة ذهبت في منتصف المرمى، ليمسكها كورتوا بثبات، قبل أن يصوب أكانجي كرة أخرى في الدقيقة التالية، اصطدمت في الدفاع لتخرج إلى ركنية لم تثمر عن أي جديد، لينتهي الشوط الأول بتقدم الفريق السماوي بثنائية بيضاء على الريال.
بدأ الشوط الثاني بنشاط هجومي من جانب ريال مدريد، أملا في تقليص الفارق، وأطلق ألابا قذيفة مدوية من خارج المنطقة من ركلة حرة مباشرة في الدقيقة 50، لكن مورايش أبعد الكرة بصعوبة بالغة لركنية لم تسفر عن شيء.
حاول الريال استغلال حالة الهدوء النسبي التي طغت على أداء نجوم مانشستر سيتي، حيث شن الفريق الإسباني العديد من الهجمات، بينما حاول نظيره الإنجليزي استخدام سلاح الهجمات المرتدة واستغلال المساحات الخالية في دفاع الضيوف.
وسدد كروس من خارج المنطقة في الدقيقة 66، لكن الكرة اصطدمت في الدفاع الإنجليزي، ليرد مانشستر سيتي بهجمة منظمة في الدقيقة 72، حيث مرر جوندوجان تمريرة رائعة بعقب القدم إلى هالاند، الذي انفرد بالمرمى، لكنه سدد برعونة في قدم كورتوا، الذي خرج من مرماه لملاقاته، قبل أن ترتطم الكرة في العارضة وتخرج لركنية لم تسفر عن شيء.
وجاءت الدقيقة 76 لتشهد الهدف الثالث لمانشستر سيتي عن طريق ميليتاو، الذي أحرز هدفا عكسيا في مرمى الريال.
ونفذ دي بروين ركلة حرة من الناحية اليسرى، عرضية قابلها أكانجي بضربة رأس، قبل أن تصطدم الكرة في جسد ميليتاو، لتغير اتجاهها وتعانق الشباك.
حاول الريال تقليص الفارق، وسدد بنزيمة من على يمين المنطقة في الدقيقة 82، لكن مورايش تصدى للكرة ببراعة، قبل أن يسدد داني سيبايوس كرة أخرى من داخل المنطقة، لكن الحارس البرازيلي واصل تألقه وأبعد الكرة.
وبينما ظل الريال يبحث عن هدف حفظ ماء وجهه في اللقاء، أضاف جوليان ألفاريز الهدف الرابع لمانشستر سيتي في الدقيقة الثانية من الوقت المحتسب بدلا من الضائع، بعد دقيقتين فقط من نزوله إلى أرض الملعب قادما من مقاعد البدلاء.
وأرسل البديل الآخر فيليب فودين تمريرة بينية رائعة مرت من بين مدافعي ريال مدريد لتصل إلى ألفاريز الذي انفرد بكورتوا، وسدد من داخل المنطقة، واضعا الكرة في أقصى الزاوية اليمنى داخل الشباك، ويطلق بعدها حكم اللقاء صافرة النهاية معلنا عن فوز تاريخي لمانشستر سيتي على ريال مدريد.