هل نستفيق؟

كتبت- ترياء البنا

إنذار شديد اللهجة وقرار يرى البعض أنه تأخر لوقت طويل وأنه خطوة كان لا بد أن تتخذ بشكل جريء وحازم من قبل واحد من عناصر الجمعية العمومية، وأن السويق بإدارته الواعية هو الفارس الذي اتخذ بنفسه الزمام لإطلاق صافرة استهجان قوية ربما تسمع من به صمم، حيث أعلن النادي بالأمس في بيان رسمي( كان قد لوح به منذ فترة وجيزة)، بانسحاب الفريق الأول لكرة القدم من جميع مسابقات اتحاد الكرة.

جاء البيان بما قل ودل، حيث فند أسباب الانسحاب بعدم وجود رؤية واضحة لتطوير الكرة العمانية، وعدم تطور مستوى التحكيم، وعدم تطبيق تقنية حكم الفيديو المساعد( VAR)، وضعف الجوائز المالية للمشاركة في المسابقات، ورغم أنه اقتصر على عبارات مختصرة، إلا أن هذا البيان قد فتح بابا واسعا لبداية العمل الجاد بعيدا عن أية مجاملات لأشخاص كانت سببا في تراجع الكرة المحلية بشكل مستهجن على كافة المستويات.

بالطبع هذا البيان لا يدين اتحاد كرة القدم وحده وإن كان هو المنوط الأول بأمور اللعبة، فهو بلا شك لطمة قوية لرؤساء الأندية، فهم المحرك الفعلي لشؤون الكرة، بغية استفاقتهم والنظر إلى المصلحة العامة وتنحية المصالح الشخصية ومصالح كل ناد على حده جانبا، لأن التمادي عاقبته وخيمة تضر بمكانة وطن سبقه الجيران بسنوات طويلة.

والسؤال الآن، هل كانت وزارة الثقافة والرياضة والشباب واتحاد الكرة والأندية تتوقع أن تسير الأمور كما هي دون أي تحرك من جهة واحدة؟، فماذا كان سيحدث الموسم القادم إلم يعلن السويق عن موقف جاد؟( وهو الفريق الذي كان ينافس على بطولتي كأس جلالة السلطان المعظم ودوري عمانتل حتى الأمتار الأخيرة)، وليس ناديا يتذيل الترتيب ويتحجج بوضع رياضي لا يرضي أي إنسان غيور على هذا البلد، بالطبع كانت الأمور ستسير كما مضى دون أي حراك لتجديد أو تغيير أو تطوير.

أخيرا.. باسم كل رياضي تهمه مكانة السلطنة إقليميا وقاريا، أشكر إدارة نادي السويق برئاسة صاحب السمو السيد فراس بن فاتك آل سعيد، على هذا القرار الجريء، وأتمنى أن ما يحدث من تطوير واسع لكرة القدم داخل المملكة العربية السعودية باستقطاب نجوم العالم وتطوير المنظومة الإدارية، وما تمثله الاستثمارات الإماراتية الكروية وقيمتها المالية، وما فعلته وتفعله قطر، أن يكون محفزا يدفعنا للعمل على تطوير الكرة العمانية لمواكبة التغيير ووضع استراتيجيات بعيدة وقصيرة المدى لتحقيق الأهداف على أرض الواقع، لنمحي كل خيبة لمنتخباتنا الوطنية بكافة مراحلها السنية في مشاركاتها الخارجية، ولكن هل يمضي السويق فيما أعلنه أم يتراجع؟، وهل يكون الأخير بين الأندية، أم سنرى أندية أخرى تحذو حذوه؟، حتى نستفيق.

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى