ميسي والوضع السياسي يحدثان انقساما في صفوف مواطني كتالونيا قبل المونديال


 (د ب أ)– توووفه

 

في ظل دعوات الانفصال التي يؤيدها الكثيرون من مواطني إقليم كتالونيا الإسباني، تأتي بطولة كأس العالم 2018 بروسيا لتطرح سؤالا مهما يصطبغ بلون سياسي: من ستساند الجماهير الكتالونية خلال المونديال؟.

هل تساند منتخب إسبانيا الذي يمثل بلادها التي يرغب البعض في الانفصال عنها أم تساند ليونيل ميسي نجم برشلونة ومنتخب الأرجنتين الذي يقوده؟.

وأجرت وكالة الأنباء الألمانية استطلاعا للرأي للوقوف على توجهات الشعب الكتالوني فيما يخص هذه القضية.

وقالت إحدى السيدات تدعى سارا وتبلغ من العمر 40 عاما وتعمل في مجال الإدارة وهي إحدى المؤيدات لانفصال كتالونيا: “دائما ما كنت أساند إسبانيا وسأفعل نفس الشيء في هذا المونديال بدون التفكير في السياسة”.

وأضافت: “كما لم أترك تشجيع ريال مدريد لن أترك مساندة إسبانيا بسبب الوضع السياسي الحالي، إنها أمور مختلفة”.

وقال خوردي كوستا/40 عاما/ الذي يعمل في أحد البرامج الإذاعية الرياضية براديو كتالونيا وأحد الموالين للحركة الانفصالية: “بالنسبة لي الأرجنتين لا تروق لي كثيرا وكرة القدم التي تقدمها اليوم أقرب إلى الكارثة ولكنني أرغب في أن تفوز لأن ميسي عليه أن يعتزل وهو فائز بالمونديال، كمشجع لبرشلونة يبدو لي أمرا غير منطقي فوز باولينيو بالمونديال على حساب ميسي”.

ويمثل كوستا الذي يعمل صحفيا خبيرا بشؤون كرة القدم جزءا كبيرا من جماهير كتالونيا التي تؤازر برشلونة وترغب في انفصال كتالونيا عن إسبانيا.

والأسباب التي يستند عليها كوستا في هذا الشأن ليست سياسية ولكنها كروية خالصة.

وأكد كوستا أنه إذا كان لا يساند منتخب إسبانيا لأسباب سياسية فإنه أيضا لا يتفق مع هؤلاء الذين يرغبون في أن يخسر المنتخب الإسباني من باب التشفي وحسب.

ولذلك يرى كوستا أن فوز إسبانيا بلقب مونديال جنوب أفريقيا 2010 كان أمرا جيدا لأن المنتخب الإسباني كان الفريق الأفضل آنذاك.

وأضاف كوستا، الذي يعد أحد أنصار منتخبي البرازيل وهولندا بفضل كرة القدم التي يقدماها، قائلا: “طريقة لعب إسبانيا في تلك المرة كانت رائعة وأيضا سعدت من أجل لاعبي برشلونة، كانوا يستحقونه، ومن المحتمل أن أشعر بنفس الشيء في القريب العاجل لأن جولين لوبيتيجي (مدرب إسبانيا) سيعود بطريقة ما إلى طريقة اللعب تلك”.

وعند سؤال شخص أخر يدعى مارك يبلغ من العمر 45 عاما ويعمل مصمما، أكد الرجل أنه أحد أنصار منتخب إنجلترا لأن الإنجليز هم من اخترعوا كرة القدم، على حد قوله، بالإضافة إلى التأثير الكبير التي تركته الثقافة الإنجليزية في حياته.

وقال مارك: “لن اساند إسبانيا بسبب الوضع السياسي الحالي الذي يمنع كتالونيا من أن يكون لها منتخبها الخاص، أعتقد أنه بإمكاننا أن يكون لدينا منتخبا جيدا وأرغب في أن يتبعوا هنا النموذج الخاص ببريطانيا العظمى التي تضم إنجلترا واسكتلندا وويلز”.

واستطرد قائلا: “ولكن إذا التقت انجلترا مع الأرجنتين في النهائي سيروق لي أن تفوز الأرجنتين من أجل ميسي، أود أن يفوز بالمونديال لأنه لاعب كبير”.

ويتورط في المعضلة ذاتها بعض من جماهير برشلونة الذي ينقسم قلبهم بين ميسي والمنتخب الإسباني الذي يضم لاعبين من برشلونة مثل سيرخيو بوسكيتس وخوردي ألبا وجيرارد بيكيه، واندريس انيستا الذي غادر الفريق الكتالوني قبل وقت قصير.

وقال سيرخي، الذي يعمل معلما ومدربا رياضيا ويبلغ من العمر 46 عاما: “بسبب الثقافة والقرب والانجذاب، ولأنه يضم لاعبين من برشلونة، سأساند المنتخب الإسباني”.

وأضاف سيرخي، الذي يعد أحد أنصار نادي برشلونة الذي طاف خلفه نصف القارة الأوروبية وحضر مونديال البرازيل الماضي: “ولكن إذا لعبت الأرجنتين مع إسبانيا في النهائي أعتقد أنني سأساند الأرجنتين لأن ميسي يجب أن يفوز بالمونديال، إسبانيا فازت به بالفعل”.

ومن بين أنصار نادي إسبانيول، أحد الأندية الكتالونية بجانب جيرونا أيضا، هناك البعض الذين يتمنون حدوث أمرا مغايرا تماما وهو رؤية خسارة نجم برشلونة، المنافس التقليدي لهم.

وقال ابيل، الذي يعمل موظفا في أحد المصارف ويبلغ من العمر 37 عاما ومناهض لانفصال كتالونيا: “تروق لي الأرجنتين، ولكنني لا أرغب في أن تفوز بسبب ميسي، لا أرغب في أن يحصل على لقب المونديال مثل مارادونا”.

وأضاف: “كما هي العادة ورغم أن لاعبي اسبانيول لم ينضموا أبدا (للمنتخب الإسباني) رغم استحقاقهم هذا، أرغب في أن تفوز إسبانيا وفي هذا العام تحديدا بسبب الموقف السياسي”.

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى