
كتبت- ترياء البنا
في مرحلة هامة يستهل خلالها منتخبنا الوطني الأول تحضيراته لأمم آسيا والتصفيات المزدوجة، بدأت لعنة الإصابات تحل بالفريق لاعبا تلو الآخر، وهو الأمر الذي لا يؤرق المدير الفني للمنتخب برانكو إيفانكوفيتش فقط، وإنما يؤرقنا ويقلقنا بشكل أكبر خاصة قبل انطلاق كأس آسيا التي نطمح أن نتقدم في منافساتها إلى أبعد من الدور الثاني في هذه النسخة، بعد ارتفاع سقف طموحنا مع كوكبة النجوم التي يضمها الأحمر والتي قدمت عملا جيدا خلال التصفيات الماضية لكأس العالم ووصلت إلى نهائي كأس الخليج بالبصرة والتي كنا قريبين جدا من حسمها لولا الظروف التي أحاطت باللقاء الختامي للبطولة.
ربما نحزن لسماع أخبار إصابة أهم عناصر الفريق( صلاح اليحيائي، جمعة الحبسي، معتز صالح، ومن قبلهم يزيد المعشني وغيرهم)، ولكن في الحقيقة هذا أمر منطقي وللأسف يعكس واقعا فوضويا، لأنه من البديهي أن يبدأ اللاعب موسمه الرياضي قبل انطلاق الموسم الكروي بفترة تأهيل تجهزه بدنيا للمواجهات الرسمية وهي المدة الزمنية المعروفة باسم فترة ما قبل الموسم، يبدأ فيها اللاعب التدريبات بالنادي بحمل تدريجي، وهذا ما لم يحدث معنا.
بالطبع أثر وضع الأندية بشكل مباشر على تحضيراتها، أضف إلى ذلك تأخر معظم اللاعبين في الانتقال بين الأندية، والأكثر تأخر انطلاق الموسم الرياضي مقارنة ببدء تحضيرات المنتخب الوطني، لأن الحديث هنا يتعلق به وليس بالأندية أو روزنامة الموسم المحلية.
بدأ الموسم منذ 3 أسابيع فقط، ثم جاء تجمع المنتخب للمعسكر الداخلي الذي يتضمن ودية فلسطين، يليه السفر إلى الولايات المتحدة في رحلة تتعدى ال17 ساعة للعب أمام المصنف 11 عالميا، فماذا ننتظر من لاعبينا الذين لم يتم تأهيلهم برتم تصاعدي يحافظ على لياقتهم البدنية ويقلل تعرضهم للإصابات.
حين سألت مدرب المنتخب عن متابعة الجهاز الطبي للمنتخب للاعبين الدوليين في أنديتهم والتنسيق مع الأجهزة الطبية للأندية، بوضع بعض البرامج الخاصة بلاعبي المنتخب، أجاب: نتواصل مع الأجهزة الطبية بالأندية ولكننا لا نتدخل في عملهم، هذه الإجابة لم تقنعني شخصيا، فمن وجهة نظري البسيطة، أعتقد أن المشاركة في العمل بين جهازي المنتخب والأندية لا تعد تدخلا في عمل الآخرين بل هي تكامل بين أصحاب خبرات كبيرة وأجهزة الدوري المحلي من أجل الحفاظ على لاعب يرتدي قميص الوطن ويحمل اسمه على المستوى الخارجي، وإلا فما قيمة أن نأتي لمنتخباتنا بأجهزة محترفة؟، هل نكتفي بالنصائح التي يوجهها المدرب للاعبين بالاهتمام بأنفسهم وهم رفقة أنديتهم، على حد قوله،؟.
إذا كنا نريد مطالبة اللاعبين بتحقيق إنجاز قاري فعلينا الاهتمام بكل صغيرة وكبيرة تتعلق بحمايتهم وارتفاع نسق آدائهم، في يومهم العادي، لأننا لن نحقق أي إنجاز ولاعبونا يصنفون كهواة مقارنة بأمثالهم في جمبع المنتخبات الأخرى، فاللاعب الدولي مشروع الرياضة الوطنية الذي يجب أن تتكاتف جميع الأطراف لإيصاله إلى أفضل صورة يمكن أن يمثلنا بها في الخارج.