دورينا.. ماذا بعد؟!

كتبت- ترياء البنا

يغادر قطار دوري عمانتل محطته الثامنة متجها نحو التاسعة ومقتربا كثيرا من نهاية دوره الأول، ومع هذه المرحلة تجلت حقيقة التوقعات التي سبقت انطلاق المسابقة، حيث بدت معالم المنافسة على اللقب وكذلك صراع البقاء، واضحة، وهذا إن دل على شيء فهو لا يدل على نجاعة قراءة استشرافية ورؤية فنية صائبة، ولكنه- من وجهة نظر شخصية بحتة- دليل دامغ على ضعف المسابقة.

مع المعاناة المادية للأندية، وضعف المردود من المشاركة في المنافسات المحلية، لم نشاهد حراكا قويا في سوق الانتقالات استعدادا للموسم الكروي، سوى من أندية قليلة جدا لا تتعدى 3 أصابع من يد واحدة، وهي التي تمتلك هدفا واضحا من البطولة، كما لم تخض الأندية فترة تحضير كافية لدخول معترك المباريات بالجاهزية المنتظرة- بالطبع عدا النهضة الذي تكفل رئيس مجلس إدارته بمعسكر إعدادي خارجي له بدولة الإمارات، بطموح أكبر من التحضير للدوري المحلي، فكان الهدف الأول الاستعداد للمعترك الآسيوي المقبل عليه الفريق جنبا إلى جنب مع المسابقات المحلية.

ومع انسحاب ناديي السويق( ذات القيمة الفنية الكبيرة، عطفا على منافسته القوية وحضوره الطاغي على مستوى الكأس والدوري)، والمصنعة الذي حقق نتائج غير متوقعة ببطولة الموسم الماضي وساهم بمستواه الفني الكبير في تغيير خارطة ترتيب جدول المسابقة، تأثر المستوى الفني لدوري عمانتل، وهذا أمر لا يمكن لأي كان أن ينكره، فالمكابرة أمام تلك الواقعة بحجة أن بعض الدوريات القوية المجاورة يشارك بها 10 أو 12 ناديا، ليست مقنعة، وهذا لسبب بسيط جدا، وهو أنه لا مقارنة أبدا بين دورينا الذي لازال دوري هواة، والدوريات المجاورة التي تطبق الاحتراف( ولو حتى الجزئي)، مع العوائد المادية الكبيرة التي تحصل عليها الأندية.

تغاضى الجميع عن العوامل الأساسية لإنجاح مسابقاتنا، فغاب الجمهور رغم الإغراءات الكبيرة بسحوبات السيارات خلال المباربات، وليس فقط الجمهور، بل غاب الإعلام عن تغطية المباريات بشكل يدعو لوقفة مع المؤسسات الإعلامية وتوفير متطلبات الإعلاميين لأن الإعلام شريك هام في المنظومة الرياضية، وهذا ما أكد عليه محمد اليحمدي الأمين العام لاتحاد كرة القدم، خلال المؤتمر الصحفي للإعلان عن روزنامة الموسم، ليس هذا فقط، بل ذهب بأنه سيحرص على لقاء الصحفيين بشكل منتظم( وهو ما لم يحدث)، كما وعدنا بإقامة مؤتمرات صحفية للمدربين بعد المباريات، وتوفير منطقة للإعلام لمحاورة اللاعبين( ميكس زوون)،وهو ما لم نره أبدا.

ختاما.. ما نراه من ضعف لدوري عمانتل هذا الموسم مع 12 فريقا، أمر بديهي، وإهمال عناصر هامة كالإعلام لا يخدم التطور المنشود لمسابقاتنا، وأتمنى أن يبدأ العمل من الآن على معالجة نقاط ضعف هذا الموسم، ليكون الموسم القادم أقوى وأفضل على المستويين الفني أولا، والتنظيمي، فليس عيبا أن نخطئ ولكن الأخطر عدم التعلم من الخطأ والاستمرار فيه، إذا كان هدفنا التطور نحو الأفضل وليس فقط مجرد تنظيم مسابقات.

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى