نقطة انتباه!

كتبت- ترياء البنا

للمرة الثانية خلال فترة ليست بالكبيرة، تستضيف سلطنة عمان حدثا رياضيا قاريا بمحافظة ظفار، حيث تستضيف صلالة منافسات غرب آسيا للناشئين، بعد تصفيات كأس آسيا للشباب تحت 20 عاما سبتمبر الماضي، واستضافة مسقط لمباريات المجموعة الثالثة من التصفيات الآسيوية للناشئين أكتوبر الماضي، ولم يجد أي جديد.

ورغم مشاركة منتخبينا الأولمبي في التصفيات الآسيوية، وحاليا الناشئين في غرب آسيا، إلا أن مدرجات ستاد السعادة تئن أنينا محزنا، وهي خالية من الجماهير المتابعة، وهو ما يعكس إغفالنا أهمية مثل تلك الاستضافات للبطولات، ويعطي مؤشرا بأننا لم ولن نستفيد من احتضان منافسات خارجية، طالما أننا لا نعد لها العدة، فالرهان ليس فقط نجاح منتخباتنا في تحقيق نتائج إيجابية أو تأهلها لمرحلة أعلى، بقدر ما هو انعكاس لأهمية كرة القدم خاصة، والرياضة عامة في السلطنة.

إن استغلال هكذا استضافات لاستحقاقات مهمة، يمكن أن يضعنا في مقدمة البلدان التي يمكن ترشيحها لاستحقاقات أهم وأكبر، ولنا في الإمارات، قطر، والسعودية أفضل وأوضح الأمثلة، حين استضافت في بداية الأمر ديربيات عربية، ثم أوروبية، تلتها البطولة القارية، ووصلت بقطر إلى تنظيم كأس العالم، البطولة التي لم يكن أي منا قبل 2010، يتخيل أو حتى يحلم بأن تقام في منطقة الشرق الأوسط.

والسؤال الذي يطرح نفسه بشدة، هل فكرنا يوما بوضع استراتيجية وخطة طويلة المدى، أو آلية ممنهجة، للوصول من خلال تنظيم مثل هذه الاستحقاقات إلى ما وصل إليه الأخوة الذين وضعوا دراسات متكاملة لتحقيق أقصى استفادة لاستثمار هذه الفرص التي لا تتاح كثيرا؟، لا أعتقد ذلك.

الغريب في الأمر أن سلطنتنا الحبيبة تمتلك من المقومات الطبيعية ما يؤهلها لتحقيق أي هدف يتم وضعه، دون جهود كبيرة أو تكلفة تفوق المتوفر، فقد وهبنا الله تلك البيئة دون أي عناء، على عكس البعض، الذي استثمر الفرصة رغم ارتفاع تكلفتها لتهيئة بيئة جاذبة.

طبيعة ظفار خلابة، ولا شك في ذلك أبدا، وبشهادة كل زائر وطئت قدماه أرضها، وتنفس هواءها، ولكن الطبيعة لن تكون سفيرنا الأوحد لتسويق بلدنا رياضيا، وعلينا أن نفطن للأهمية المستقبلية لتلك الاستحقاقات على أرضنا، بما يواكب رؤية السلطنة 2040، بوضع أجندة ملائمة تخدم طموح رياضتنا، قبل أن نفقد حتى التفكير في إسناد أي حدث مهم لسلطنة عمان، خاصة وأن حضورنا يتلاشى على مستوى لجان الاتحادين الآسيوي والدولي.

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى