مكتسبات الناشئين

كتبت- ترياء البنا

انتهى مشوار منتخبنا الوطني للناشئين في منافسات بطولة غرب آسيا العاشرة، التي نستضيفها على أرضنا، رغم أننا لم نشعر بتلك المزية خلال مبارياتنا، ولا أدل على ذلك من لقاء اليمن الذي أشعرنا وكأن البطولة في اليمن، مع العدد الكبير للأعلام اليمنية التي ارتفعت بمدرجات ستاد السعادة، ولن أبالغ إذا قلت إن الأقل حضورا على مستوى الجماهير هو منتخبنا الوطني.

وبعيدا عن الظروف المحيطة، ورغم خروجنا المتوقع من الدور الأول، بعد فوز وحيد أمام لبنان في الجولة الأولى بهدف وحيد، وخسارة أمام اليمن بهدف نظبف، (التي ظهرت بالإضافة إلى السعودية بشكل أكثر من رائع وحصدت 9 نقاط من 3 مباربات)، ثم تعادل مر بطعم الخسارة أمام أسود العراق الذين ذادوا عن مرماهم بقتالية وتشبثوا بطموحهم في التأهل، حيث كان يكفيهم التعادل لضمان ذلك، نجد أننا رغم عدم التأهل لم نخرج بخفي حنين، بل خرجنا بأيدينا ممتلئة بمكتسبات عديدة.

لقد خرجنا من غرب آسيا ونحن نمتلك جيلا جديدا من اللاعبين الذين تركوا بصمة قوية في أذهاننا بظهورهم المميز رغم حداثة تشكيل المنتخب، وهم في مواجهة منتخبات خاضت عديد المشاركات والمعسكرات القوية، نعم بالأمس القريب كان المدرب الوطني أنور الحبسي يجوب المحافظات والولايات لاكتشاف لاعبين لتكوين منتخب للناشئين، ومع الانتهاء من اختيار العناصر، التي شكلت المنتخب المدرسي، جاء الاستحقاق الأول بخوض البطولة العربية للمنتخبات المدرسية، والتي كانت الاستعداد الذي سبق غرب آسيا، ونجح صغار الأحمر في تحقيق أول لقب للبطولة.

إننا مع كل مشاركة خارجية لأي منتخب للمراحل السنية، نتوقع دائما الفشل الذريع بالخروج المبكر، وهو ما حدث مع الأحمر الصغير خلال هذه البطولة، ولكن هؤلاء الأبطال رغم عدم تأهلهم إلا أنهم استطاعوا كسب احترام الجميع، بالمستوى الذي قدموه والذي كان يرتفع نسقه مع كل مباراة رغم ضيق الوقت بين المباريات، حتى إننا خرجنا بفارق هدف وحيد لصالح العراق الذي تساوى معنا في النقاط.

ولأول مرة ينجح أحد منتخباتنا في تطوير مستوى الأداء مع توالي المباربات، فقد كنا نبدأ بداية جيدة ربما نفوز بأول لقاء، ثم تنفد طاقة اللاعبين ويهبط معدل اللياقة البدنية لديهم بشكل مخيف، على عكس هذه المرة فالأحمر سيطر على آخر أشواطه أمام العراق الأقوى، وخلق فرصا كثيرة للتسجيل، لولا سوء الحظ في اللمسة الأخيرة، وهو الأمر الذي يعد مكسبا كبيرا، حيث يمكن البناء على ذلك التأسيس الصحيح، والفضل في ذلك بالطبع يرجع للمدرب أنور الحبسي وجهازه المعاون، والذي ظهر عمله خلال 3 مباريات بالبطولة، وطفت معه أسماء للاعبين سيرتدون يوما ما قميص المنتخب الأول، ليس فقط بمستواهم الفني المتميز، ولكن مع الحمية التي اتسموا بها، خاصة في المباراة الثالثة والأخيرة.

إن ظهور أسماء مثل علي العويني، فهد المشايخي، سليمان الخروصي، إبراهيم الشامسي، الوليد البريدعي، ومحمد المشايخي، مع بقية اللاعبين، لأن الجميع لم يقصر، وأيضا الجهاز الفني الوطني، يعطينا الأريحية بأن عمان معين لا ينضب من المواهب الكروية والإدارية القادرة على تحقيق الطموح، ولكن الطموح المدروس، المبني على استراتيجية متدرجة الأهداف، مع منح الثقة لمن يستحقها.

أخيرا.. نعم غادر الأحمر الصغير بطولة غرب آسيا من الدور الأول، وخسرنا فرصة التأهل لنصف النهائي، ولكننا اكتسبنا لاعبين سيكونون رافدا جيدا للمنتخبات الوطنية إذا تم العمل عليهم بشكل مدروس، ووضع لهم برنامج إعداد طويل الأجل، كما اكتسبنا جهازا فنيا وطنيا يستحق الثقة الكاملة خلال الفترة القادمة، ولكن الأهم، هل سنستثمر هذه المكتسبات؟

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى