بوروتشاجا يشيد بعشق ميسي للكرة ويعتبره “شعلة مقدسة”

 

قال نجم كرة القدم الأرجنتيني السابق خورخي بوروتشاجا /55 عاما/ إنه لامس عنان السماء في 26 يونيو 1986 عندما سجل هدف الفوز في المباراة النهائية لبطولة كأس العالم بالمكسيك.

وفي مقابلة مع وكالة الأنباء الألمانية بمدينة سوتشي الروسية ، قال بوروتشاجا : “كان تسجيل هذا الهدف أمرا مقنعا للغاية. عدم فوز المنتخب الأرجنتيني بلقب كأس العالم بعد هذا سمح لي بأن أواصل سرد هذه الرواية. ولكنني أود بالتأكيد أن أتوقف عن سردها في يوم ما عندما يتوج المنتخب الأرجنتيني باللقب العالمي مجددا.

وكان هذا الهدف هو آخر هدف سجله لاعب بالمنتخب الأرجنتيني في مباراة نهائية ببطولات كأس العالم حيث توج هذا الهدف مسيرة المنتخب الأرجنتيني بقيادة الأسطورة دييجو مارادونا بلقب المونديال للمرة الثانية بعد ثماني سنوات من فوز الفريق باللقب على أرضه في 1978 .

ولهذا ، كانت لحظة التتويج بلقب المونديال عام 1986 في المكسيك هي أسعد لحظة في مسيرة لاعب الوسط الأرجنتيني بوروتشاجا.

وأوضح بوروتشاجا دور النجم الشهير ليونيل ميسي في المنتخب الأرجنتيني الذي يسعى حاليا للفوز بلقب كأس العالم للمرة الثالثة في تاريخه من خلال النسخة التي تستضيفها روسيا بعد أيام قليلة.

كما كشف بوروتشاجا عن العديد من الأمور من خلال المقابلة التالية:

  • الدقيقة 84 من المباراة في يوم 29 يونيو 1986 ، ما الذي يتبادر لذهنك لدى سماع هذا التاريخ ؟

بوروتشاجا : أسعد يوم في حياتي كرياضي. كان هذا قبل نحو 32 عاما ولكن ذكرى هذا اليوم ما زال تمنحني النشوة والسعادة. ما زال يثير حماستي وربما بشكل أكبر مما كان وقتها بسبب الدلالة والأهمية التي اكتسبها هذا التاريخ بمرور الوقت نظرا لعدم فوز المنتخب الأرجنتيني باللقب العالمي بعد هذا. وأتمنى أن نتغلب على سوء الحظ وأن نغير هذا الأمر من خلال المونديال الروسي. كان يوما رائعا وكانت بطولة كأس عالم عظيمة. كل شيء كان هائلا ورائعا. بالنسبة لأي لاعب ، ليس هناك أفضل من تسجيل هدف في المباراة النهائية لكأس العالم.

  • قال أندريس إنييستا إنه سمع الصمت قبل أن يسجل هدفه في نهائي كأس العالم 2010 . فماذا سمعت قبل تسجيل هدفك في نهائي 1986 ؟

بوروتشاجا : قلنا جميعا “المس السماء بيديك” وهو ما يعني شيئا مشابها للصمت عند إنييستا. كنت في شرفة التركيز والنجاح والسعادة… خاصة عندما تهز الشباك. إنها مجرد ثوان قليلة ولكنها قوية للغاية لدرجة يصعب التعبير عنها بالكلمات. ما زال الأمر صعبا.

  • كيف تكون الدهشة الغامرة بتسجيل هدف كهذا ؟ ماريو جوتزه كان يعاني من مشاكل بدنية ولكنه سجل هدف الفوز للمنتخب الألماني في نهائي كأس العالم 2014 بالبرازيل ثم غاب ، بحال ما ، عن الأضواء.

بوروتشاجا : لا أراها دهشة طاغية وإنما على العكس تماما. من المقنع بشكل هائل أن تسجل هذا الهدف. عدم فوز المنتخب الأرجنتيني بأي لقب في بطولات كأس العالم بعد هذا سمح لي بأن أواصل سرد هذه الرواية. ولكنني أود بالتأكيد أن أتوقف عن سردها في يوم ما عندما يتوج المنتخب الأرجنتيني باللقب العالمي مجددا.

  • سرقت منك الميدالية الذهبية لكأس العالم ، هل استعدتها ؟

بوروتشاجا : لا ، بالطبع. استفسرت عما إذا كان بإمكاني الحصول على ميدالية جديدة بديلة. تحدثت بهذا الشأن إلى خوليو جروندونا الرئيس السابق للاتحاد الأرجنتيني. كما تحدثت إلى جياني إنفانتينو الرئيس الحالي للاتحاد الدولي للعبة (فيفا) على هامش قرعة المونديال الروسي لمعرفة ما إذا كان من الممكن أن يمنحني الفيفا ميدالية أخرى بديلة. أتمنى أن أستعيد ميداليتي قبل نهاية كأس العالم في روسيا.

  • هل يبدو الجدل بشأن ما إذا كان ميسي أفضل من مارادونا بالأمر غير المجدي ؟

بوروتشاجا : أعتقد هذا. كل المقارنات صعبة في ظل السنوات العديدة التي تفصل بين الاثنين. كان الأمر مماثلا للمقارنة التي عقدت بين بيليه ومارادونا أو ألفريدو دي ستيفانو أو أي شخص آخر. أود أن أقول : لحسن الحظ بالنسبة لنا في الأرجنتين أن آخر أفضل لاعبين في تاريخ كرة القدم من الأرجنتين. وهذا قد يثير فخرنا وكبريائنا ويمنحنا قناعة فريدة لمعرفتنا بأن البلدان الأخرى تحسدنا. ولكن المقارنات تبدو صعبة… كرة القدم تغيرت والحياة تغيرت والأكثر من هذا أن كلا منهما يلعب بشكل مختلف.

  • كثيرون قالوا إن الفارق بين مارادونا وميسي هو أن اللاعبين بجوار مارادونا كانوا يسجلون الأهداف التي يحتاجها الفريق. مثلما فعلت أنت في مونديال 1986 بالمكسيك.

بوروتشاجا : هذا ليس فارقا حقيقيا. لسوء الحظ ، لا يمكنك ارتكاب الأخطاء في كأس العالم. ورغم هذا ، كانت هناك أخطاء وستستمر الأخطاء. طال الانتظار للفوز بلقب كأس العالم. عليك الانتظار لأربع سنوات ، وهذه السنوات الأربع تبدو طويلة. فلتنظر إلى مسيرة المنتخب الأرجنتيني في التصفيات رغم أننا تأهلنا في البداية. تحتاج إلى أن تكون على درجة هائلة من التركيز والفعالية. عليك أن تتجنب الإصابة. لسوء الحظ ، ورغم الفرص التي حظينا بها في كأس العالم الماضية ، لم نستطع هز الشباك في النهائي فيما هز المنتخب الألماني الشباك من أول أو ثاني فرصة سنحت له. إنها كرة القدم.

  • ميسي كان في السابعة والعشرين من عمره خلال المونديال البرازيلي وهو ما يعتبر بشكل عام أفضل سن للاعب كرة القدم. ما زال ميسي في الفريق وسيخوض كأس العالم 2018 بروسيا. كيف تفسر هذا ؟

بوروتشاجا : تواجد ميسي حتى الآن مع المنتخب الأرجنتيني يمكن تفسيره بحبه لعمله وحماسه وبالشعلة المقدسة بداخله ، هذه الشعلة المقدسة التي يحتاجها المنافس للشعور بالاستمرار في مكان متميز. تواجده في هذا المكان المتميز لمدة عقد كامل وكونه اللاعب رقم 1 أكثر من كونه رقم 2 ليس أمرا سهلا. ورغم مشاركة ميسي في المونديال البرازيلي وهو بحال جيدة ، أعتقد أنه سيكون أفضل حالا في المونديال الروسي. أصبح أكثر خبرة من خلال المعرفة التي يحصل عليها مما يحدث. أصبح أكثر نضجا بشكل هائل ليس فقط فيما يتعلق باللعب ولكن في كل الأمور الأخرى مثل استعداداته وكيفية تنظيم جهده وطاقته. لنأمل أن يساعده الفريق في المونديال.

  • ما رأيك في نظام حكم الفيديو المساعد ؟

بوروتشاجا : هناك أشياء مادية ملموسة عند الضرورة. وهناك أشياء أخرى عندما تتعقد الأمور. كرة القدم ستظل في إطار السلطة التقديرية للحكم. هناك مباريات طبق فيها نظام حكم الفيديو المساعد (فار) وشهدت أخطاء جسيمة. نحتاج للعمل بجدية هائلة من أجل توحيد المعايير. يمكن الاستعانة بهذا النظام فقط في مواقف معينة لأن استخدامه بشكل آخر سيكون جنونا. خاصة في مباراة تقام على ملعب تبلغ مساحته سبعة آلاف متر مربع. إذا أوقفت اللعب في كل مرة ، ستصبح هذه الرياضة شيئا آخر.

  • إذا كان نظام (فار) قد طبق في كأس العالم 1986 ، ماذا كان سيحدث بالنسبة لهدف “يد الله” الذي سجله الأرجنتيني مارادونا في مباراة إنجلترا ؟

بوروتشاجا (ضاحكا) : لم يكونوا ليروا الكرة ! كانوا سيتناقشون بشأن ما إذا كانت لمسة يد أم ضربة رأس. من يعلم أي اللقطات كان سيشاهدها الحكام. إذا كانت الكاميرات في جانب معين ، لم تكن ستظهر هذه اللعبة لأنها كانت في جانب آخر.


توووفه

(د ب أ)

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى