توووفه – محمد مبارك
مع قرب إسدال الستار على كأس العالم للأندية 2023 التي تحتضنها المملكة العربية السعودية غدا الجمعة، ستظل الأنظار مسلطة هناك لما هو قادم من فعاليات وأحداث رياضية لا حصر لها ولا زمان يحدها، فالمملكة اليوم تحتضن العالم كما عبر بذلك المعلق الرياضي فارس عوض.
نجحت المملكة في استضافة هذا الحدث الرياضي الكبير الذي انطلق في 12 ديسمبر إلى 22 من نفس الشهر، على جميع المستويات من خلال التنظيم والبنية التحتية والحضور الجماهيري الكبير الذي يعد الأكبر في تاريخ المسابقة لكن قبل ذلك هل كان الأمر ممكنا؟
الرياضة في رؤية 2030
تم إعلان الرؤية السعودية لعام 2030 في أبريل 2016، وهي تمثل خطة المملكة العربية السعودية ليس فقط في تنويع اقتصادها والتصدي للتحديات الناجمة عن أسعار الطاقة العالمية المنخفضة، ولكن أيضاً لتنفيذ تغييرات اجتماعية وتغييرات في نمط الحياة على المدى البعيد.
ومن أهم أهداف الرؤية السعودية لعام 2030 ” كان خلق مجتمع نابض بالحياة مع مستوى مرضٍ للمعيشة من خلال جملة من الأمور الأخرى” مثل تعزيز الرفاهية المادية والاجتماعية ونمط الحياة الصحية،
واليوم هذه الرؤية لم تعد حبرا على ورق بل أصبحت واقعا تعيشه الرياضة السعودية، الدور الكبير الذي اضطلع به الأمير محمد بن سلمان ولي العهد السعودي، ولا يغفل كثيرون ممن عاصروا ويعاصرون تحولات الرياضة السعودية ما حققته رؤية 2030 من قفزة هائلة في مسارها الطموح فاق التوقعات وما نتج عنها من مكاسب وقفزات في مجال يعتبر واحدا من من المجالات المستهدفة لتحقيق التميز محليا وإقليميا وعالميا، كما قامت المملكة بتشجيع وتعزيز مشاركة النساء في مختلف الأنشطة الرياضية، وتوفير المزيد من الفرص للنساء للمشاركة في الألعاب الرياضية.
التطور الرياضي
لم يعد التطور في المملكة منحصرا في كرة القدم بل أصبح السمة الغالبة على كافة المجالات وتم التركيز على صناعة أبطال في مختلف الرياضات حيث تمت زيادة عدد الاتحادات الرياضية بشكل مضاعف كما قامت الحكومة بزيادة الفرص الاستثمارية في القطاع الخاص، كما تم توجيه الاستثمارات نحو تطوير المرافق الرياضية والبنية التحتية لدعم ممارسة الرياضة على مختلف المستويات.
وضمن التطورات الهائلة في الاقتصاد الرياضي تم العمل على إنشاء شركات خاصة للاستثمار الرياضي في الأندية بهدف ضمن الاستدامة المالية.
وتعيش الرياضة السعودية حاليا عصرا ذهبيا بالحضور الدائم للفعاليات الرياضية العالمية التي لا تكاد تنتهي واحدة لتبدأ أخرى.
وتنشط السعودية باستضافة الكثير من الأحداث الرياضية حتى باتت بوصلة للكثير من الرياضيين حول العالم حيث استضافت بطولة فورمولا-1 وغيرها من سباقات السيارات العالمية، ورالي داكار والعديد من سباقات الراليات العالمية والمحلية بالإضافة إلى العديد من نزالات الملاكمة ومختلف الرياضات الأخرى.
كما استضافت العديد من الأحداث الخاصة بكرة القدم، كأس السوبر الإيطالي والإسباني وكأس مارادونا والسوبر كلاسيكو وبطولة الأندية العربية وغيرها الكثير.
وبالحديث عن كرة القدم فقد شهدت تطورا لا نظير له في المنقطة والقارة الآسيوية وظهر ذلك التطور جليا من خلال مشاركة المنتخب السعودي في كأس العالم الأخيرة قطر 2022، حيث قدم أداء مميزا بعناصر تنشط في الدوري المحلي وأبرزها الفوز على بطل العالم منتخب الأرجنتين بهدفين لواحد.
أيضا من خلال استقطاب النجوم العالميين على غرار البرتغالي كريستيانو رونالدو والبرازيلي نيمار جونيور والفرنسي كريم بنزيمة وغيرهم الكثير، كما أصبحت الأندية السعودية تنافس الأندية الكبرى في استقطاب النجوم من خلال صندوق الاستثمار السعودي بالإضافة إلى تطوير المنشآت الرياضة من ملاعب ومراكز تدريب إلى جانب تطور البث التلفزيوني وشمل التطور حتى كرة القدم النسائية.
ومازالت السعودية تسعى إلى مزيد من التطور في مجال الرياضة خاصة مع استعدادها لاستضافة العديد من الأحداث الرياضة في مختلف الاختصاصات.
أحداث قادمة
تتاهب المملكة العربية السعودية لاستضافة العديد من البطولات الدولية مع انتهاء مونديال الأندية في مختلف الرياضات، حيث سيكون جمهور كرة القدم على موعد مع السوبر الإسباني والإيطالي، وأيضا التركي 2023-2024، وكأس موسم الرياض بحضور الأسطورة الأرجنتيني ليونيل ميسي من خلال فريق انتر ميامي، حيث سيلعب مع نادي الهلال والنصر، أما على المدى الطويل ستستضيف كأس أمم آسيا 2027 وكأس العالم 2034.
اما في بقية الرياضات فستستضيف على المدى القريب بطولة التنس الأرضي وبطولة العالم للرياضات الإلكترونية وكأس العالم لقفز الحواجز وسباق الدرعية للفورمولا-1 وبطولة العالم لرفع الأثقال المؤهلة إلى أولمبياد باريس 2024، وبطولة العالم للمبارزة للناشئين ورالي داكار واستضافة الطولة القتالية وأيضا المصارعة والملاكمة، كل ذلك من أواخر 2023 إلى 2024.
أما على المدى الطويل فتستضيف المملكة العربية السعودية بطولة العالم للدراجات الحضرية 2025-2026 ودورة الألعاب الآسيوية للصالات 2025 وكأس آسيا للسهام 2024، وكأس التحدي الآسيوي 2026 وبطولة العالم لدراجات الطرق غير المرصوفة 2028، والالعاب الأولمبية الشتوية 2029 وبطولة العالم للقدرة والتحمل 2029، والالعاب الآسيوية 2034.
ويعد هذا كله غيضا من فيض لما تسعى إليه المملكة العربية السعودية للتطور على كافة المجالات ومنها الرياضية فالأيام والشهور والسنوات، ستكون حبلى بالاحداث العالمية على أرض المملكة وحتما لن تتوقف عند هذا الحد، فمن طلب أراد المجد كانت له القمة.