إلى أين المسير؟

كتبت- ترياء البنا

أيام وتنطلق منافسات كأس آسيا قطر 2023، والتي يشارك فيها منتخبنا الوطني للمرة الخامسة في تاربخه، وهي مشاركات قليلة جدا، لا تتعدى أصابع اليد الواحدة، لذا فالسؤال الآن ماذا نريد من كأس آسيا؟ ما هدفنا المحدد من المشاركة، لأننا بالطبع لسنا ذاهبين للمنافسة على اللقب وسط وحوش آسيا، الذين يمتلكون سجلا حافلا بالمشاركات، ليس فقط على مستوى القارة، بل على مستوى مونديال كأس العالم، فهذا واقع لا يمكن إنكاره.

في استراتيجيات الكرة، هناك مراحل متدرجة للمشاركات المهمة للمنتخبات على مستوى البطولات الإقليمية والقارية والدولية، وفي كل مرحلة وقبل أية مشاركة تحدد الجهات المسؤولة الهدف الأدنى( على أقل تقدير) للمشاركة، ومع كل مرحلة يتقبل الجمهور ما حققه منتخبه، طالما في الأمر تطور واستفادة من المشاركات السابقة والبناء عليها، ولكنه أيضا لم ولن يقبل بأي تراجع عن مرحلة سبق الوصول إليها.

في فترات سابقة، كان هدفنا يوما ما مجرد التأهل إلى النهائيات القارية، لذا جاءت المشاركات الأولى بلا طموح، ولكن من البديهي وقد تطورنا إلى حد ما، وأصبح تأهلنا للبطولة القارية أمرا عاديا( وغير المقبول بتاتا لدى الجمهور عدم التأهل، لأنه سيكون طامة كبرى)، أن يكبر الطموح، وبعد تأهلنا في نسخة الإمارات 2019، للدور الثاني، فقد أصبح الأحمر اليوم مطالبا بتخطي هذا الدور وتحقيق إنجاز جديد، يؤكد تطورنا عن المرحلة السابقة، ولكن هل الأحمر اليوم بذات قيمة الأحمر في 2019 مع بيم فيربيك؟، بمقارنة سريعة بين الفريفين، سنجد أن القيمة الفنية والسوقية للاعبين لم تتغير كثيرا، لتبقى البصمة المنتظرة لإدارة المواجهات من قبل الجهاز الفني، فهل ثقة الجمهور في برانكو إيفانكوفيتش هذه المرة توازي الثقة التي حظي بها بيم فيربيك رحمه الله؟، لأننا جميعا موقنين أننا تعرضنا لظلم تحكيمي خاصة في مباراة اليابان، كما أننا قدمنا أداء جيدا جدا.

وعطفا على ما يسبق هذه البطولة من أحداث ومغالطات وانتقادات، نجد الجهاز الفني الحالي لا يحظى برضى الجماهير، ولا يحظى من قبل الكثيرين بثقة في تحقيق إنجاز يجب ما قبله( رغم الاستقرار الفني للمنتخب منذ فترة طويلة، وتأهله إلى نهائي كأس الخليج)، بل ذهب البعض إلى عدم قدرة الأحمر على تخطي الدور الأول، رغم ذلك هناك قلة تؤكد أن مجموعة الأحمر التي تضم السعودية وتايلاند وقيرغيزستان، سهلة بالنسبة للاعبينا، وأنهم من البديهي أن يتأهلوا للدور الثاني، ولكن تبقى المعضلة لديهم في القدرة على تحقيق الأفضل.

رؤى وآراء وتوقعات مختلفة، وهذا دائما الحال قبيل انطلاق أي استحقاق خارجي، ولكن السؤال، ماذا يهدف الاتحاد من مشاركتنا هذه المرة؟، ما الطموح الذي يعد جماهير الأحمر بتحقيقه ليتسنى لنا بعد البطولة محاسبة المسؤول إلم يتحقق الهدف، أو الثناء عليه لتحقيق ما كان يصبو إليه، وتركه يعمل بسلام للاستحقاق القادم، طالما الأهداف واضحة وتتحقق على أرض الواقع، والأهم أننا أعددنا العدة جيدا.

أخيرا.. الأحمر يقترب من خوض تحد كبير، ربما سيحدد مصير المدرب الكرواتي برانكو إيفانكوفيتش في الاستمرار خلال التصفيات أم لا، ولكن لا بد أن يكون الهدف من المشاركة محددا للجماهير، حتى لا يصل خيال البعض إلى أبعد من حدود واقعنا الكروي، أو يذهب آخرون بتشاؤمهم إلى حد قتل ثقة لاعبينا في أنفسهم وهم يحملون مسؤولية سمعة سلطنة عمان في المحفل القاري.

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى