توووفه- محمد مبارك
يبدو أن المنتخب القطري الذي يتربع على صدارة المجموعة الأولى ببطولة كأس الأمم الآسيوية قطر 2023 في طريق مفتوح لحصد العلامة الكاملة في مباريات الثلاثة ضد كل من لبنان وطاجيكستان والصين.
والواضح أن المنتخبات الثلاثة المرافقة لقطر قد حسمت أمرها منذ البداية أن تلعب على المركز الثاني أو أفضل مركز ثالث في البطولة فمن خلال ما شاهدناه في الجولة الأولى لا يبدو أن هذه المنتخبات قادرة على إزعاج صاحب اللقب فهي بحصيلة تهديفية سلبية.
ففي المباراة الأولى حقق بالفعل العنابي الفوز ضد المنتخب اللبناني وحصد الثلاث نقاط عن جدارة واستحقاق نتيجة وأداء رغم محاولات لبنان الشجاعة.
بطل النسخة الماضية للبطولة والتي كانت في الإمارات العربية المتحدة عام 2019 حقق في افتتاح البطولة الحالية فوزا سهلا وسجل ثلاثة أهداف عن طريق هدافه التاريخي في البطولة المعز علي وثنائية عبر نجمه أكرم عفيف وكلها جاءت بأسلوب لعب مميز.
وحده المنتخب القطري في هذه المجموعة من يضم قائمة متوازنة من اللاعبين تجمع بين الخبرة والشباب أبرزهم المعز علي وأكرم عفيف وحسن الهيدوس وعبدالعزيز حاتم ومشعل برشم وإسماعيل محمد وغيرهم.. بقيادة الإسباني ماركيز لوبيز والذي يتعامل مع البطولة خطوة بخطوة.
وكان المدرب الإسباني قد صرح بأنه يتعامل مع كل مباراة على حدة وأنه يحترم جميع المنافسين في المجموعة والمهم عنده تجاوز دور المجموعات قبل التفكير في الأمور الأخرى.
تفكير لوبيز يبدو الأقرب للمنطق ففريقه ليس نفس الفريق الذي فاجأ الجميع في النسخة الماضية وتوج بالبطولة ولم يكن مرشحا لها، ففي فهذه النسخة هو حامل اللقب والانتظارات والتوقعات كبيرة والمنافسين يحسبون له ألف حساب.
ورغم كل ما ذكرنا يبقى لكرة القدم أحكامها الخاصة التي تثير العجب وخير دليل على ذلك، ما حدث في كأس العالم قطر 2023، وقد نرى طاجيكستان أو الصين بشكل مختلف عند مواجهة العنابي.
ولكن من خلال ما نراه الآن يبدو واضحا أن المنتخب القطري تعلم الدرس جيدا، من الفترة الصعبة التي رافقت كأس العالم حيث خيب العنابي آمال جماهيره وظهر بشكل مخجل ولم يكن قادرا على إظهار قوة بطل القارة الآسيوية على أرضه بالمونديال، فالتعامل مع البطولة الآسيوية أظهر هدوء واتزان واحترام للمنافسين رغم عاملي الأرض والجمهور.
سيكون من الصعب على المنتخب القطري الاحتفاظ باللقب القاري في ظل وجود منتخبات جاهزة وقوية مثل المنتخب الياباني والكوري الجنوبي والإيراني والأسترالي بدرجة أقل وحتى بعض المنتخبات العربية الأخرى كالعراق والسعودية ولكن يبقى كل شيء ممكن لأصحاب الأرض خاصة بعد ما أظهروا جدية في الأداء أمام لبنان رغم فارق الإمكانيات عكس بعض المنتخبات الأخرى.
