
توووفه – AFC
بقيت هنالك ثمانية منتخبات فقط تتنافس في نهائيات كأس آسيا قطر 2023، وذلك بعد أن تم تأكيد المتأهلون للدور ربع النهائي بعد انتهاء مباريات دور الـ16، يوم الأربعاء.
تواصل الدولة المُضيفة قطر سعيها للحصول على لقبين متتاليين، بينما لا تزال اليابان، حاملة اللقب أربع مرات، تبحث عن لقب قاري خامس في محاولة لتعزيز رقمها القياسي، في حين تستمر مسيرة أحلام طاجيكستان في السير قدماً في هذه البطولة التي تشارك فيها لأول مرة.
قبل المواجهات الأربع المُنتظرة في ربع النهائي يومي الجمعة والسبت، يُسلط الموقع الإلكتروني في الاتحاد الآسيوي لكرة القدم الضوء على أبرز خمس محطات تستحق المتابعة.
كوريا تتطلع لرد الاعتبار من هزيمتها في نهائي 2015

في عام 2015، توّجت أستراليا بطلة لآسيا عندما أحرز جيمس ترويزي هدف الفوز خلال الوقت الإضافي أمام جمهورية كوريا ليحقق لقبه القاري الأول. وجاء هذا الهدف بعد هدف التعادل الذي أحرزه سون هيونغ-مين البالغ آنذاك من العمر 22 عاماً وذلك خلال الوقت المحتسب بدل الضائع من الوقت الأصلي، ليحرم منتخب أستراليا بقيادة المدرب أنج بوستيكوغلو المنتخب الكوري من فرصة إنهاء انتظارهم الطويل للحصول على لقبهم القاري الثالث والذي امتد منذ عام 1960.
وبعد مرور تسع سنوات، سيقود سون، الذي يتألق الآن تحت قيادة بوستيكوغلو في نادي توتنهام الإنكليزي، منتخب محاربي التايغوك في أول مباراة رسمية له أمام أستراليا منذ تلك الليلة في سيدني، وذلك عندما يلتقيان في الدور ربع النهائي، يوم الجمعة. القائد الكوري، إلى جانب المدافعين كيم يونغ-جون وكيم جين-سو (وحارس المرمى المصاب كيم سيونغ-جيو)، هم اللاعبون الوحيدون من تشكيلة عام 2015 ضمن التشكيلة الحالية المتواجدة في قطر.
وقد تغلبت جمهورية كوريا على السعودية بفارق ركلات الترجيح في دور الـ16، وذلك بعد هدف التعادل الذي سجله تشو غوي-سونغ خلال اللحظات الأخيرة من الوقت المحتسب بدل الضائع. ومع ذلك، لم يصل لاعبوا المنتخب الكوري بعد إلى قمة مستواهم وسوف يتطلعون إلى التحسن قبل خوض مباراة رد الاعتبار بعد الخسارة في نهائي 2015، حيث سيتذكر سون وزملائه الحزن الذي شعروا به جيداً، حينما يواصل القادمون من شرق آسيا مهمتهم في إنهاء أكثر من ستة عقود من الانتظار.
هل تستطيع أوزبكستان إنهاء سلسلة انتصارات قطر؟
شاركت أوزبكستان في نهائيات كأس آسيا لأول مرة في عام 1996، ووصلت إلى الأدوار الإقصائية في كل من النسخ الست الماضية، بما في ذلك النسخة الحالية. وكان أفضل أداء لهم حتى الآن في قطر أيضاً من خلال نسخة عام 2011، عندما تأهل المنتخب الذي كان يضم أفضل لاعب في آسيا مرتين سيرفر دجيباروف والمهاجم ماكسيم شاتسكيخ ولاعب خط الوسط أوديل أحمدوف إلى الدور قبل النهائي قبل الخسارة أمام أستراليا.
بالعودة إلى قطر بعد 13 عاماً، ووصولها إلى الدور ربع النهائي عقب فوزها على تايلاند 2-1، سوف يكرر منتخب الذئاب البيضاء هذا التأهل للدور قبل النهائي، في حال فوزه على أصحاب الأرض يوم السبت. والتاريخ يقف إلى جانبهم، حيث فازت أوزبكستان في آخر ست مباريات رسمية أمام المنتخب العنابي، بما في ذلك الفوز 2-0 في دور المجموعات في عام 2011.
ومع ذلك، تبقى قطر في حالة جيدة في كأس آسيا بعد أن فازت في آخر 11 مباراة متتالية في هذ البطولة عقب فوزها 2-1 على فلسطين في دور الـ16، على ستاد البيت. حيث أصبح المشهد جاهزاً حينما يتطلع أصحاب الأرض إلى الحفاظ على زخمهم القوي، بينما تتطلع أوزبكستان إلى تكرار أفضل مركز حصلوا عليه حتى الآن ببلوغ الدور قبل النهائي.
الأردن يتطلع لتحقيق إنجاز تاريخي
عندما وصلت أوزبكستان إلى الدور قبل النهائي في عام 2011، فعلت ذلك على حساب الأردن بعد فوزها بفارق ضئيل في الدور ربع النهائي. كرر الأردنيون أفضل أداء لهم على الإطلاق في هذه البطولة القارية ببلوغ دور الثمانية مرة أخرى، وهذ المرة كان بعد الإنتصار المّذهل بنتيجة 3-2 على العراق يوم الاثنين، وذلك عندما سجلوا هدفين خلال الوقت المحتسب بدل الضائع ليضمنوا العودة في النتيجة والتأهل للدور التالي.
بصرف النظر عن الخسارة 0-1 خلال الجولة الثالثة من دور المجموعات أمام البحرين، كان أداء الأردن مُلفتاً للأنظار حتى الآن. بعد أن تغلب المنتخب الأردني على ماليزيا 4-0 في الجولة الافتتاحية، أصبح المنتخب القادم من غرب آسيا على بعد دقائق فقط من تحقيق الفوز على كوريا الجنوبية، لكنه تلقى هدفاً مُتأخراً بالخطأ في مرماه، لتنتهي المباراة بنتيجة التعادل 2-2. في حين أدى التحول والعودة المُذهلة أمام المنتخب العراقي، الذي اعتبره الكثيرون منافساً حقيقياً على اللقب، إلى ظهور الأردنيون للمرة الثالثة في الدور ربع النهائي.
الآن، سيواجه فريق المدرب حسين عموتة نظيره الأقل تصنيفاً في البطولة منتخب طاجيكستان والذي يشارك للمرة الأولى في تاريخه بهذا الحدث القاري. من المنتظر أن توفر هذه المواجهة الفرصة لتعويض خيبات الأمل في عامي 2004 و2011 (الأولى عندما تعرض الأردن لخسارة مُؤلمة في ربع النهائي أمام البطل في نهاية المطاف منتخب اليابان بفارق ركلات الترجيح)، حيث يتطلع الأردنيون الآن إلى كتابة فصل مجيد جديد في تاريخهم الكروي.
عودة ميتوما وخروج تاريمي
تشهد المواجهة القوّية المرتقبة، يوم السبت، بين اليابان وإيران تكرار لقبل نهائي عام 2019 الذي فاز فيه منتخب الساموراي الأزرق بنتيجة 3-0.
وقد حجز اليابانيون مكانهم في الدور ربع النهائي لهذه النسخة بعد فوزهم على البحرين 3-1، في حين واجه الإيرانيون وقتاً أصعب بكثير عندما تغلبوا على سوريا بفارق ركلات الترجيح بعد أن لعبوا بعشرة لاعبين منذ الوقت المحتسب بدل الضائع للوقت الأصلي للقاء الذي انتهى بالتعادل 1-1 قبل اللجوء إلى شوطين إضافيين وبعد ذلك ركلات الترجيح.
ويعيش الطرفان الآن ظروفاً مُتباينة من حيث اللاعبين الأساسيين، حيث عاد لاعب الجناح الحيوي كاورو ميتوما من الإصابة ليشارك خلال منتصف الشوط الثاني أمام سوريا وبالتالي يكون قد ظهر لأول مرة في هذه البطولة، في حين كان هدّاف منتخب إيران بثلاثة أهداف مهدي تاريمي هو اللاعب الذي حصل على البطاقة الحمراء لحصوله على الإنذار الثاني مما يعني – تماماً كما حدث في عام 2019 – أنه سيغيب عن المباراة المصيرية أمام المنتخب الشرق آسيوي.
يبقى أن نرى ما إذا كان مدرب المنتخب الياباني هاجيمي مورياسو يرى أن ميتوما سيكون جاهزاً للمشاركة أساسياً أم لا، لكن حقيقة أن لديهم أحد أكثر اللاعبين موهبة في آسيا سيكون متاحاً مرة أخرى يُعتبر بمثابة دفعة كبيرة للفريق. على العكس من ذلك، فإن الطريقة التي ستتعامل بها إيران بقيادة المدرب أمير قالينوي بدون أحد أكثر المهاجمين نجاعة من الناحية التهديفية في القارة ستكون عاملاً أساسياً في فرصهم في البقاء والبحث عن لقب كأس آسيا الرابع في تاريخهم مع احتدام السباق على نيل التاج القاري.
بدء السباق على جائزة الحذاء الذهبي
كانت الأهداف الستة خلال أربع مباريات بمثابة عودة رائعة لأيمن حسين، ولكن بعد خسارة العراق في اللحظات الأخيرة بنتيجة 2-3 أمام الأردن في دور الـ16، لن يلعب هدّاف هذه النسخة حتى الآن أي دور في بقية منافسات البطولة. قبل مباريات الدور ربع النهائي، يحتل المهاجم العراقي المركز الأول بفارق هدفين عن أقرب ملاحقيه في صدارة لائحة الهدّافين، لكن السباق مُستمر للحاق به.
أقرب المنافسين له في الوقت الحالي، القطري أكرم عفيف، الذي سجل أربعة أهداف (وصنع اثنين آخرين) خلال ثلاث مباريات فقط كأساسي، والياباني أياسي أويدا الذي جعله هدفه خلال الفوز على البحرين يوم الأربعاء يتساوى مع عفيف بعد أن شارك أساسياً في ثلاث مباريات فقط أيضاً مع الساموراي الأزرق خلال أربع مباريات خاضها. ولذلك فمن المؤكد أن كلاهما يتمتعان بفرصة جيدة للمنافسة على جائزة هدّاف البطولة إذا ما واصلا الذهاب إلى أبعد نقطة في كأس آسيا.
في مكان آخر، قد يكون لي كانغ-إين هو صانع الأهداف الرئيسي للمنتخب الكوري، لكنه لديه أيضاً ثلاثة أهداف، كما هو الحال مع تاريمي، لكن إيقاف المهاجم الإيراني المذكور أعلاه من المرجح أن يقلل من فرصه. وفي الوقت نفسه، يتواجد سون ضمن عدد من اللاعبين برصيد هدفين. لذا، في حين أن حسين الذي غادر البطولة يحتل المركز الأول، لا يوجد نقص في المتنافسين الذين يتطلعون إلى التغلب عليه مع دخول كأس آسيا إلى الدور ربع النهائي.