العزاني وتحدي الضغط

كتبت- ترياء البنا

في مشواره بكأس الاتحاد الآسيوي، يدخل النهضة تحديا جديدا، ربما يكون الأصعب، حيث سيكون على أرضه وبين جماهير سلطنة عمان جميعها، بمواجهة العهد اللبناني في إياب نصف نهائي البطولة( نهائي الغرب)، خاصة وأن ممثل سلطنة عمان خسر رهان الذهاب بهدف الحلاق الذي باغت طموحنا بالعودة من العراق بنتيجة إيجابية.

نعم خسر النهضة لقاء الذهاب، ولكن بحسابات الأرض والجمهور والسفر والتنقل، مع توالي المباريات على أكثر من جبهة سواء مع النادي في البطولات المحلية، أم رفقة المنتخب الوطني، يعد فارق الهدف الوحيد أمرا سهلا، تعويضه في المتناول، خاصة وأن النهضة يضم كوكبة من نجوم الكرة العمانية، الذين نجحوا مرارا وتكرارا في تخطي هكذا تحديات.

اليوم أقيم المؤتمر الصحفي للمدربين الذي يسبق المباراة، وخلال مؤتمر الكابتن حمد العزاني، بدا على وجهه كم الضغط الملقى على عاتقه، وكأنه يدخل المباراة بعنوان وحيد، أكون أو لا أكون، بالطبع المواجهة صعبة، وفي النهائيات والديربيات الكبيرة الأمور مفتوحة على كافة الاحتمالات في لعبة لا بد فيها من فائز وخاسر، ونتيجتها لا تحسم بالأداء وإنما بالتوفيق والحظوظ، فالنهائيات لا تلعب ولكن يكسبها من يعرف من أين تؤكل الكتف.

مما لا شك فيه، فإن الضغط الذي بدا على الكابتن حمد العزاني لم يكن لأنه غير قادر على الفوز والتأهل، فهو مدرب كبير، نجح في وضع النهضة بالمقدمة في موسم استثنائي خطف خلاله الكأس والدوري، ورغم ضغط المباريات في أكثر من مسابقة، يحتل وصافة الدوري، ووصل إلى نهائي الكأس بعدما أقصى السيب أقوى فرق الموسم، وفاز عليه على أرضه ووسط جماهيره العريضة، ولكن لأنه يشعر بمسؤوليته تجاه النادي والإدارة التي لم تأل جهدا في توفير كل الأدوات للمدرب، والجماهير التي تضع طموحها بتحقيق اللقب على كاهله، مع طموحه الشخصي بتحقيق لقب آسيوي يزين سيرته الذاتية.

ورغم أن ضغوط مثل هذه المباريات تكون على الجميع، لاعبين وأجهزة فنية وإدارية، إلا أنه دائما يكون المدرب في الواجهة والأكثر قلقا وهلعا، ففي الوقت الذي يحسب فيه الفوز للجميع، تنسب الخسارة للمدرب فقط، وهذا أمر آخر يزيد من مسؤولية المدرب، رغم أنه لا يكون المتحمل لمسؤولية الخسارة، فلم يكن له يد في إهدار مهاجم لهدف محقق، أو سوء تقدير مدافع لهدف سهل يلج مرماه، وإنما هي أمور طبيعية تحدث في كرة القدم، فلولا الأخطاء ما كان الفوز والخسارة.

أخيرا.. حمد العزاني بذل الغالي والنفيس من أجل النهضة، وعمل في أحلك الظروف حين فقد أهم لاعبيه الدوليين في مستهل مشاركته الآسيوية، ورغم ذلك أعلنها مبكرا بأنه سوف يتأهل على رأس المجموعة، وأوفى بعهده، ويستمر في مواجهة الصعاب وضغط المباريات، وكلنا ثقة في قدراته وإمكانياته الفنية لتحقيق لقب كأس الاتحاد الآسيوي، ولكن في الوقت نفسه، لا أحد يمكن أن يلقي عليه باللوم إن- لا قدر الله-، فشل في التأهل إلى النهائي، لأنه لم يتخاذل يوما عن تسخير أقصى جهوده من أجل النهضة، وإذا تحقق التأهل واللقب فسينسب أولا لهذا الرجل الذي أثبت قيمة المدرب الوطني وأكد على قدرته في تحقيق الألقاب إذا توفرت له الأدوات وتهيأت له الظروف.

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى