حكم مبكر جدا

كتبت- ترياء البنا

تعادل منتخبنا الوطني أمام قيرغيزستان في آخر جولات المرحلة الثانية من التصفيات الآسيوية المزدوجة المؤهلة لنهائيات كأس العالم 2026، وكأس آسيا 2027، ورغم تصدر الأحمر لمجموعته وحسم التأهل إلى الكأس القارية قبيل الجولة السادسة، إلا أنه فشل للمرة الثالثة على التوالي في فك شيفرة المنتخب القيرغيزي، ودفع الفشل في تحقيق الفوز عليه إلى تكريس الجماهير العمانية لفكرة العقدة، وبداية انتقاد يورسلاف شيلهافي في اختياراته وخططه.

ورغم أننا كنا نمني النفس بالفوز على قيرغيزستان ردا للاعتبار بعد الخسارة في أولى مواجهات التصفبات، والتعادل الذي زج بنا خارج منافسات كأس آسيا من دور المجموعات، إلا أنه يجب علينا أن نفصل بين حقبتين فنيتين مختلفتين، فليس من الإنصاف أن نحمل شيلهافي مسؤولية عدم الفوز على قيرغيزستان، خاصة وأن الرجل لم يمض وقتا طويلا رفقة الأحمر، وجاء بعد خسارة مبكرة من منتخب مغمور، وكان لزاما عليه العبور بالأحمر إلى بر الأمان والتأهل من المرحلة الثانية إلى كأس آسيا، والمرحلة الثالثة من تصفيات المونديال، لذا فمن البديهي التركيز على دراسة المنافسين ووضع الخطط المناسبة أمام كل فريق لتحقيق المطلوب، وهو ما يعني التركيز على النتائج بعيدا عن جمالية الأداء.

شيلهافي لم يمتلك رفاهية الوقت لاختيار العناصر الأفضل، وهو حتى الآن مقنع إلى حد كبير، حيث حقق المطلوب باقتدار، ولا يمكن بأية حال من الأحوال أن نطلق حكمنا على قدرته الفنية بالتأهل إلى المونديال، لأنه ببساطة عمل على ذات الأدوات التي خسرت رهان التأهل لمونديال قطر، وخسرت نهائي كأس الخليج، ورهان عبور دور المجموعات بكأس آسيا الأخيرة.

ومع متابعة شيلهافي لمباريات الموسم في كافة المسابقات المحلية والأهلية، تساءلت عن عدم استبداله لبعض عناصر الفريق التي أصبحت ثقلا على المنتخب وبلا أية فائدة بعناصر شابة تألقت تألقا واضحا ولديها الشغف والطموح بتسجيل اسمها بقوة بين صفوف الأحمر؟، ولأكون منصفة، فقد كان الرد مقنعا بأن الرجل لا يحبذ أن ينفرط عقد الفريق، وأنه في مرحلة صعبة، عليه أن يحافظ على قوام الفريق بما يمتلكه من خبرات، وسوف يزج بقليل من العناصر الشابة التي أعلنت عن نفسها بأحقية ارتداء قميص الأحمر، وأن الإحلال والتجديد على مستوى العناصر سيأتي بعد ضمان التأهل لكأس آسيا، والمرحلة الثالثة من التصفيات، خاصة وأن الرجل لازال في طور التعرف على اللاعبين.

الآن وقد تمت المهنة الأولى بنجاح، علينا أن ننتظر معسكر الأحمر القادم في إسبانيا وما سيسفر عنه من جديد، وبعدها نستطيع انتقاد السلبيات، إن وجدت، لأننا شاهدنا بداية جيدة للمدرب، خاصة في استبعاد عناصر كانت وكأنها فرضت علينا فرضا، وأعتقد أن هناك عناصر أخرى سيتم تنحيتها جانبا خلال الفترة القادمة، ففي النهاية هدفنا محدد بحلم الوصول إلى كأس العالم، ونحتاج كل من يقاتل في الملعب من أجل تحقيق هذا الحلم، لأن اللاعبين هم العنصر الأساسي والسلاح الأول للوصول إلى الهدف.

أخيرا.. لا يمكننا خلال الفترة الحالية إطلاق الأحكام على شيلهافي، فقد قاد الفريق في 4 مباريات بلا هزيمة بنفس الحرس القديم تقريبا لأن الإضافات كانت طفيفة ورغم ذلك أثبتت نجاحها، وهو أمر مبشر، وعلينا انتظار المعسكر الخارجي القادم والقائمة المنتقاة، ومع كل ذلك علينا أن نضع لاعبينا أمام أنفسهم بأنهم المسؤول الأول أمام الجمهور، عن تحقيق حلم االتأهل للمونديال، وسيكون من الإجحاف تحميل المدرب، أيا كان اسمه، مسؤولية عدم التأهل إلم يحدث- لا قدر الله-.

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى