تقرير- ترياء البنا
عنصرية، تنمر، تشويه وسخرية، هذا ما تتعرض له بطلة الجزائر وأفريقيا الملاكمة إيمان خليف، منذ مشاركتها في أولمبياد باريس 2024، حيث طالتها الصحافة الغربية ومنصّات التواصل الاجتماعي، حتى أنها لم تسلم من أذى سياسيين كبار أمثال رئيسة وزراء إيطاليا جورجيا ميلوني والرئيس الأمريكي السابق والمترشح للرئاسة دونالد ترامب، وذلك على خلفية مواجهة بطلة إيطاليا أنجيلا كاريني، حيث قضت عليها إيمان بلكمة واحدة بعد 46 ثانية فقط من بداية المواجهة، ما دفعهم إلى التنمر عليها واتهامها بأنها رجل.
ولكن إيمان خليف البطلة الجزائرية التي تواجه كل هذا الافتراء، إنسانة صلدة واجهت منذ صغرها عديد الصعاب والتحديات وتخطتها بكل قوة، فقد عاشت طفولة صعبة، حيث ولدت بولاية الأغواط التي تبعد 400 كم عن الجزائر العاصمة، في الثاني من مايو 1999، ثم انتقلت مع عائلتها إلى ولاية تيارت غربي البلاد، تحديدا إلى منطقة نائية ذات طابع فلاحي تسمى بيبان مصباح.
درست إيمان المرحلة الابتدائية بيبان مصباح، حيث عانت الفقر المدقع ولم يكن من السهل توجهها إلى عالم الرياضة في ظل تلك الظروف، إضافة إلى نظرة المجتمع المحافظ إلى الفتاة الريفية، والمجال الرياضي غريب بالنسبة لهم، بحيث يصعب أن يفهموا ذلك، ولذا كانت مسيرتها صعبة، حتى إنّ والدها كان يرفض أن تغادر البيت من أجل الذهاب لممارسة الملاكمة، ليتفادى كلام الناس، وأيضا كي تواصل دراستها.
بدأت علاقة إيمان بالملاكمة بحكاية طريفة حيث تعلمتها من خلال معلم الرياضة المدرسية، وأظهرت فيها تفوقا كبيرا، وكثر الحديث عن تفوقها، بلغ الأمر مسامع مدرب يسمى محمد شعوة الذي سرعان ما دعاها لتشارك في منافسة بمركز المدينة، وحينما أخبرت والدها قال لها: سينكسر أنفك،
ودهش بها المدرب، ومنحها مبلغا من المال وطلب منها أن تقوم بالتقاط صور شخصية، لكنها غادرت دون رجعة، وفضلت شراء الأدوات المدرسية، حيث كان والدها عاملا بسيطا يتحمل مسؤولية 6 أطفال، ولكن مدربها تواصل معها مرّة أخرى ومنحها بذلة رياضية حتى تشرع في التدريبات، وكان يرى فيها مشروع بطلة أولمبية.
عاشت إيمان خليف حياة قاسية، وكانت تبيع الخردوات المعدنية، البلاستيك، والخبز التقليدي، لتوفر مصاريف تنقلها إلى قاعة الملاكمة، وتساعد والدها العاطل عن العمل في إعالة إخوتها، وكان مدربها سندها الحقيقي، أرادها أن تكون بطلة، وهو ما حدث عندما شاركت في البطولة الوطنية بولاية تلمسان (صنف الأوساط)، وفازت باللقب أمام ملاكمة من المنتخب الوطني، لتبدأ رحلة البحث عن الذهب.
وتابعت إيمان العمل مع مدربها محمد شعوة والذي لا يزال مدربها إلى الآن، ومع توالي المنافسات صارت بطلة مشهورة، وتعددت مشاركاتها وتوجت تسع مرات بالبطولة الوطنية، ودخلت المنافسات القارية من بوابة الفريق الوطني في 2018، فشاركت في دورات دولية وسجلت حضورها في منافسات دولية، وكانت المفاجأة حين تأهلت للألعاب الأولمبية طوكيو 2021 بعد التحاقها بعامين فقط بالمنتخب الوطني (2018)، واحتلت المرتبة الخامسة كأول مشاركة لها، وتعتبر الأولى في الملاكمة النسوية التي تحقق هذا الإنجاز.
خاضت إيمان 51 نزالًا، فازت بـ42، منها 6 بالضربة القاضية
إنجازاتها:
-ذهبية الألعاب الأولمبية
-فضية بطولة العالم باسطنبول 2022
-ذهبية ألعاب البحر الأبيض المتوسط وهران 2022
-ذهبية موبوتو بطولة أفريقيا للملاكمة هواة
-بطلة الجزائر لـ 9 مرات.
-بطلة أفريقيا 3 مرّات
-ذهبية كأس بوكس إيندفون الدولية للملاكمة 2024
-ذهبية دورة أمريكا المفتوحة للملاكمة 2024
-شاركت في 51 نزالًا، فازت بـ42، وخسرت تسعة، وفازت في ستة مواجهات بالضربة القاضية.