توووفه – ترياء البنا
بعد لقاءين مخيبين للآمال، التي عقدها الجمهور العماني على المنتخب الوطني في مجموعته بالمرحلة الحاسمة للتصفيات الآسيوية المؤهلة لنهائيات كأس العالم 2026، ثارت ردود الفعل المباشرة والمهاجمة، خاصة وأن منتخبنا يتذيل ترتيب المجموعة بلا أية نقاط.
توووفه تلتقي المحلل الفني كابتن عبدالله كامونا، للحديث حول الأحمر من الناحية الفنية والتكتيكية ومدى حظوظه بناءً على ذلك المستوى الذي ظهر عليه خلال ما تبقى من مواجهات.
بداية، قال كامونا: منتخبنا الوطني، وخلال جولتين، لم يرتق إلى المستوى المطلوب، حيث ظهر جليًا التباعد بين الخطوط وهبوط مستوى معظم اللاعبين. كذلك تغييرات المدرب، ووضح عدم قدرة المنتخب على الوصول إلى مرمى الخصوم. فقد افتقد الأحمر مستواه الفني الذي ظهر عليه من قبل، وهذا بسبب العديد من العوامل التي تحدث عنها الجميع من قبل.
وحول ما أضافه شيلهافي للأحمر وما فقده الفريق معه، علق: أعتقد أنه لم يضف شيئًا. رغم أن الحكم على عمل المدرب يحتاج إلى الصبر، ولكن المؤشرات الإيجابية لم تتوفر مع شيلهافي الذي تولى المنتخب منذ 6 أشهر. لم يظهر أي بصمة سواء على مستوى اختيار العناصر أو أداء الفريق الفني على أرضية الملعب، أو تغييراته وشخصيته في الملعب وتعامله مع اللاعبين. كلها معطيات حقيقية للحكم على المدرب، رغم أن أي مدرب يحتاج إلى وقت طويل لتطوير أي فريق. قد تخسر نتيجة، ولكن آلية عملك تكون واضحة وتحتاج وقتًا لتطبيقها. وأستطيع القول إن الأحمر فقد شخصيته مع شيلهافي بسبب اختيار العناصر وتسكين بعض اللاعبين في غير أماكنهم.
وحول العناصر المنضمة للفريق، وهل هناك من كان يستحق التواجد غيرها، وكذلك التشكيلة الأساسية وطريقة اللعب، قال: العناصر الحالية هي المتاحة، ولكن يفترض إضافة عناصر أخرى تمثل إضافة. ولكن كأسلوب لعب وتكتيك داخل الملعب، أعتقد أنه لا يناسب منتخبنا، بصرف النظر عن الفوز أو الخسارة. لم نر أي شكل واضح للمنتخب، ولم نر بصمة للعمل أو آلية جلية لهذا العمل. الرسم التشكيلي خاطئ، كما أنه حان الوقت لإعطاء الفرصة للاعبين آخرين بدلاً من بعض الأسماء الموجودة. نحتاج إلى طفرة نوعية في تغيير معظم الأسماء.
وحول الانهيار البدني الواضح للاعبينا خلال الشوط الثاني في كلتا المباراتين، قال: العامل البدني أحد العوامل الرئيسية لأي منتخب أو فريق قبل خوض أي منافسات. 3 جولات بالدوري ليست فترة كافية للاستعداد والوصول إلى نمط بدني كاف. حيث يتصاعد المستوى البدني للاعب تدريجيًا بتعاقب المباريات، ولكن السؤال: ماذا فعلنا خلال شهر تقريبًا قبل انطلاق الدوري؟ ماذا فعل شيلهافي في معسكر إسبانيا؟ معلوم عالميًا أن اللاعب يحتاج من أسبوعين إلى أربعة ليصل إلى مرحلة بدنية جاهزة قبل خوض مباريات جدية. وإذا حسبناها جديًا، ثلاث مباريات في المعسكر ثم ثلاث بالدوري واثنتين في التصفيات، يفترض أن تعطي مخزونًا بدنيًا جيدًا. ولكننا لم نشاهد سوى فريق يصل إلى الدقيقة 60 ثم ينهار بدنيًا وتظهر الإصابات، وكلها شد عضلي، والذي يسببه عدم الجاهزية أو الإرهاق. ولا نغفل أيضًا عامل السن لدى بعض اللاعبين. إننا حقًا لم نرتقِ إلى العمل البدني المؤهل لمثل هذه المنافسات الكبيرة.
وعن رأيه في معسكر إسبانيا، أكد: معسكر إسبانيا لم يفِ بالوعود. حين تقيم معسكرًا خارجيًا، عليك توفير وديات أمام منتخبات قوية. حتى لو خسرت نتائجها، تستفيد من الناحية البدنية والنفسية. لم يكن هناك أي تأثير إيجابي للمعسكر على اللاعبين عقب انتهاء الموسم الماضي. لم يرتقِ مستوى أي لاعب، ما يعني أن آلية العمل خاطئة وما زلنا مستمرين في الخطأ. لأن فوائد المعسكر الخارجي تتمثل في الارتقاء بالمستوى البدني والفني، والوقوف على الأخطاء وتصحيحها، وإعطاء فرصة لعناصر جديدة من اللاعبين، والخروج بفريق متجانس وعمل واضح، وهذا ما لم نشاهده في الواقع.
وحول حظوظ الأحمر في المنافسة على بطاقة للتأهل مع كل ما يعيشه، قال: ذكرتها سابقًا، وقبل بداية التصفيات، تأهلنا إلى المونديال في هذه الظروف صعب جدًا. التأهل يحتاج معطيات وأوراق وواقع ملموس، بنية تحتية، أندية وعمل حقيقي، لاعبين مميزين، احتراف، لمواكبة تطور كرة القدم في العالم. في الحقيقة، نحن بعيدون كل البعد عن الصعود إلى كأس العالم، وإذا أردنا التأهل، علينا التفكير بواقعية والعمل على الصعود إلى المونديال بعد القادم. علينا ألا نعيش الحلم فقط، الحلم يحتاج إلى حقيقة، ونحن بعيدون عن تلك الحقيقة. علينا أن نكون صادقين مع أنفسنا. كرة القدم اليوم صناعة وازدهار وعمل ومواهب، وإذا لم نسعَ إلى تطوير كل هذه الجوانب، لن نصل. تكلمنا سابقًا وواجهنا عدم قبول من الرياضيين، ولكنني متمسك برأيي الذي قلته قبل خسارة مباراتي التصفيات.
وعن الأسماء التي تستحق التواجد في المنتخب، قال: الفوارق ليست كبيرة، ولكن هناك فهمي دوربين، جمعة الحبسي الذي تحسن مستواه كثيرًا، محمد رمضان، حسين الشحري، حاتم الروشدي، عبدالعزيز المقبالي، يزيد المعشني، المنذر العلوي، بدر العلوي. كلها أسماء تستطيع الإضافة، وكذلك تخلق روح التنافس. نحن نحتاج مهاجمًا قويًا، وبالنظر إلى الأسماء، نجد المقبالي الأفضل. ورغم ذلك، أي فريق يحتاج عملًا كبيرًا من الجهاز الفني والإداري. كرة القدم أكبر مما يقدم من هذا العمل.
واختتم كامونا بنصيحة للقائمين على الرياضة العمانية: إذا أردنا الوصول بعيدًا، علينا الاهتمام بالعمل الذي يحتاج إلى كوادر بشرية متميزة، وخارطة طريق واضحة، وبناء حقيقي للأجيال. رجوع الدوري الأولمبي، الاهتمام بالمراحل السنية، تقييم مدربي وإدارات الأندية. نؤمن أن الاتحاد معني بتسيير منافساته، وهناك جهات أخرى يفترض أن تفعل دورها. علينا العمل بطريقة ممنهجة من أجل التفكير في الخطوات القادمة وليس الحالية، لأننا بعيدون. والاستعانة بذوي الاختصاص، لأن غير ذوي الاختصاص لن يحققوا تقدمًا. علينا الاستفادة من الكوادر الوطنية أصحاب الخبرة، والأهم استراتيجية واضحة. وغير هذا الكلام، لن تتعدل الأمور.