كتب: مؤمن بن قلم الهنائي
لست متشائمًا، وثقتي لا حدود لها بأن منتخب الوطن سيمضي بقوة وعلى الطريق الصحيح في مشوار التصفيات المؤهلة لكأس العالم ٢٠٢٦م. لكن علينا عدم المبالغة في الإنتشاء ورفع سقف التصريحات للإعتقاد بأن المباراة القادمة ستكون سهلة للمنتخب، عطفًا على الفوز العريض على الكويت.
نعم، كسبنا الكويت بجدارة واستحقاق، وعدنا لسكة الإنتصارات، وعادت الثقة للمنتخب وزادت الأمنيات للذهاب بعيدًا في هذه التصفيات. هذا حق مشروع، وآن أوان تحقيق حلم الجماهير. لكن علينا كإعلام وجماهير عدم الإفراط في التعامل مع تأثير المباراة الماضية والتركيز بشكل أكثر واقعية مع مباراة الأردن، فهي مواجهة من نوع آخر.
إذا ما علمنا عاملي الأرض والجمهور، وردة الفعل من الخسارة أمام كوريا في المباراة الماضية، والرغبة العارمة للتعويض، إلى جانب عودة أكثر من لاعب أساسي في هذه المباراة، والتجييش الجماهيري للمنتخب المستضيف، فإن كل ذلك يدعونا لمنح الجهاز الفني لمنتخبنا فسحة من الصمت بعيدًا عن الضغط ليقرأ المنتخب الأردني ويعيد حساباته فنيًا وتكتيكيًا، ويعمل على التهيئة النفسية الإيجابية.
أسرد ذلك بعد متابعتي لبعض الأصوات التي أطلقت العنان بمديحها المبالغ، ليس تقليلاً بما تحقق، ولكن منتخبنا ليس وليدًا يحبو، بل فرس رهان تعثر سلفًا لظروف يعلمها الجميع. لذلك، فزخم كيل المديح في أتون المنافسة سلاح ذو حدين.
عدم التعامل بإتزان مع حالة الفوز على الفريق الكويتي له اعتبارات عديدة، أبرزها علو كعب منتخبنا طوال العقدين الماضيين على المنتخب الكويتي. ومن الناحية النفسية، فالفوز كان واقعيًا مع التغيير الذي أحدثه المدرب رشيد جابر ومساعده يعقوب الصباحي، والإلتفاف الشعبي حول المنتخب.
هذا التعامل غير المتزن ليس صحيًا من الناحية النفسية والحماسية التي نتمنى أن تكون مشتعلة في أرضية إستاد عمان الدولي، بخلاف ظروف المواجهة مع منتخب النشامى، وصيف آسيا. إلى جانب أن منتخبنا لم يسجل حالة فوز واحدة في مباراة رسمية، مما يعني أن التفوق يصب في مصلحة الأردن. وهذا يحتم علينا اللعب بضراوة لتحقيق معادلات مهمة، ستكون بلا شك بوابة العبور لتجاوز باقي المنتخبات، وليس ذلك على نجوم الأحمر ببعيد.
باختصار، دعونا جميعًا نؤجل صخب ما يدور في مشاعرنا بعد هذه المواجهة، وبعد أن نخطف الفوز بتوفيق الله، ساعتها بوسعنا أن نطلق حناجرنا للحديث والفرح أيضًا، حتى ما قبل المواجهات القادمة في نوفمبر المجيد.