التحدي الأصعب

كتبت- ترياء البنا

بعد أداء غير مرض ومباراة غير مقنعة، كسبها الأحمر أمام منتخب فلسطين بدعاء الآلاف الذين ملأوا مدرجات ملعب مجمع السلطان قابوس الرياضي ببوشر ومن تابعوا اللقاء أمام الشاشات، يدخل الأحمر التحدي الأصعب على أرضه، لأنه يواجه خصما يقاتل بشراسة من أجل حسم بطاقة مباشرة للتأهل كثاني المجموعة، خلف المنتخب الكوري الجنوبي الذي لم يفرط في أية نقطة عقب خسارة أول نقطتين على أرضه أمام الفدائي الفلسطيني في افتتاح مواجهات الجولة الثالثة.

مواجهة أسود الرافدين لن تكون سهلة ابدا على كافة الجوانب، فالمنتخب العراقي يمتلك 8 نقاط ويحتل المركز الثالث في المجموعة خلف الأردن بفارق الأهداف، لذا الفوز على الأحمر سيمنحه فرصة من ألماس لاستعادة المركز الثاني، إذا تعثر المنتخب الأردني، أضف إلى ذلك أن لاعبي المنتخب العراقي سيحاولون مصالحة جماهيرهم التي لم يرضها التعادل الأخير أمام المنتخب الأردني في البصرة، وراحت تصب جام غضبها على اللاعبين والجهاز الفني، ما جعل معظم اللاعبين وعلى رأسهم أيمن حسين يصرحون بأن نقاط لقاء الأحمر ستكون مصالحة للجماهير العراقية، إذن فنحن سنواجه فريقا يمتلك دافعا قويا لتحقيق نتيجة إيجابية، وخاصة بعد المستوى المتواضع للأحمر أمام المنتخب الفلسطيني.

الأحمر يعاني كثيرا على المستوى البدني، وعلى المستوى الفني أيضا لم يقدم خلال لقاء فلسطين ما يمنحنا الثقة في قدرته على تخطي عقبة العراق، ولولا تألق الحارس إبراهيم المخيني، وخط الظهر والتحركات المتميزة لعصام الصبحي عقب نزوله أرض الملعب لكنا الآن خارج نطاق المنافسة، وهو الأمر الذي يدركه الجميع.

مواجهة العراق تمثل التحدي الأكبر والأصعب لرشيد جابر الذي لازال ينتهج النمط المعتاد للفريق الذي ظل لسنوات طويلة يركز على الجانب الدفاعي والبناء البطيء للعب، فمعظم الكرات يكون مسارها العودة للخلف مرة أخرى، ما يجعل الرتم الهجومي للأحمر ضعيفا جدا مع تراجع دفاعات الخصوم التي يتاح لها الوقت الكافي للعودة إلى التمركز، كما أن الأحمر يفتقد دائما إلى الحلول على الأطراف، والأهم أنه يفتقد الجوكر الذي يستطيع تنويع مسار الكرة ويمتلك الرؤية الثاقبة، وهو ما يصعب مهمته أمام أي منافس.

أخيرا.. رغم أن المنتخب الوطني مع رشيد جابر لم يقدم أداء مقنعا أمام شقيقه الفلسطيني وحقق فوزا باهتا (كان الأهم من اللقاء)، سبقه بخسارة كبيرة أمام المنتخب الأردني، إلا أن الجماهير العمانية ستكون كالعادة في الموعد، حيث تم إعلان نفاد جميع تذاكر المباراة، ونمني النفس بتحقيق فوز غاية في الأهمية يرفع رصيدنا إلى 9 نقاط ويضعنا في خانة متميزة بجدول ترتيب المجموعة، قبيل التوقف لخوض استحقاق كأس الخليج الهام، والذي نعول عليه كثيرا في اكتشاف أسماء شابة وتسكينها في بعض المراكز التي تحتاج عناصر جديدة تضخ دماء جديدة للفريق وترفع من معدل اللياقة البدنية عطفا على النزول بمتوسط أعمار التشكيلة الأساسية، وبعدها يكون لكل حادث حديث.

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى