توووفه- نمير الضنكي
أعلن نادي صُحار يوم الجمعة الماضي عن تحديد موعد الجمعية العمومية العادية يوم الجمعة 27 ديسمبر المقبل، والتي ستُعقد في صالة المجمع الشبابي بصُحار، إلى جانب فتح باب الترشح لعضوية مجلس الإدارة الجديد حتى الخميس 21 نوفمبر الجاري. وفي هذا السياق، ارتأت توووفه إجراء حوار خاص مع رئيس مجلس إدارة النادي الحالي الفاضل داود بن سليمان الشيزاوي، لاستعراض رؤيته حول مسيرة النادي خلال السنوات الأربع الماضية التي قضاها في رئاسة المجلس، والاطلاع على خططه المستقبلية، وما إذا كان يعتزم الترشح لفترة جديدة. وقد استجاب الفاضل داود الشيزاوي لدعوة الحوار بكل رحابة صدر. حيث بدأ الحوار كالتالي :
س: مع اقتراب موعد الجمعية العمومية لنادي صُحار، كيف تُقيم آداء مجلس إدارتك خلال السنوات الأربع الماضية؟
- أعتقد أننا من ضمن الإدارات التي عملت بشكل جيد خلال السنوات الأربع الماضية. من الناحية المنطقية والعقلانية، أنا راضٍ جدًا عما تحقق، وأوجه شكري العميق للأخوة أعضاء مجلس الإدارة وأعضاء الجمعية العمومية على دورهم الكبير في تحقيق الاستقرار للنادي. لكن إذا نظرنا إلى الأمر بعاطفة، فلا أخفي لكم أنني لست راضيًا، فقد كنت أتمنى أن نحقق بطولة واحدة مع الفريق الأول لكرة القدم. صحيح أننا حصدنا البطولات في مختلف الألعاب، مثل الكرة الطائرة، وكرة السلة، وكرة القدم في المراحل السنية، بالإضافة إلى تحقيق كأس الهوكي مرتين، لكن تظل بطولة كرة القدم على مستوى الفريق الأول هي الأهم. رغم ذلك، بالنظر إلى الإمكانيات المحدودة والمداخيل الضئيلة التي كانت متاحة، أعتقد أننا نجحنا في تحقيق إنجاز يُحسب للجميع، وهو الاستقرار الإداري والمالي الذي يشهده نادي صُحار اليوم، وهذا ما كان ليتم لولا تعاون الجميع وتكاتفهم.
س: في الآونة الأخيرة، عانى الفريق من أزمة مالية كما يتداول، أدت إلى رحيل بعض لاعبي كرة القدم عن الفريق وانسحاب فريق الهوكي من كأس السوبر. هل غياب الراعي الرسمي مثل “طيران السلام” كان سبب وراء هذه الفجوة المالية؟
- لا توجد لدينا مشاكل مادية، بل أعتبر ذلك نتيجة لحُسن الإدارة المالية، وهذا يُحسب للأخوة في مجلس الإدارة. أن تتمكن من إدارة نادٍ بحجم نادي صُحار، بمشاركاته المتعددة في مختلف الألعاب، ومنشآته التي تحتاج إلى صيانة مستمرة، وتظل قادرًا على تحقيق الاستقرار المالي والإداري على مدار أربع سنوات، فهذا إنجاز يُعد بحق عملاً جبّارًا. أتمنى ممن سيأتي بعدنا أن يواصلوا هذا النهج، لأن حُسن الإدارة المالية هو ما ساعد نادي صُحار على الثبات والوقوف على قدميه. أن تحقق التوازن بين المشاركات الرياضية والصرف المالي، وتخرج بمثل هذه الإنجازات دون قضايا أو مشكلات جوهرية، يُعد إنجازًا كبيرًا. صحيح أن هناك بعض المطالبات والمتأخرات، كما هو حال معظم الأندية، لكن في عُرف الإدارة، أعتقد أننا من بين أفضل ثلاثة أندية على مستوى السلطنة في إدارة الموارد المالية.
س: حققتم نجاحًا ملحوظًا في ملف الرعايات خلال الفترة الماضية بالتعاون مع شركات بارزة في السلطنة مثل “طيران السلام” و”بنك صُحار الدولي”. لماذا لم تستمر هذه الرعايات؟ وهل أثّر اقتراب نهاية فترة إدارتكم على استمرار هذه العلاقات؟
- موضوع الرعاية يُعد من المواضيع الشائكة التي استطعنا في مجلس إدارة نادي صُحار أن نخلقها من لا شيء. بذلنا جهودًا كبيرة في وضع خطط مدروسة واستطعنا بحمد الله أن نحقق نجاحات ملموسة أثرت إيجابيًا على مردود النادي. ومع ذلك، فإن استمرارية الرعايات تحتاج إلى رؤية واضحة ودعم أكبر من الحكومة، ووزارة الرياضة، واتحاد كرة القدم.
اليوم، كرة القدم العُمانية تعاني من تراجع مقلق، يصاحبه انخفاض كبير في الحضور الجماهيري، حيث نجد مباريات يحضرها شخص أو اثنان أو بالكاد عشرة أشخاص. هذا الانحدار يؤثر على سمعة الدوري والكرة العُمانية بشكل عام، مما يجعل الشركات أقل استعدادًا للمخاطرة والدخول في شراكات طويلة الأمد. أضف إلى ذلك، النقل التلفزيوني الذي يكاد يكون معدومًا؛ فعلى سبيل المثال، يُنقل للنادي نحو 6 أو 7 مباريات فقط طوال الموسم، دون وجود استمرارية أو رؤية إعلامية واضحة. هذا القصور انعكس سلبًا على جذب الرعايات واستدامتها. كنت أتمنى أن تكون تجربة نادي صُحار في استقطاب الرعايات مثالاً يُحتذى ويُعمم على بقية الأندية، مع تقديم دعم حكومي مباشر يعزز هذه الجهود. لكن للأسف تُركنا نصارع وحيدين شركات الاتصالات والقطاع الخاص، ومع ذلك نوجه شكرنا للقطاع الخاص على دعمه خلال الفترات الماضية، على أمل أن تتغير هذه الظروف مستقبلاً.
س: على ذكر النقل التلفزيوني، هل كان نادي صُحار من المؤيدين لتطبيق تقنية الفيديو (VAR) خلال الاجتماع الأخير للجميعة العمومية ؟*
- نحن من المؤيدين بشدة لزيادة عدد المباريات المنقولة تلفزيونيًا، لأن النقل التلفزيوني يمثل أهمية كبيرة بالنسبة لنا، ويأتي في مقدمة الأولويات. يلي ذلك تطبيق تقنية الفار (VAR)، التي نعتبرها ضرورة ملحة لضمان العدالة في القرارات التحكيمية. في تسع مباريات لعبناها هذا الموسم، كنا من بين أكثر الأندية تضررًا من قرارات التحكيم، وهو ما دفعنا إلى تقديم عدة تظلمات رسمية للاتحاد بشأن الأخطاء التحكيمية التي أثرت بشكل مباشر على نتائجنا. نأمل أن تُتخذ خطوات جدية لتحسين مستوى التحكيم وضمان حقوق الأندية.
س: مع اقتراب موعد انعقاد الجمعية العمومية، هل لديك نية للترشح لولاية جديدة في رئاسة النادي؟
- في الحقيقة، لا أنوي الترشح لفترة ثانية. أرى أنه من الضروري إفساح المجال لأسماء أخرى وضخ دماء جديدة قادرة على مواصلة المسيرة. وكما ذكرت سابقًا، لا تزال هناك رغبة عاطفية في تحقيق بطولة للنادي، لكنني أؤمن بأن الوقت قد حان لمنح الفرصة لمن هم أفضل منا، ممن يمكنهم تحقيق هذا الهدف وإسعاد جماهير نادي صُحار التي تستحق كل التقدير والفرح.
س: هل هناك مرشح تدعمه أو ترى فيه القدرة على قيادة النادي خلال المرحلة المقبلة؟
- كل أبناء صُحار أنا داعم لهم ، من اليوم الذي نشأنا فيه ونحن ندعم نادي صُحار وسنظل ندعمه، لا توجد أسماء مُحددة الكل يستاهل، سنرى فالأيام القادمة الأسماء المترشحة وسنجلس مع المترشحين وندعمهم
س: في ختام الحديث، ما هي الكلمة التي تود توجيهها لجمهور نادي صُحار ؟
- شكرًا لكم جمهور الوفاء، اعذرونا على أي تقصير.